أفكار نبيلة استدعتها محنة "كوفيد 19"، أظهرت خِصال المصريين الحقيقية في التكاتف والدعم لمواجهة هذا الوباء، وتنوعت أشكال الدعم وكان من أهمها الدعم النفسي. فكرة حولتها سارة سامى، مهندسة البرمجيات وزوجها بندر متولي إلى جروب يحمل عنوان X Corona. تقول سارة: "الجروب هدفه الأساسى الدعم الطبى والمعنوى ومساعدة وتوجيه الأعضاء للخطوات الصحيحة في حالة اكتشاف المرض والتعامل معه وإجراءات العزل المنزلى". وتضيف: "بعد استشارة الأطباء يتم توجيه المرضى للخطوات المتبعة للوصول لمستشفيات العزل بالظبط زى توعية الناس بالرجوع لرقم 105، في ناس كثيرة لم يكن لديها وعى فدور الجروب كان سد الثغرة بالإعلان عن أرقام الوزارة 105، وأبليكيشن الوزارة، ثم الدعم الطبى في نطاق التوجيه لبروتوكولات الصحة المتبعة في حالة العزل المنزلي، لأن للأسف المستشفيات كانت مزدحمة بالحالات الطارئة، وكان لا بد من متابعة مع الحالات لحين إيجاد مكان للعزل، ودورنا المساعدة عن طريق بوستات لمعرفة أماكن المسح وأماكن مستشفيات العزل لكل منطقة، وأماكن توافر الأدوية والفيتامينات". وتابعت: "عدد أعضاء الجروب حاليًا 130 ألفا، خلال وقت الذروة كان بيتبعت لنا أكتر من 200 بوست يوميا، بخلاف المرسل على الخاص للأطباء". وأكدت مهندسة البرمجيات، أنه يتم ابتكار أنشطة جديدة مع زيادة العدد لاستكمال دائرة المساعدة حتى وصل عدد الأطباء المتطوعين ل40 طبيبًا، بخلاف 6 مشرفين وأدمن الجروب". وأشارت إلى أن هناك متخصصين للدعم النفسي، من بينهم الدكتورة غادة عبدالرحيم، مدرس علم النفس جامعة القاهرة، عضو الجمعية البريطانية للعلاج بالموسيقى، رئيس وحدة الدعم النفسي وأطفال الكوارث بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، مدير برامج التأهيل والدعم النفسي بمؤسسة مصر للصحة والتنمية. وعن دورها في الدعم النفسي تقول سارة: "أصرت الدكتورة غادة برغم إصابتها بفيروس كورونا وحجزها في المستشفى أن تنضم للجروب وتمارس دورها في تقديم الدعم النفسي للمرضى، وتلك كانت مبادرة رائعة منها أن تتناسى أوجاعها لتخفف من أوجاع الناس، بتقديم خدمات للدعم المعنوى للمرضى من خلال تجميع جروب من الأعضاء على الواتس لإعطائهم جلسات دعم نفسي لما لها من خبرة عملية وشهادات عالمية للعبور بهم من تلك الكبوة". وأضافت: تم الاتفاق مع الدكتورة غادة لتحديد ساعة يوميا لها لتقديم الدعم النفسي للمرضى على الجروب، وقد لاقى الأمر استحسان كل الأعضاء، وسيتم تباعًا نشر تلك الجلسات ليستفيد بها أكبر عدد ممكن من المرضى. وتوجه سارة الشكر لكل الأطباء الذين شاركوا في الجروب لما كان لهم من مساهمة كبيرة في تخفيف وطأة المرض على المصابين والأخذ بأيديهم إلى طريق الشفاء، ضاربين أروع الأمثلة في الإنسانية حيث إنهم أعطوا وقتهم للرد على كل مريض ولم يتوانوا لحظة في تقديم المساعدة ومد يد العون والمتابعة للحالات عن كثب حتى صار أفراد الجروب كالعائلة الواحدة من فرط التعايش بين أعضائه.. لذا كان الشكر واجبا لهؤلاء الأطباء العظماء ولكل أطباء وتمريض مصر الذين قدموا التضحيات في معركة كوفيد 19.