أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، برنامج توعوي يوضح للناس فوائد الصيام. وبين المركز في برنامجه الرمضاني أن الصِّيام يُربِّي في الإنسان اللجوء إلى الله؛ لأنَّه يُشعر الإنسان بضعفه، وإذا شعر الإنسانُ بضعفه تقرَّب إلى ربه، ولجأ إليه ليقوِّيه، فتزيد علاقةُ العبد بمولاه، وتكون أعمق وأقوى وأصدق. قال تعالي: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118]. وأضاف أن الصِّيام يُربِّي في الإنسان مراقبة الله، فالصائم يعلم أنَّ له ربًّا يطَّلع عليه في خلوته وجَلْوته، فيترك الحرام لله خوفًا من عقابه، ورغبةً في ثوابه، قال {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. وقال تعالي: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } [الشعراء: 217، 218]. أضاف أن الصِّيام يُربِّي في الإنسان خُلُق التواضع، حينما يشعر الإنسان بالجوع يحس بضعفه فيبتعد عن الغرور والتكبر، ويلين جانبه للناس، ويتواضع أمام عظمة الله، قال ﷺ"وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ" [رواه مسلم]. وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين وكان يدعوا الله أن يرزقه التواضع فقال: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكِينِ يَوْمَ القِيَامَةِ». والمساكين هم أكثر الناس تواضعا لله تعالى.