صحف لبنانية: تخوف من فوضى شاملة جراء التدهور الاقتصادي

أعربت الصحف اللبنانية، الصادرة صباح اليوم السبت، عن تخوفها إزاء تعرض لبنان لفوضى شاملة على وقع التدهور المالي والاقتصادي والنقدي الذي تشهده البلاد في ظل الجمود والتعقيدات التي تحيط بمسار تشكيل الحكومة الجديدة، منتقدة القوى السياسية الممسكة بزمام السلطة ومتهمة إياها بأنها تمعن في التدمير الشامل للبلد وأهله بعدم اتفاقها على تأليف الحكومة لإنقاذ البلاد والمضي قدما في الإصلاحات.
وأكدت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق)، أن تشكيل الحكومة الجديدة لا يزال متعثرا في ظل الخلافات بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي يشعر بخيبة أمل كبيرة من السلطة الحاكمة والقوى السياسية اللبنانية، بما ينذر بمضاعفات وشيكة شديدة السلبية على واقع الدولة اللبنانية.
وأبدت الصحف خشيتها من أن يستغرق تأليف الحكومة الجديدة مدة غير قصيرة، لافتة إلى "أن ذريعة التعطيل من قبل الخارج غير صحيحة وأن سبب العرقلة معروف ويتركز في المقام الأول حول خلافات سطحية وشكلية بين عون والحريري، الأمر الذي قد يترتب عليه تأخير حصول لبنان على المساعدات الخارجية، وقيام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات أكثر قسوة بحق المعطلين قد تصل إلى حد فرض عقوبات عليهم".
واعتبر عدد من الصحف "أن رئيس الجمهورية وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر) يمعنان في (ابتزاز) الحريري لتغيير مواقفه من إدارة عملية تشكيل الحكومة الجديدة والانصياع للشروط والمطالب التعجيزية لهذا الفريق، وأن أبواب قصر بعبدا الرئاسي لا تزال موصدة في وجه تشكيل حكومة المهمة الإصلاحية التي يسعى الحريري لتأليفها على نحو يتفق ومبادرة فرنسا الإنقاذية، والتلويح بامتلاك رئيس البلاد (البديل الظرفي) لرئيس الوزراء المكلف الحالي ودفعه نحو الاعتذار عن عدم استكمال مهمة تشكيل الحكومة".
وفي المقابل، زعمت صحيفة (الأخبار) وثيقة الصلة بحزب الله، أن رئيس الوزراء المكلف ينتظر الضوء الأخضر الخارجي، لا سيما من الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من القوى الإقليمية في المنطقة، لتقديم تشكيلته الحكومية إلى رئيس الجمهورية.
وأشارت إلى أن "الحريري" يتمهل في عملية التشكيل إلى أن يصل إلى الحكومة التي يريدها بمواصفاته هو، دونما الأخذ باعتراضات رئيس الجمهورية الشريك في التأليف الحكومي، وأن الحريري تلقى رسائل أمريكية بتعرض المحيطين به ودائرته السياسية اللصيقة لعقوبات إذا ما جرى توزير حزب الله في الحكومة الجديدة تحت أي صورة.