طبق متظاهرو أوكرانيا النموذج المصري لثورة 25 يناير من مظاهرات غاضبة ضد الحكومة حدثت خلالها اشتباكات مع الشرطة، وانتهت بحرق مقر الحزب الحاكم، وهو نفس المشهد الذي تم أمس في كييف عاصمة أوكرانيا، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مجددا أمس الثلاثاء بين معارضي الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وعناصر الشرطة، ما أدي لمقتل 9 أشخاص بينهم شرطيان. وأمهلت قوات الشرطة المعارضة ساعتين لإعادة الهدوء تحت طائلة التدخل واتخاذ تدابير حازمة. وقالت وزارة الداخلية والقوات الخاصة في بيان مشترك: "نحذر الرءوس الساخنة في أوساط المعارضة، لدى السلطات الوسائل لفرض النظام وسنضطر إلى اتخاذ التدابير الأكثر حزما إذا لم تتوقف الاضطرابات بحلول الساعة السادسة مساء"، حسب التوقيت المحلي في كييف. ومع انتهاء مدة الإنذار طلب أحد قادة المعارضة، فيتالي كليتشكو، من "النساء والأطفال" مغادرة الميدان مضيفا أمام المتظاهرين المحتشدين في الساحة المركزية في كييف "لا نستطيع إبعاد هجوم لقوات الأمن". وفي الوقت نفسه أوقفت السلطات كل خطوط المترو في كييف وتقدمت شرطة مكافحة الشغب باتجاه ساحة ميدان وسط كييف التي يحتلها المعارضون منذ ثلاثة أشهر ويقيمون فيها الحواجز. ارتفع عدد القتلى في العاصمة الأوكرانية كييف إلى 14 قتيلا على الأقل، الثلاثاء، بعد أن لقي متظاهر حتفه حسبما صرح عضو معارض في البرلمان الأوكراني ل CNN، وذلك في أعقاب الإعلان في وقت سابق عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح خطيرة خلال المظاهرات التي شهدتها العاصمة. ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية أمس الثلاثاء تصريحًا عن عضو البرلمان أوليسيا أوروبست، التي كانت تتحدث من مركز طبي خارج مبنى البرلمان، إنه تم منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة. من جهتها قالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن أكثر من 47 شخصا أصيبوا الثلاثاء، خلال المواجهات مع المتظاهرين، لكن مصادر طبية تحدثت عن أكثر من 150 جريحا. قد وقعت الإصابات بعد أن أشعل المتظاهرون النار في مقر للحزب الحاكم، لتندلع أعمال عنف لأول مرة منذ أكثر من أسبوعين، وقالت الوزارة إن سبعة من ضباط الشرطة على الأقل كانوا من بين المصابين. ودعا الأمين العام لحلف الناتو الجنرال أندريس راسموسين، جميع الأطراف إلى الاحجام عن استخدام العنف، واستئناف الحوار بشكل عاجل، بما في ذلك الحوار داخل البرلمان. ويحتل المتظاهرون ميدان الاستقلال في كييف منذ شهر نوفمبر الماضي، عندما اتخذ الرئيس فيكتور يانكوفيتش قرارا برفض اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوربي، والاستعاضة عنه باتفاق مع روسيا. وتصاعد العنف بعدما تم وضع قانون منع التظاهر موضع التطبيق، ما دفع المتظاهرين إلى الاحتشاد بكثافة لمعارضة القانون، وقد أصيب خلال المصادمات في هذه الفترة نحو 2000 شخص. وقد ظهرت آمال ضئيلة بالتهدئة الأحد، عندما وافقت الحكومة على إسقاط التهم عن المتطاهرين، مقابل إخلاء قاعة المدينة، وعدم إغلاق الشوارع في وسط العاصمة التي يحتلها المتظاهرون منذ ثلاثة أشهر. لكن العنف عاد من جديد الثلاثاء، بعدما منع رئيس البرلمان الأعضاء من المعارضة بتسجيل اقتراح يقود إلى تصويت في البرلمان، يتم بموجبه الحد من صلاحيات الرئيس وإعادة نص الدستور إلى ما كان عليه في عام 2004. ونشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "حريت ديلي نيوز" التركية أمس الثلاثاء، أن شرطة مكافحة الشغب الأوكرانية شددت الخناق على معسكر المعارضة الرئيسي بكييف، بعد أن قتل سبعة اشخاص على الأقل في أعنف يوم من الاشتباكات فيما يقرب من ثلاثة أشهر من اشتعال المظاهرات بالبلاد. ونوهت الصحيفة بأن زعيم المعارضة "فيتالي كليتشكو" دعا النساء والأطفال للخروج من المعسكر بساحة "الاستقلال" في كييف، بسبب مخاوف من هجوم الشرطة المحتمل. ولكن بعضا من المتظاهرين، ويبلغ عددهم 25000 بقوا بعد انقضاء المهلة التي حددها قوات الأمن والتي تطالب باستعادة الهدوء بالساحة. وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة قالت إن خمسة مدنيين واثنين من رجال الشرطة لقوا حتفهم في اشتباكات أمس، والذي حول أجزاء من وسط كييف إلى ساحة حرب، وقال المسعفون الذين يعملون في المستشفيات الميدانية التي تديرها المعارضة، إن ثلاثة متظاهرين لقوا حتفهم بأعيرة نارية، بينما أصيب نحو 150 آخرين، ومنهم نحو 30 كانوا في حالة خطيرة. وأفادت الصحيفة بأن قوات الأمن أصدرت إنذارا، محذرة من أنها ستتخذ "الإجراءات الخطيرة واللازمة" لاستعادة الهدوء إذا استمرت الاضطرابات التي تشهدها البلاد، لكنها لم تهجم على المعسكر بعد انتهاء المهلة التي حددتها. كما أغلقت الشرطة كييف بأكملها، خاصة شبكتها الواسعة من المترو ولأول مرة في ثلاثة أشهر من اندلاع الأزمة. وأوضحت الصحيفة أن شرطة مكافحة الشغب قامت باختراق المتاريس النائية حول الساحة وتمركزت بالقرب من المعسكر الرئيسي بعد أن نجحت في إجبار المتظاهرين مرة أخرى عبر الاستعانة بمساعدة التعزيزات الأمنية الثقيلة. وذكرت الصحيفة أن بعضا من المتظاهرين استولوا لفترة وجيزة على مقر الحزب الحاكم بالبلاد، الحزب التابع للرئيس الأوكراني "فيكتور يانوكوفيتش"، بعد عدة مئات من الهجمات بقنابل المولوتوف، وخرجوا لاستمرار الدخان لمدة طويلة بجزء من المبني.