شن عدد من الخبراء العسكريين والسياسيين هجوما عنيفا على تركيا بعد التصريحات غير المسئولة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. اعتبر أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري، أن تصريحات تركيا بشأن حماية سد النهضة الأثيوبي، إعلانا صريحا للحرب على مصر، يستهدف تجويع شعبها، واستمرارا للنهج العدائي الذي اتخذه اردوغان منذ ثورة 30 يونيو وانتصار الشعب المصري على الجماعة الإرهابية. وطالب شعبان الحكومة بالتعامل مع تركيا على أنها عدو لمصر وشعبها، وعدم التهاون معها، وأن يكون الرد على هذا السلوك العدواني بالمثل، مطالبا الدولة بالاعتراف بمذابح الأرمن ردا على الموقف التركي الداعم للإرهاب في مصر. كما أكد شعبان ضرورة وضع تصور كامل للإضرار التي من الممكن أن تأتي من وراء إنشاء سد النهضة الأثيوبي، مع الوضع في الاعتبار مساعي الدول التي تساند الإخوان في حربها ضد مصر، والموقف التركي الأمريكي الذي يهدف إلى معاقبة الشعب بعد إسقاطه الجماعة الإرهابية. قال اللواء الدكتور نبيل فؤاد، الخبير العسكري، أن القدرات العسكرية التركية التي تلوح بها حكومة رجب طيب اردوغان للتصدي لمصر وحماية سد النهضة لا تؤهلها إلى ذلك، خاصة أن جغرافيا لا يخدم تركيا لأن المسافة بين مصر وإثيوبيا أقرب من المسافة بين إثيوبيا وتركيا. وقال "فؤاد" إنه لا يتوقع أن تكون الإدارة التركية جادة في هذه التهديدات، مؤكدا أنه يستبعد أن تصل العلاقة بين مصر وتركيا لفكرة المواجهات العسكرية، رغم توتر العلاقات بين البلدين في الوقت الحالي، لافتا إلى أن هناك دول عربية تمول بناء سد النهضة، وهذا أيضا أمر لا يخدم المصالح المصرية. وعلق يحيى الشيخ المحامي ورئيس جبهة أحرار الحريات على تهديدات رئيس وزراء تركيا رجب اردوغان بدعم إثيوبيا بالأسلحة والصواريخ لبناء سد النهضة، مؤكدا أن اردوغان كان يطمع في بناء الإمبراطورية العثمانية الجديدة من خلال مصر التي تعد البوابة للشرق الأوسط ووجد ضالته في جماعة الإخوان الإرهابية، ولما هب الشعب المصري في 30 يونيو فقد اردوغان توازنه السياسي. وأضاف أن اردوغان بدء بالبحث عن أي طريقة يدمر بها مصر، فاستغل الأزمة القائمة ما بين مصر وإثيوبيا لبناء سد النهضة، وأصدر تلك التصريحات التي هدد خلالها مصر بساعدته لإثيوبيا في تدمير مصر من خلال المياه. وأشار الشيخ إلى أن الأسلوب الذي يتبعه أردوغان هو نفس الأسلوب الصهيوني الإسرائيلي. وأكد الشيخ أن تلك الكراهية لم تكن حديثة ولكنها قديمة تاريخيا، حيث أن العثمانيين القدماء لديهم كره لمصر، فحينما بنى محمد على مصر الحديثة وعمل على إنشاء الجيش وبدأ يغزو المستعمرات العثمانية وأوربا وقام بتهديد السلطان العثمان، تحالف السلطان مع أوربا ضد محمد على وتدمير مصر. وأكد الشيخ أن الشعب المصري سيظل صامدا ضد هذا العدوان الغاشم وسيقضى عليه. من ناحية أخرى كشف مصدر سيادي رفيع المستوى ل "البوابة نيوز" غن أن التدخل التركي المستمر في قضية ملف حوض مياه النيل يزدها اشتعالا، أن الأجهزة أعدت ملف كامل عن الأزمة كشف عن توفير قطروتركيا 5 مليار دولار لاستكمال إنشاءات كبيرة في سد النهضة ومشاركة شركات مقاولات كبيرة تابعة لتركيا في القيام بأعمال إنشائية داخل إثيوبيا. أضاف المصدر أنه خلال الأسابيع الماضية قامت تركيا بإمداد إثيوبيا ببطاريات صواريخ، والمساهمة في تأمين السد من خلال منظومة صواريخ شاملة، في تصعيد ضد مصر، وإنشاء صندوق مالي كبير في تركيا لدعم سد النهضة، وتم توقيع اتفاقيات سرا الأسبوع الماضي، يقتضى بتمويل تركيا السد مقابل استثمارات تركية واسعة في إثيوبيا والحصول على نسبة من الكهرباء، والأولوية لشركات التركية في الاستثمار، ودخلت عدد من الشركات الإسرائيلية في الأزمة، وهذه الشركات المسئولة عن الأعمال المهمة في وزارة الدفاع الإسرائيلي، وبدأت في القيام بأعمال كبيرة في قلب إثيوبيا، وأصبحت تشرف على منظومة الدفاع الإثيوبية لصد أي هجوم مصري وحماية سد النهضة. وأشار المصدر إلى أن إثيوبيا أرسلت عدد من المهندسين لتدريب في قطروتركيا، لتدريب على بعض المهام الخاص، واستخدام الأجهزة الخاصة ولكيفية التعامل مع التكنولوجيا المتطورة لتحكم في بعض الإحداثيات، بل أنه تم رصد معونة قطرية تركية هذه المعونة تتكفل ب ما يقارب 35 مهندسا و150 من العسكريين الأثيوبيين على منظومة الصواريخ. تابع المصدر أن التصعيد التركي القطري مستمر ونضع حزمة حلول لتعامل خلال الفترة القادمة، وسيتم عرض كل العروض والحلول على رئاسة الجمهورية، وخاصة أن المعلومات كشفت أيضا أن بعض الدول عارضت إرسال معدات لإثيوبيا وعدد من الأجهزة المهمة ومواد البناء وغيرها، لكن تركيا تدخلت وقامت بشراء هذه المواد بتكلفة ما يوازى 5 ملايين دولار. وقالت المصادر أن تركيا بدأت في اجتماعات تنسيقية أخرى مع عدد من الدول حوض النيل، لتقديم حزم اقتصادية لهم بهدف الضغط على مصر، وأن شخصيات دبلوماسية قطرية وتركية تجتمع بعدد من المسئولين في دول حوض النيل لتقديم مساعدات لأفريقيا ومساعدات اقتصادية لإتمام مشروع سد النهضة وعدم قبول المفاوضات مع مصر. قال اللواء أحمد عبد الحليم، الخبير العسكري، إن التهديدات التركية بالتصدي عسكريا لمصر لحماية سد النهضة كلام الهدف منه إحداث بلبلة بين مصر وإثيوبيا، خاصة أن مصر لن تلجا إلى أي خيار عسكري لحل أزمتها مع إثيوبيا. وقال عبد الحليم إن تركيا مرعوبة من سقوط النظام الإسلامي به، مثلما سقط في مصر وهى تريد بأي شكل من الأشكال الدخول في صراع غير مباشر معنان، مشددا على أن مصر ستتبع كل الحلول الدبلوماسية للحصول على حقوقها التاريخية في مياه النيل.