لم يتردد محمد السيد الطالب بالسنة الأولى بكلية التجارة جامعة القاهرة في قبول العمل على عربة لبيع الكبدة والسجق مع خاله لمساعدة أسرته، فيستيقظ بعد بزوغ الشمس كى يستعد للذهاب مع خاله للسوق لإحضار ما يحتاجونه من خضراوات طازجة وشراء «كبدة، سجق، برجر ولحمة مفرومة» كى يعدونها لبيعها بشارع العتبة للزبائن وأصحاب المحلات التجارية هناك. بجوار سيارة صغيرة يضعون بها جريل يتوسط تلك السيارة يقوم بتجهيز وتسوية الساندوتشات عليه، ثم تقديمها للزبائن على ترابيزة صغيرة بجوار السيارة، لا يكل ولا يمل طوال اليوم حتى تنتهى آخر قدم من السير في الشارع، عندها فقط يكف عن العمل والعودة للمنزل لأجل أخذ قسط من النوم والاستعداد للغد، يعمل محمد طوال الأسبوع كى يساعد والده وأسرته لمواجهة ظروف المعيشة الصعبة التى يعانون منها، يفتخر به أهله وأصدقاؤه ويرون فيه رجلا يتحمل ما لا يستطيع تحمله الكبار. يقول «محمد» الشغل عمره ما كان متعب ليا وأنا متعود على الشقى والشغل من زمان، عشان بساعد والدى ونقدر نصرف على أمى وإخواتى الصغيرين من غير ما نحتاج لحد، وطول ما أنا موجود مش هخليهم يحتاجوا حاجة. وتابع «اشتغلت في أكتر من مهنة، ومن نحو شهرين خالى كلمنى وقال لى تعالى نعمل عربية ساندوتشات تيك أوى في الشارع، وافقت وبقينا ننزل الصبح نشترى كل اللى احنا عايزينه، وبعد كدة نروح نقف في المكان بتاعنا وبنقعد طول اليو، ولو الأكل اللى معانا خلص بروح بسرعة أشترى غيره، ومش بنمشى غير لما ما فيش حد في الشارع. واختتم «يجب على كل شاب أن يكون لديه طموح ويسعى لتحقيقه والطموحات مش بتتحقق إلا من خلال العمل، ويضيف نفسى لما أتخرج من الجامعة ألاقى شغل مناسب ليا بأحد البنوك وفق تخصصى فأنا أدرس المحاسبة في كلية التجارة.