هبطت الليرة التركية من جديد، وذلك بعد شن قوات رجب طيب أردوغان هجوما عسكريا على شمال شرق سوريا. وحسبما ذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية فإن قرار الرئيس التركي بشن الحرب على شمال سوريا أحبط الجهود التي بذلتها بنوك الدولة لدعم العملة من خلال مبيعات الدولار. وأضافت الوكالة أن الليرة التركية بعد مكاسبها الأخيرة هبطت بنحو 1% بعد أن أعلن أردوغان العملية، وازدادت الخسائر حتى عندما زاد المقرضون من كمية الدولارات التي كانوا يبيعونها إلى السوق، وفقا لأشخاص على دراية بالأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. وتابعت أنه في وقت سابق، باعت بنوك الدولة التركية الدولار الأمريكي الواحد ب 5.84 ليرة، واشترى المقرضون ما يعادل قيمته مليار دولار يومي الاثنين والثلاثاء. وأوضحت أنه كان يتم تداول العملة بانخفاض 0.6%، بواقع 5.86 ليرة للدولار الواحد، في تمام الساعة 6:50 دقيقة بتوقيت إسطنبول. وأشارت الوكالة إلى أن العملة التركية سجلت أكبر انخفاض لها منذ أوائل أغسطس يوم الاثنين، وسط مخاوف من أن تركيا والولايات المتحدة تتجهان نحو أزمة دبلوماسية جديدة بسبب خطط أنقرة في سوريا، وفي حين أيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمنيا العملية التركية يوم الأحد، إلا أنه هدد بعد ذلك بيوم بسحق الاقتصاد التركي، إذا فعل أردوغان أي شيء يتجاوز الحدود. وتابعت أن مبيعات الدولار قد تحيي الجدل حول قوة مخزون البنك المركزي التركي من العملات الأجنبية، الذي ظهر في الأسابيع التي سبقت الانتخابات البلدية في مارس، في ذلك الوقت، قيل إن البنوك الحكومية باعت ما بين 10 مليارات و15 مليار دولار لوقف انخفاض قيمة الليرة. وقال بيوتر ماتيس الخبير الاستراتيجي في رابوبنك في لندن: "البنك المركزي ليس لديه احتياطيات أجنبية كافية للتدخل عسكريا على نطاق واسع لفترة طويلة". وأوضحت الوكالة أن تركيا تمتلك 35.7 مليار دولار من الاحتياطيات الدولية، مرتفعة من 26.1 مليار دولار في مارس الماضي، وفقا للبيانات الرسمية. ومع ذلك، في تقرير نُشر يوم الثلاثاء، ذكرت كابيتال إيكونوميكس أن إجمالي متطلبات التمويل الخارجي لتركيا كحصة من المخزون النقدي كانت من بين أعلى المعدلات في الأسواق الناشئة. وكتب جيسون توفي، خبير اقتصادي بارز في الأسواق الناشئة في كابيتال إيكونوميكس في لندن: "الموقف التركي السيئ يعني أن مجرد التهديد بمزيد من الإجراءات من شأنه أن يثقل كاهل الليرة وقد يجبر البنك المركزي على عكس دورة التخفيف". وقال محللون في كريدي سويس في لندن، بما في ذلك نيمرود ميفوراتش، في الوقت الذي قد تضعف فيه الليرة لتصل إلى 5.95 مقابل الدولار: "لا نعتقد أن هذه المضاعفات الجيوسياسية ستؤدي في النهاية إلى إعادة تسعير كبيرة أخرى". وعلى جانب آخر، يضع الكونجرس الأمريكي اللمسات الأخيرة على مشروع قانون بعقوبات اقتصادية مدمرة على تركيا، وصفها النائب الجمهوري ليندسي جراهام بأنها "من الجحيم".