حريق هائل داخل عشش بعزبة النخل يتسبب في انهيار كوبري الشيخ منصور مصرع شرطي وإصابة آخرين.. والحماية المدنية تدفع ب15 سيارة إطفاء حلاوة: انفجار أنابيب البوتاجاز أدى إلى انفجار كابلات الكهرباء فانهار الكوبري أصحاب العشش: نحن الضحايا.. و11 سنة "منسيين" من الحكومة.. وده موت وخراب ديار مدير مرور القاهرة: تحويلات مرورية بسبب انهيار كوبري عزبة النخل بالمرج شهدت منطقة المرج مأساة إنسانية جديدة نتيجة الإهمال والفوضى، فبعد أن شب حريق هائل داخل عدد من العشش العشوائية بمنطقة عزبة النخل بجوار سور مترو الأنفاق، أدى الحريق إلى انفجار عدد من أنابيب البوتاجاز داخل العشش التي تمتد إلى أسفل كوبرى الشيخ منصور بالمنطقة، تبين أن الانفجارات والنيران وصلت إلى الكابلات الكهربائية بالكوبرى، ما أدى إلى انهيار جزء كبير وصل إلى أكثر من 100 متر. تبين للواء جمال حلاوة نائب مدير الإدارة العامة للحماية المدنية أن الكوبرى انهار نتيجة الانفجارات وكابلات الكهرباء أسفل الكوبري، ونتج عنها مصرع نقيب شرطة بالحماية المدنية، يدعى محمد إبراهيم، وإصابة عريف آخر يدعى سند محمد زلط، وإصابة مواطن مقيم بإحدى العشش يدعى أحمد عبد التواب، وتم نقلهما إلى مستشفى المطرية العام. ويواصل رجال الحماية المدنية بالقاهرة بإشراف اللواء ممدوح عبد القادر مدير الإدارة العامة جهودهم لسرعة رفع آثار انهيار كوبرى الشيخ منصور المعدني، وهذا الكوبري هو الواصل بين منطقتي المرج وعين شمس، بأوناش عملاقة. كما انتقل اللواء محمد قاسم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء عصام سعد، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى موقع الحادث وتم فرض كردون أمني حول المكان بعد تجمهر المئات من أهالي المنطقة. كما تم استدعاء أوناش عملاقة لرفع حطام الحادث، خصوصا بعد أن وقعت الكتل الخرسانية من الكوبري لتعطل حركة المرور بالكامل في المنطقة، وتم الدفع ب10 سيارات إسعاف ونقل المصابين إلى المستشفيات القريبة. كما تقوم الأوناش العملاقة برفع الكتل الخرسانية والأنقاض خشية وجود ضحايا آخرين. بداية الواقعة البداية كانت بتلقي غرفة عمليات إطفاء القاهرة بنشوب حريق في عدد من عشش أسفل كوبري بعزبة النخل بمنطقة المرج بالقاهرة والعشش عدد منها موجود بجوار سور مترو الأنفاق. تم إخطار اللواء جمال حلاوة الذي دفع ب22 سيارة إطفاء وخزانين للمياه. وفي أثناء السيطرة على الحريق انفجرت 6 أنابيب بوتاجاز من داخل العشش والتي وصلت إلى كابل الكهرباء بالكوبرى، ما أدى إلى انهيار أجزاء من الكوبرى الكوبرى، الأمر الذي أدى إلى وفاة رقيب بالحماية المدنية في أثناء محاولته الاطفاء وإصابة آخر. تم الاستعانة بالأوناش العملاقة وسيارات الإسعاف واستخدام مبردات المياه، وتمت السيطرة على الحريق بعد 3 ساعات من نشوبه. شهود العيان التقت "البوابة نيوز" مع عدد من شهود العيان الذين قاموا بإبلاغ النجدة والمطافي، حيث يروى محمد السيد، 41 سنة، وهو أحد المقيمين بالعشش الموجودة أسفل الكوبري، أنه في نحو الساعة الثالثة والربع من صباحا اشتعلت النيران أسفل الكوبري، وقام على الفور بإنقاذ جيرانه الموجودين بباقي العشش، مؤكدا أنه تم إبلاغ المطافئ التي حضرت على الفور وبعد وصول سيارات الإسعاف والمطافئ أدت اشتعال النيران إلى حدوث عدد من الانفجارات بسبب انابيب البوتاجاز، ما أدى إلى انهيار الكوبرى على قوات الحماية المدنية، ما أدى إلى سقوط قتيل ومصابين من رجال المطافئ والحماية المدنية. وقال إن اصحاب العشش غلابة ولا يجدون قوت يومهم، وأنهم يعيشون فيها منذ سنوات والدولة لا تريد مساعدتهم، حيث إنهم قاموا بتقديم عدة شكاوى أكثر من مرة للحصول على وحدات سكنية ولكن لم يستجب لهم أحد. جمال حلاوة كما التقت "البوابة نيوز" اللواء جمال حلاوة، نائب مدير الحماية المدنية بالقاهرة، الذي نعى شهيد الحماية المدنية في البداية، مؤكدا أنهم يقومون بواجبهم ويقدمون أرواحهم فداء للوطن ولحماية المواطنين، وأن هذا دورهم وواجبهم. كما قال إن غرفة العمليات تلقت بلاغا من الجهات المعنية بنشوب حريق بعدد من العشش أسفل كوبرى عزبة النخل وانتقلت سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق، وفي أثناء القيام بعمليات السيطرة على الحريق سقط جزء كبير من الكوبرى على فردين من الحماية المدنية، أدى إلى وفاة شخص ويدعى سند محمد زلط عريف مطافئ، وتم نقله إلى مستشفى المطرية وآخر مصاب وتم نقله إلى المستشفى. وأضاف حلاوة أنه تم إخطار شركة المقاولون العرب للاستعانة برافعات وأوناش كبيرة الكبيرة الحجم لإزالة حطام الكوبرى المنهار، بسبب ضخامة الجزء المنهار الذي امتد إلى أكثر من 100 متر، مضيفا أنه تم تعيين خدمات مرورية بعد إخطار الإدارة العامة للمرور لتنظيم الحركة المرورية بعد سقوط الكوبري. توقف المترو من جهة أخرى، أدى انهيار جزء من الكوبري إلى توقف حركة المترو لأكثر من ساعة، كما توقفت حركة المترو من محطة عين شمس وحتى المرج الجديدة نتيجة وقوع أجزاء من الكتل الخرسانية داخل المترو. كما يحاول رجال المطافئ إزالة الطوب والكتل الخرسانية من فوق قضبان المترو لإعادة التشغيل مرة أخرى. كما أدى توقف المترو إلى حدوث حالة من الشلل المروري بالمنطقة ووقف المئات من الركاب أعلى المحطات التي توقفت عن العمل. ضحايا الإهمال وفي سياق متصل، كشفت واقعة انهيار كوبري عزبة النخل عن مأساة إنسانية يعيشها عدد من الأسر الذين يسكنون "العشش" أسفل كوبري "الشيخ منصور" المنهار والذين أكدوا أنهم يقيمون في هذا المكان منذ نحو 10 سنوات، ليدفعوا ضريبة إهمال ووعود المسئولين في إيجاد سكن لهم إلا أنهم كانوا ضحايا كغيرهم من الآلاف الذين لا يجدون مأوى لهم. حيث التقت "البوابة نيوز" مع عبد الرحمن مصطفى، 34 سنة، ميكانيكي، والذي قال إننا نعيش هنا منذ 10 سنوات ولا نجد مسئولا يقدم لنا أي دعم، مشيرا إلى أن المنطقة شهدت أكثر من حريق وواقعة سابقة ولم تحرك أي شيء، وأن انهيار الكوبرى جاء نتيجة انفجارات أنابيب البوتاجاز بعد اشتعال النيران فيها. وأضاف أنه استيقظ على صوت النيران وأسرع في إيقاظ الأهالي الموجودين داخل العشش، فاستيقظوا على نشوب النيران في أجزاء من عششهم، وتم إبلاغ المطافئ والشرطة، وفي هذه الأثناء استيقظ أهالي المنازل المواجهة للكوبري على أصوات أصحاب العشش واستغاثاتهم، وهرعوا على الفور في مساعدة جيرانهم في إخماد النيران، بواسطة المياه وطفايات الحريق. مساعدة الشرطة كما التقت "البوابة نيوز" ناصر حسنين، عامل، ومقيم بالعشش، الذي أكد أن الأهالي حاولوا إطفاء الحريق في البداية، ولكن انفجار الأنابيب أدى إلى اشتعالها أكثر وعدم القدرة على السيطرة عليها وبعد ساعة تقريبا من نشوب الحريق في أسفل الكوبرى، وصلت 15 سيارة إسعاف، وسيارات المطافئ ورجال الحماية المدنية، في الوقت الذي وصل فيه اشتعال النيران إلى ذروته، وبدأ رجال الشرطة والمطافئ في محاولة إخماد الحريق وتأمين المواطنين. كما قمنا بمساعدة رجال الشرطة ونقل المصابين إلى الإسعاف. قتيل ومصابون ومن جانبه، قال العميد ناصر حسن، رئيس قطاع شرق العاصمة، إنه مع اشتعال النيران الشديد وصلت النيران إلى أحد الكابلات الكهربائية فلم يتحمل الكوبرى الصمود نظرا لتهالكه، فسقطت إحدى حارتيه المرورية من منتصفه تقريبا، ما أدى إلى وفاة نقيب شرطة محمد إبراهيم، وإصابة عريف سند محمد زلط، أحد رجال المطافئ، وتم انتشال جثته بعد ساعة ونصف تقريبًا من تحت الأنقاض لتنقله سيارة الإسعاف إلى مستشفى المطرية، مشيرا إلى أن الحادث لم يسفر عن أي حالة وفاة في الأهالي، غير إصابة وحيدة بحروق وكدمات تلقاها محمد رضا عبد التواب، أحد المقيمين في العشش، في أثناء محاولته السيطرة على الحريق. موت وخراب كما طالب سكان العشش بضرورة توفير مساكن بديلة لهم من المسئولين، حيث قال حسن محمود، 37 سنة، إننا مقيمون بالعشش منذ 11 سنة تقريبا تحت الكوبري، والحكومة مش بتسأل فينا، ما أدى إلى إصابات العديد منا بأمراض كتيرة، قائلا يعني مايكونش موت وكمان خراب ديار. وأضاف إلى أن المسئولين بحي المرج وعدهم أكثر من مرة بشقق سكنية لهم، إلا أن هذه الوعود تبخرت جميعها في الهواء، ولم تستشعر بأي استجابة لطلباتها من قبل المسئولين، ومفيش أي استجابة من المسئولين، وكلامهم كله وعود في الهوا، وكل ما نكلمهم يعملوا ودن من طين وودن من عجين. مش السبب وبصوت مرتفع يقول محمد عبد التواب، 29 سنة، مش إحنا السبب. السبب في الدولة والمسئولين، ولو لقينا مكان كويس ولا شقق كنا سكنا فيه، مشيرا إلى أنه ماحدش سأل فينا، حيث تم نقلنا من 13 سنة من عشش كنا ساكنين فيها في شارع الترعة التوفيقية جنب مستشفى اليوم الواحد، وقالنا اقعدوا تحت الكوبري لغاية ما أوفر لكم شقق، ومن ساعتها ماشوفناش أي حاجة، وحياتنا كلها عذاب. تحويلات مرورية ومن جانبه، قال اللواء حسن البرديسي، مساعد الوزير لمرور القاهرة، إنه تم إجراء تحويلات مرورية بمنطقة المرج وتم إغلاق كوبري الشيخ منصور أمام القادم من منطقة المرج وفي طريقه إلى الكوبرى الذي انهار في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء بمنطقة عزبة النخل بالمرج فيما لم يتم غلق الكوبري في الطريق المؤدي إلى منطقة عين شمس. وأضاف البرديسي أنه انتقل إلى مكان الحادث لمتابعة الحالة الأمنية فور إخطار الإدارة، مشيرا إلى أنه تم وضع حواجز حديدية أمام المكان الذي انهار به الكوبري لمنع وصول المواطنين إليه في ظل وجود مروري مكثف بالمنطقة للعمل على تسيير حركة المرور.