على أعتاب الموت، يحاربون شبحًا في الخفاء، يقاتلونه في نزال لا يتوقف، يقدمون أعمارهم خشية أن يسري الوباء في الأجساد، مقاتلون من نوع خاص، يسطرون تاريخًا من نضال ضد عدو لا يظهر أمام الأعين، إنهم جنود يرتدون "بالطو" أبيض، أو ربما ملائكة للرحمة ينتزعون الموت من الأجساد، ليتحدث محاربو "كورونا" من الأطباء ل"البوابة نيوز". وقال الدكتور نديم حسين، مدير إدارة العلاج الطبيعي بقصر العيني الفرنساوي، إن الدور الأهم الذي يلعبه الطبيب، هو راحة المرضى، وهو مايزرعه الأطباء داخل الجميع، وخاصة أن الأمر يتعلق بالأساس بأداء رسالة وطنية، يشارك فيها أطباء العلاج الطبيعي المعالجون لحالات كورونا. وحول دور العلاج الطبيعي في مواجهة فيروس كورونا، قال الدكتور سيد سطور، أستاذ العلاج الطبيعي بكلية طب قصر العيني:" صنفت منظمة الصحة العالمية العلاج إلى ثلاثة أقسام دوائي وطبيعي وجراحي، ولكل دوره في علاج المريض، والعلاج الطبيعي هو علاج الأمراض بوسائل طبيعية لا دوائية وتشمل العلاج باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية، والموجات فوق الصوتية، وبعض التيارات الكهربية، إلى جانب العلاج اليدوي والذي تطور جدا في الفترة الأخيرة حيث أصبح مطلبًا عالميًا". وأكمل: "تغير أسلوب فحص المريض، فأصبح الاهتمام بالقوام ودلائل التغيرات به ودور العضلات من حيث القوة وقوة التحمل والمرونة، إلى جانب الفحص لحالة القلب والجهاز الدوري وقدرة الجهاز التنفسي على تلبية حاجة الجسم من الأكسجين، وذلك لمساعدة الخلايا على إتمام عملية الأيض، وتأتي حالة العضلات كمؤشر مهم لحماية الجسم من الأمراض، وأيضا دورها في أداء وظائف الجسم". وبالنسبة لمرضي الجهاز التنفسي ودور العلاج الطبيعي في تأهيلهم، قال "حسين" إنهم يعودون إلى ممارسة الأنشطة بكفاءة عالية من خلال مجموعة من التمارين العلاجية لرفع كفاءة الجهاز التنفسي، وأيضا تمارين تقوية لعضلات الجذع والأطراف. أما الدكتور محمد حسين، أحد المحاربين بمستشفى القصر العيني الفرنساوي، وهو أول طبيب من العلاج الطبيعي ينضم لمحاربي كورونا، فيقول:" لم يكن الأمر سهلًا، يحيطك الموت من كل اتجاه، وكأنك بين كفي الرحى إنقاذ عشرات من الأرواح، وكلمات أهلك ومحبيك وخوفهم الدائم عليك، أنت مطالب برفع الروح المعنوية للمريض، وهو أهم أمر يفرق مع مريض كورونا، فابدأ دائما بالسؤال على حياته الشخصية، وكيف حال أسرته، وعليك أن تخبره بأن الأمر هين وسيزول قريبًا، رفع الروح المعنوية أهم مايقوم به بعض الأطباء، لا أنسى أن كل حالة تبحث أن تبقى معاه أطول وقت ممكن لكسر وحدتها. وأكمل بداية الانضمام لفريق مكافحة كورونا باتصال من مديري الدكتور سيد سطور، باختياري للانضمام للفريق، وبدأ تشجيعي هو ومديري الثاني الدكتور نديم حسين، وكنت بعدها أتوقع أن أسرتي ربما يصيبها القلق، ولكن وجدت دعمهم يحاوطني ويخبرني بأن علىّ أن أقوم بالرسالة بأكمل وجه لإنقاذ المرضى. وعن أغرب المواقف التي واجهها، فيقول: "كانت مع مريضة في مرحلة متأخرة على جهاز التنفس، بدأ الحديث معاها، وبدأت العلاج ورفعت من روحها المعنوية، تغير الأمر تماما لتتحول نتيجتها إلى سلبية في غضون أيام، ورسالتي للجميع بأن يحافظوا على أنفسهم وأسرهم حتى يتم القضاء على هذه الجائحة".