في أعقاب إعلان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، خلال زيارته لأعمال تطوير ميدان التحرير الجمعة الماضية، عن عزم الحكومة نقل أربعة تماثيل من طريق الكباش إلى الميدان، بجانب تزيينه بمسلة فرعونية، ثارت حالة من الجدل بين عدد من خبراء الآثار ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدى الكثيرون اعتراضهم، وقام البعض بإطلاق حملة توقيعات على التماس موجه للرئيس عبد الفتاح السيسي لوقف قرار النقل. طريق الكباش هو الطريق الذي يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك، كان يبدأ من الشاطئ، وهو شارع فسيح، تحفه تماثيل مثلت على شكل أبى الهول برأس كبش، والذي يرمز للإله آمون، لحماية المعبد وإبراز محوره؛ وقد أطلق المصري القديم على هذا الطريق اسم "وات نتر " بمعنى "طريق الإله". أما الكبش فهو رمز من رموز الإله خنوم، أحد الآلهة الرئيسية في الديانة المصرية القديمة وهو الإله الخالق الذي صنع البشرية على عجلة الفخراني؛ وطبقا للديانة المصرية القديمة كانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجاري للمياه لريها ويتوسطه أرضية مستطيلة أبعادها 120 في 230 سمم من الحجر الرملي لتسهيل السير عليه وبين كل تمثال والآخر فجوة تقدر بأربعة أمتار؛ وقد تم بناؤه لتسير به المواكب المقدسة للملوك والآلهة في احتفالات أعياد الاوبت من كل عام، فكان يسير الملك يتقدمه علية القوم من الوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة خلف الزوارق المقدسة التي كانت تحمل تماثيل الآلهة، بينما يصطف أبناء الشعب على جانبي الطريق. بدأ بناء الطريق الملك أمنحوتب الثالث الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، ولكن النصيب الأكبر في تنفيذ هذا الطريق يرجع إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية -آخر أسرات عصر الفراعنة- ويوجد على طول الطريق البالغ 2.700 كم 1200 تمثال وعرض هذا الطريق 76م كانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي ذات كورنيش نقش عليه اسم الملك والقابه وثناء عليه مقامة على قاعدة من الحجر مكونة من 4 مداميك من الحجر المستخدم نظرا لوجود بعض النقوش وقد تقام على هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان "أبو الهول"، والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الإله أمون رع تاريخ أعمال الحفر عن طريق الكباش ويجدر بنا الإشارة إلى أعمال التنقيب السابقة طبقا للتسلسل الزمني. وقام الدكتور زكريا غنيم عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبي الهول، ثم قام الدكتور محمد عبد القادر 1958م- 1960 م بالكشف عن 14 تمثالا لأبي الهول قام الدكتور محمد عبد الرازق 1961م – 1964م بالكشف عن 64 تمثالا لأبي الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت والطريق المحاذي باتجاه النيل. وقام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن باقي الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن بالإضافة إلى قيامه بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور وكان لوجود الدكتور سمير فرج الأثر الأكبر في إحياء المشروع من جديد وظهور الطريق إلى النور من خلال قرارات نزع جميع الأراضي ووضعها تحت بند منفعة عامة مما أسرع من عجلة العمل، وذلك بتسخير كل القوى لتسهيل عملية الحفر.