ما بين رحلة صعود وسقوط "جماعة الإخوان" في بني سويف ثمانين عامًا من الشد والجذب بين الأهالي والجماعة الإرهابية، البداية كانت هادئة.. إلى أن سيطر القطبيون على الجماعة، خاصوا في المحافظة، فتغيرت استراتيجية الإخوان.. وبدأت ممارسات العنف والانهيار الأخلاقي.. حتى أصبحت "الجماعة" على فراش الموت، خاصة بعد ثورة 30 يونيو وانحياز الجيش للشعب ضد الجماعة الإرهابية. "البوابة نيوز" ترصد نشاط الإخوان في محافظة بني سويف.. فإلي التقرير التالي.. نشأت جماعة الإخوان الإرهابية عام 1928، ولم تأخذ وقتًا طويلًا للوصول إلى بني سويف، لقربها من القاهرة، فقد وصلت للمحافظة والجماعة مازالت في مهدها، وتأسست شعب للإخوان في الواسطي وببا وبني سويف والفشن في مطلع الثلاثينات. وكان أول مسئولين بتنظيم الإخوان في بنى سويف هم: "محمد عبد المجيد من بني سويف، عبد الحليم فؤاد السيد من سدس ببا، أحمد حسن عبد اللطيف من الفشن"، وانضم إليهم بعد ذلك عبد التواب بيومي، وأحمد الملط، وسيد مراد، وحسن سعد، وأحمد كمال، وإسماعيل الشافعي، ومحمود نصر الدين، وأحمد عيسوي، فؤاد أحمد السيد من ببا، زكي يوسف سليمان من ببا، ومن الواسطى عبد العزيز علي. وكان أول مسئول لإخوان المحافظة، هو زكي محمود أفندي وكان موظفًا بالري وكان أول نقيب بمركز ببا هو الشيخ محمد الخضراوي، وفى الواسطى كان النقيب يوسف أفندي شلبي، أما الفشن فكان أول مسئول إداري بها هو أحمد قورة. وفى الأربعينيات بدأت جماعة الإخوان أكثر في الظهور والانتشار، في مختلف مراكز وقرى بني سويف، حيث كان الدكتور محمد عبد المجيد نائبًا ومسئولًا عن شعبة بني سويف، أما شعبة سدس الأمراء بمركز ببا فكان حسن أفندى وهبة نائبًا للشعبة، وكان يعمل مدرسًا، وفى بنى هارون كان النائب عن الشعبة هو الشيخ محمد خليل خضر، وفى قرية نعيم التابعة لمركز بني سويف كان الحاج عبد المجيد أحمد معروف، نائبًا عن الشعبة، وفى قربة تزمنت الشرقية كان الشيخ عرفة عمر، وفى الكوم الأحمر الشيخ محمد فاضل (العمدة)، أما مركز بوش فكان سليمان أفندى بليش، وفى قرية بليفيا كان الشيخ أحمد أبو شعلة، وفى منية الجند بمركز ببا كان أحمد عبد الواحد أحمد، وفى كفر جمعة بمركز ببا كان الشيخ جمعة أبو زيد نائبًا للشعبة، وجاء عبد الحليم أفندى عبد الرحمن سعيد نائبًا عن شعبة بدهل ونزلة سعيد بمركز ببا. ولكن بعد رحيل حسن البنا مؤسس الجماعة، وفى عام 1954، ألقى القبض على عدد من قيادات الإخوان ببني سويف، وهم محمد صادق، وعزمي يس، ومحمود إبراهيم صالح، والدكتور ياسين أبو سنة، والشيخ كمال الشريف، سيد عبد النبي، شفيق صادق، وعبد الرءوف بدران، وسيد أبو الدهب، والدكتور مصطفى كامل حسين، حسن جودة ولقد ظهر نشاط الإخوان بقوة في عام 1975، عندما حضر شيخ الأزهر عبد الحليم محمود لمؤتمر الجماعة في مدرسة المعلمين، وذلك في فترة تحالفهم مع السادات، كما استغلت الجماعة بعض الشخصيات العامة مثل المستشار بهاء الجندي ليكون واجهة لها. وفى عام 1984، كان حسن جودة هو أول نائب للإخوان داخل مجلس الشعب من بني سويف، وأصبح بعد ذلك حسن جودة، عضوًا بمجلس الشعب، ثم وصل الدكتور محمد بديع إلى بني سويف التي كان بها حسن جودة للجماعة، وكان وصول بديع بمثابة ظهور تطور جديد على الجماعة، وتبدل الحال بعد قدومه، فبديع من خريجي مدرسة سيد قطب، والتي تختلف عن مدرسة حسن البنا التي كان ينتمي إليها حسن جودة، بديع كان من جنود مصطفى مشهور الرجل التنظيمي القوي داخل الجماعة، الذي أرسل بديع إلى بني سويف، حتى يبسط سيطرة القطبيين على بني سويف، وظهر التعصب للجماعة بعد أن كان غير موجود واهتم أعضاء الجماعة في بني سويف بالثقافة عن الجماعة، ولم يعطوا نفس القدر للعلوم الشرعية. وبعد أن انتقل محمد بديع إلى القاهرة مرشدًا عامًا للإخوان، تولى المهندس عبد العظيم الشرقاوي مسئولية المكتب الإداري لمحافظة بني سويف، والشرقاوي من قرية أشمنت بمركز ناصر، وهو عضو مجلس شعب من 2005 إلى 2010، ومن مواليد أبريل 1950، حاصل على بكالوريوس زراعة عام 1973 وكان الأمين العام السابق لحزب العمل ببني سويف، وتم اختياره عقب ثورة يناير عضوًا بمكتب الإرشاد، وممثلًا عن إخوان شمال الصعيد (بنى سويف والمنيا والفيوم) خلفا لمحمد سعد الكتاتني، الذي قدم استقالته ليتولى منصبه كأمين عام لحزب الحرية والعدالة، وجاء بعد عبد العظيم الشرقاوي، مسئول جديد لبني سويف وهو محمد عبد الله سياف، ليصبح مسئول المكتب الإداري للإخوان ببني سويف، ويعتبر سياف هو أول من يتولى هذا المنصب ولا يعرفه الشارع السويفي، بل إن هناك الكثير من أعضاء وكوادر الجماعة وشبابها لا تعرفه ولا تعرف تاريخه، واشتهر سياف بأنه كان على علاقة مميزة بأمن الدولة قبل ثورة 25 يناير، ما جعله لم يعتقل ولو مرة واحدة قبل 25 يناير. لقد بدأ الانحسار الأخلاقي والدعوي للإخوان في بني سويف يظهر عقب انتخابات برلمان 2005، وإحساس الجماعة بالغرور، وارتمائها في حض الغرب، ونست الجماعة أن صقلية سقطت عندما استعان حكامها بالغرب، وارتموا في أحضانه، ولو لا ذلك ما نجح روجار الروماني في دخولها. وبدأت تظهر الأمراض والمخالفات الأخلاقية في وسط إخوان بني سويف، فالإخواني عماد عبد الخالق قرني راضي، عندما تم تفتيش منزله ومكتبته في 6 فبراير 2008، من قبل مباحث المصنفات، تم ضبط أسطوانات وأفلام مخلة بالآداب وحرر له المحضر رقم 1240 جنح ناصر. أما القيادي الإخوانى ماهر عبد المنعم، من قرية بهبشين بمركز ناصر، فيمارس أعمال السحر تحت دعاوى العلاج بالقرآن. أما القيادي الإخوانى محمد جابر الحداد، فهو صاحب القضية رقم 4355 جنح ناصر لسنة 2004 مضبوطات، وصاحب القضية رقم 3258 جنح ناصر لسنة 2006، والقضية رقم 9702 لسنة 2007 جنح ناصر. وأخذ المستوى الأخلاقي في الانحدار أكثر، فتم ضبط قيادي إخواني بقرية بنى عدى بمركز ناصر، يمارس الفاحشة مع أحد الأطفال بالمسجد، ولما افتضح أمره سافر إلى القاهرة، أما القيادي الإخوانى شعبان زكريا غضبان، وهو مقيم بقرية دنديل وموظف بالضرائب، فقد رفع قضية حجر على والده وقام بتزوير عدة عقود بهدف حرمان شقيقته، أمال زكريا من الميراث، وشهد معه زورًا 2 من قيادات الإخوان هما رجب عبد المنعم محمد وسيد محمد حسن، وتم إخطار المحكمة بعنوان غير عنوان الأب، وكانت المفاجأة، عندما علم الأب وحضر أمام القاضي، وهزت هذا القضية المجتمع السويفي هزًا عنيفًا، وبدأت الجماعة في السقوط وهي في عز قوتها، لأنها خالفت شرع الله مثل دولة المرابطين التي سقطت وهى في عزة قوتها. لقد سقط الإخوان عندما استعانوا بالأمريكان على بني جلدتهم، فسقطت دولتهم كما سقطت دولة الفاطميين عندما استعانوا بيعقوب بن كلس اليهودي، في إدارة شئون الدولة، سقط الإخوان عندما اهتموا بتحصيل وجمع الغنائم فسقطوا كما سقط ملوك الطوائف في الأندلس، فالذين يهتمون بجمع الغنائم على حساب الوطن ساقطون لا محالة. والغريب هو ظهور حالات الثراء الفاحش، على رموز الجماعة، رغم أن مصادر دخلهم معروفة. فالإخوان بعد ثورة يناير، أصابتهم غلظة على غلظتهم، وقسوة على قسوتهم، وفى بني سويف قاموا بأمر غريب على سلوك أبناء المحافظة، وهو عمليات تجسس واسعة على النشطاء والمعارضين للجماعة، وكانت واقعة التسجيل لسكرتيرة حزب الوفد دون علمها والتي قام بها الإخواني رامي زغلول، وبهذا يتضح أن الجماعة بعد ظهور ممارسات مثلما فعله رامي زغلول، كانت قد قطعت شوطًا كبيرًا في طريق النهاية، وكان معروفا أن بدر مرزوق هو مسئول الملف الأمني، وكان منسقًا للعلاقة مع الأمن الوطني، ودائم التردد عليه، كل هذا جعل الجماعة تنهار شعبيًا، وتصيبها الشيخوخة، حتى أصبحت اليوم على فراش الموت.