تقوم الشركات والمعاهد البحثية المتخصصة في إنتاج دواء ولقاح لفيروس كورونا الذي انتشار بمعدلات غير مسبوقة، واصاب رئتي الأشخاص من جميع الأعمار والأعراق، بتكثيف جهودها لمكافحة الفيروس بجداول متسارعة لإنشاء لقاح جديد، وتبدأ التجارب السريرية للعلاجات المحتملة. وقالت أستاذة بجامعة أكسفورد البريطانية، إن لقاح فيروس كورونا المستجد يمكن أن يكون جاهزًا بحلول سبتمبر المقبل. وترأست سارة جيلبرت أستاذة علم اللقاحات في جامعة أكسفورد فريقًا من الباحثين لتطوير لقاح مضاد للفيروس، الذي أصاب حتى الآن أكثر من 1.7 مليون شخص حول العالم، في حين تجاوزت حصيلة الوفيات العالمية 100،000، وفقًا لبيانات من جامعة جون هوبكنز الأمريكية. وقالت جيلبرت إنها واثقة بنسبة 80% من أن اللقاح الذي طوره فريقها سيكون ناجحًا في حماية الأشخاص من الفيروس. وأضافت: "أعتقد أن هناك فرصة كبيرة للعمل على أساس أشياء أخرى قمنا بها مع هذا النوع من اللقاحات. إنه ليس مجرد حدس، حيث كل أسبوع يمر علينا يصبح لدينا المزيد من البيانات لننظر إليها". وقالت شركة "نوفافاكس"، وهي شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية ومقرها بولاية "ماريلاند" الأمريكية، إنها ستبدأ تجارب بشرية في أستراليا في منتصف شهر مايو لاختبار لقاح ضد الفيروس، وهي واحدة من أكثر من عشرين شركة أعلنت عن خطط لاكتشاف لقاح واعدة وتسرع من المراحل الأولى من الاختبارات. وأضحت "نوفافاكس" إن اللقاح الذي هو لا يزال في مرحلة الاختبار قد حفز استجابة مناعية قوية في التجارب المعملية والحيوانية، مما أدى إلى إنتاج أجسام مضادة يمكنها محاربة الفيروس. وأفادت شركة "ميسوبلاست" أنها بدأت تجربة سريرية ل240 مريضا بالفيروس، بدعم من المعاهد الوطنية للصحة، والتي ستختبر ما إذا كانت الخلايا المشتقة من نخاع العظام يمكن أن تساعد المرضى الذين طوروا رد فعل مناعي قاتل للفيروس. وفي الظروف العادية، قد يستغرق تطوير لقاح ودواء جديد سنوات، ولكن صناع الأدوية يتسابقون لضغط هذا الجدول الزمني بدعم من المنظمات غير الربحية والوكالات الحكومية والسلطات التنظيمية. وهناك لقاح قيد الاختبار صنعته شركة "موديرنه" في تجربة سريرية، والتي بدأت في 15 مارس. ويتم اختبار لقاح آخر، تم تطويره بواسطة شركة "انوفيو"، في متطوعين بالغين. وتتوقع شركة "جونسون آند جونسون"، أن تبدأ التجارب السريرية في سبتمبر، وقد تلقت شراكة بقيمة 500 مليون دولار تقريبًا من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية. كما تنتظر اللقاحات التجريبية التي طورها باحثون في جامعة "بيتسبرغ" وكلية "بايلور" للطب في مدينة "هيوستن" الأمريكية إذنًا من إدارة الغذاء والدواء لبدء الاختبار على البشر. وعندما كشف العلماء الصينيون التسلسل الجيني للفيروس في يناير، بدأ الباحثون في "نوفافاكس" العمل على التكنولوجيا المؤتلفة لعمل نسخة تركيبية من الفيروس، واستخدم الباحثون الفيروس لنقل المواد الوراثية للفيروس إلى الخلايا، ومن خلال الجمع بين اللقاح ومادة تزيد من التحفيز المناعي، تمكنت الشركة من تحقيق نجاح كبير للتقليل من خطورة الفيروس في الاختبارات قبل السريرية، مما عزز الأجسام المضادة الوقائية التي يمكن أن توقف الفيروس. ويجري البحث عن لقاح بسرعة فائقة، حيث هناك أكثر من 20 لقاحًا قيد التطوير حاليًا، وتم الإعلان عن أول تجربة بشرية للقاح تم تطويره من قبل العلماء في مختبر في مدينة "سياتل" الأمريكية. ولقد اتخذوا خطوة غير عادية لتخطي أي بحث حيواني لاختبار سلامة وفعالية اللقاح. وبدأ العلماء الأستراليون في حقن النمس بلقاحين قيد الاختبار، وإنها أول تجربة شاملة لما قبل السريرية تنتقل إلى مرحلة اختبار الحيوانات، ويقول الباحثون إنهم يأملون في الانتقال إلى مرحلة الاختبار البشري بحلول نهاية أبريل. ويقوم الأطباء باختبار الأدوية الحالية المضادة للفيروسات لمعرفة ما إذا كانت تعمل ضد كورونا. وتجري التجارب في إنجلترا واسكتلندا على دواء "ريمديسيفير" يتم تجريبه على عدد قليل من المرضى الذين يعانون من الفيروس، وهو دواء تم تطويره في الأصل كدواء "للإيبولا"، ولكنه يبدو أيضًا فعالًا ضد مجموعة واسعة من الفيروسات. وتجري دراسات أيضًا على عقار مضاد للملاريا يسمى "الكلوروكين"، حيث أظهرت الاختبارات المعملية أنه يمكن أن يقتل الفيروس، وهناك بعض الأدلة التي أشار لها الأطباء والتي يبدو أنها تساعد على علاج المصابين بالفيروس. ومع ذلك، تقول منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد دليل قاطع على فاعلية العقار.