"التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا" هذا القول مقتبس من إعلان المبادئ بشأن التسامح الذي اعتمدته اليونسكو في عام 1995. ويحتفل العالم في مثل هذا اليوم 16 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتسامح، وتهدف جائزة اليونسكو لتعزيز التسامح واللاعنف إلى مكافأة أشخاص أو مؤسسات أو منظمات تميزوا بقيامهم بمبادرات جديرة بالتقدير بوجه خاص، على مدى عدة سنوات، ترمي إلى تعزيز التفاهم وتسوية المشكلات الدولية أو الوطنية بروح من التسامح واللاعنف. وأنشئت هذه الجائزة في عام 1995 بمناسبة الاحتفال بسنة الأممالمتحدة للتسامح وبذكرى مرور مائة وخمسة وعشرين عامًا على ميلاد المهاتما غاندي، وفي هذا العام أيضًا اعتمدت الدول الأعضاء في اليونسكو إعلان المبادئ بشأن التسامح، وقد اُستلهم إنشاء الجائزة من المثل العليا الواردة في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي ينص على أن "من المحتم أن يقوم السلام على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر". والتسامح يتمثل في التسليم بالحقوق العالمية للإنسان وبالحريات الأساسية للغير، وتتميز الشعوب، طبعًا، بتنوعها، والتسامح هو وحده الذي يضمن بقاء المجتمعات الممتزجة في كل منطقة من مناطق العالم، وتقديرًا لالتزام مدى حياة كرست لتحقيق الوئام بين شتى الجماعات ولبناء السلام، فإن هذه الجائزة تحمل اسم المانح وهو السيد مادانجيت سنغ الذي كان سفير اليونسكو للنوايا الحسنة، وفنانًا وكاتبًا ودبلوماسيًا (من الهند). تبلغ قيمة الجائزة 100000 دولار أمريكي ويتم منحها كل سنتين خلال احتفال رسمي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح (16 نوفمبر). ويقوم المنظمين لليوم من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور وجاء هذا الإجراء في أعقاب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 بأن يكون عام 1995 سنة الأممالمتحدة للتسامح (القرار 48/126). وأعلنت هذه السنة بناء على مبادرة من المؤتمر العام لليونسكو في 16 نوفمبر 1995، حيث اعتمدت الدول الأعضاء إعلان المبادئ المتعلقة بالتسامح وخطة عمل متابعة سنة الأممالمتحدة للتسامح، وتوجز وثيقة نتائج مؤتمر القمة العالمي لعام 2005، والتزام الدول الأعضاء والحكومات بالعمل على النهوض برفاهية الإنسان وحريته وتقدمه في كل مكان، وتشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون فيما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب.