احتدم الصراع بشكل كبير حول قاعدة الوطية الجوية، التابعة للجيش الوطني الليبي، والتي تمثل أهمية إستراتيجية كبيرة، في ظل قربها من مناطق العمليات في طرابلس، ومنها تنطلق غارات الجيش لدك حصون الميليشيات الإرهابية الموالية لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، الإخواني فايز السراج المدعوم بالمرتزقة، والجيش التركي. ميليشيات السراج شنت هجمات عدة على قاعدة الوطية خلال الأيام الماضية، تخللها غارات مكثفة نفذها الطيران التركي المسير، إلا أن صمود وحسن تنظيم أسلحة الجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أفشل جميع محاولات الوصول للقاعدة. وإزاء احتدام الصراع حول قاعدة الوطية الجوية، أكد الدكتور عبد الراضي رضوان عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، أن ميليشيات السراج لن تنتصر أبدا في معركتها ضد الجيش الليبي، مرجعا ذلك إلى أن المرتزقة والمأجورين لا يمتلكون العقيدة التي تسمح لهم بالقتال عن إيمان بمشروعية هدفهم، وهو أهم عوامل الانتصارات التي تحققها قوات الجيش في المقابل. وقال: "الجيش الليبي يقاتل في معركة وطنية شريفة ضد الميليشيات والكيانات الإرهابية، تلك الميليشيات التي تحاول في كل وقت إيجاد شماعة تعلق عليها الأخطاء، متجاهلة أن الإرهاب لن يدوم". وأضاف: "منذ سنة 2014 تحاول الميليشيات الإرهابية السيطرة على قاعدة الوطية، وكان آخر تلك المحاولات الفاشلة منذ يومين، عندما هاجمت الميليشيات القاعدة، مدعومة بغطاء من الطيران التركي، إلا أن المعركة لم تستمر طويلا، حيث فرت شراذم الميليشيات أمام استبسال قوات الجيش الليبي، وقُتل العشرات من العناصر الإرهابية المدعومة بالمرتزقة الموالين لتركيا". وتابع: "كعادة الفاشل التنصل من إخفاقه، ألصقت حكومة السراج الهزيمة وأسبابها بالوفد الإعلامي المرافق لها، متهمة إياه بنشر أخبار وتحركات الميليشيات وبث أنباء عن عدد العناصر والآليات والعتاد، استفاد منها الجيش، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق إذ تكمن مشكلة ميليشيات السراج في العقيدة. وأتم رضوان بالقول: "أبرز دليل على صحة هذا الرأي أن قادة كتائب الميليشيات كانوا أول من فر من المعركة بعد دقائق من بدء الهجوم على قاعدة الوطية العسكرية، فيما بذلت قوات الجيش كل غال ونفيس للحفاظ عليها، والدفاع عن مواقعها في مواجهة تحركات الميليشيات.