أكد الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط، على اهتمام الجامعة وتصديها بكل وطنية صادقة ومخلصة للعديد من المشكلات والتحديات التي تواجه مصرنا الغالية وتسخير ما تلكه من إمكانيات علمية وبشرية في سبيل تحقيق ذلك، إلى جانب حرصها المستمر على تكوين شراكات مجتمعية مع كافة الأطراف الفاعلة والمؤثرة باعتبارها بيت الخبرة الأول والملاذ الآمن الموثوق به في إيجاد الحلول وتقديم المشورة على أساس علمي، وهو ما تجسد تأثيره مؤخرًا في تصدي الجامعة بكل قوة للموجة الأولي من جائحة فيروس كورونا وذلك من خلال قيامها بدورها التوعوي للأفراد وبوضع خطة احترازية محكمة تعمل على الحفاظ على صحة وسلامة كافة منتسبيها. جاء ذلك خلال افتتاح جامعة أسيوط اليوم الأحد، لوقائع المؤتمر الدولي العاشر العاشر للتنمية والبيئة في الوطن العربي تحت عنوان " التحديات والحلول" والذي ينظمه مركز الدراسات والبحوث البيئية بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة. وذلك تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي، والدكتورة ياسمين فؤاد وزير البيئة، واللواء عصام سعد محافظ أسيوط، وبحضور الدكتورة الدكتور مها غانم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ورئيس المؤتمر، والدكتور أحمد المنشاوي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور شحاته غريب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور ثابت عبدالمنعم مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية وأمين عام المؤتمر، والدكتور محمد أبو القاسم مقرر المؤتمر، وبمشاركة العميد إيهاب مبروك مساعد قائد المنطقة الجنوبية العسكرية لإدارة الأزمات، والدكتور حسين أباظة كبير مستشاري وزير البيئة لشئون التنمية المستدامة، والمهندس نبيل الطيبي السكرتير المساعد لمحافظة أسيوط، إلى جانب لفيف من عمداء ووكلاء الكليات المختلفة وأعضاء المجلس الأعلي لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وكذلك بمشاركة نخبة متميزة من الأساتذة والمتخصصين والباحثين من المهتمين بالشأن البيئي والصحي والمجتمعي من كافة الجامعات والمراكز البحثية المصرية والعربية والأجنبية سواء بالحضور المباشر أو عن طريق الإنترنت. كما أوضح الدكتور طارق الجمال خلال الافتتاح، أن استمرارية انعقاد أعمال المؤتمر طوال عشر نسخ متتالية عبر السنوات الماضية يأتي تعميقًا وتأكيدًا لرسالة جامعة أسيوط في الاهتمام بالقضايا البيئية والمناخية في الوطن العربي والعمل على تعظيم الاستفادة من كافة ثرواته ومصادر طاقاته والحفاظ عليها، خاصةً في ظل المخاوف التي تجتاح العالم من انتشار عدوي فيروس كورونا في موجته الثانية والتي تؤكد على أهمية دور العلم والعلماء في المحافظة على صحة وسلامة الأفراد في مختلف المجتمعات. وخلال الافتتاح أكد المهندس نبيل الطيبي على أهمية المؤتمر في بحث الملوثات البيئية المتعددة التي باتت تهدد صحة الإنسان ووضع الاستراتيجيات المناسبة لمكافحة هذه الملوثات بكافة أشكالها، ومن هذا المنطلق تم اتخاذ العديد من الإجراءات التي تحافظ على البيئة من بينها تخصيص المناطق السكنية بعيدًا عن أصحاب الحرف وغلق أي مصنع يثبت تلوثه للبيئة، وكذلك تشديد الرقابة على الأغذية والسعي لتشغيل مصنع لتدوير القمامة، مشيرًا في ذلك إلى دور جامعة أسيوط المتميز في العمل على خدمة قضايا التنمية بمفهوما الشامل سعياَ للوصول لبيئة نظيفة خالية من التلوث. وأوضحت الدكتورة مها غانم، أن المؤتمر يأتي إنطلاقًا من إيمان الجامعة بمسئوليتها العلمية والتنموية تجاه مجتمعها وللحاجة الماسة لتحقيق التنمية في شتي أنحاء العالم العربي، وذلك من أجل الحفاظ على الموارد والثروات الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات باستخدام أحدث الأساليب والتقنيات العلمية، مضيفةَ أن المؤتمر يعد خطوة جادة على طريق تضافر الجهود لمواصلة السير في الدرب الذي بدأته الدولة بالفعل من أجل الدعم الكامل لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة،مع مراعاة تأثير البيئة على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيولوجية والطبيعية، مؤكدةً على تعاون جامعة أسيوط مع المحافظة والمنطقة الجنوبية لإدارة الأزمات في كافة القطاعات الخدمية وتنفيذ المشاركة المجتمعية لحل المشكلات المجتمعية في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والعمل على تحسين مستوى المعيشي لجميع المواطنين، بما ذلك يحقق التنمية المستدامة لفئات المجتمع، منوهةً عن إطلاق مبادرتين من أجل إحياء التراث السياحي ووضع هوية موحدة لمحافظة أسيوط. وفى كلمته نيابة عن وزيرة البيئة أكد الدكتور حسين أباظة كبير مستشارى وزير البيئة لشئون التنمية المستدامة أن المحاور التى يدور حولها هذا المؤتمر تعتبر أهم القضايا المعاصرة في العالم العربي، موضحًا أن المشكلات البيئية تظهر في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء نتيجة لأعمال ونشاطات الإنسان خلال سعيه لتلبية احتياجاته، ولذلك فإن الهدف الرئيسي للتنمية المستدامة هو تلبية احتياجات الإنسان وتحقيق رفاهيته وذلك من خلال التكامل ما بين الثلاث المحاور الأساسية للتنمية وهي البعد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مؤكدًا أن المراكز البحثية لها دورًا كبيرًا في دعم هذا التوجه من أجل صياغة هذه السياسات للنهوض بالتنمية. ومن جانبه أشار الدكتور يوسف أبو مايلة أستاذ علوم الهيدرولوجيا بجامعة غزة بفلسطين في كلمته إلكترونيًا خلال افتتاح المؤتمر إلى احترام وتقدير الدولة الفلسطينية لمواقف الدولة المصرية وقياداتها الداعمة للقضية الفلسطينية، معربًا في ذلك عن سعاته البالغة للمشاركة في رحاب المؤتمر ومناقشة أبرز المشكلات المحلية والإقليمية على كافة المستويات وفي مقدمتها أزمة المياه التي يعاني منها العديد من الدول في الوطن العربي والتي تشكل أهمية إستراتيجية كبرى في حياة الشعوب وعنصرًا هامًا للحياة ومحاولة الحد من هذا الصراع القائم حول مصادر المياه من خلال الدعوة للالتزام