وسط حالة من الخوف والقلق المتزايد من جانب الحكومة الكينية، بسبب إرهاب حركة الشباب الصومالية، دعت كينيا المجتمع الدولى للاتحاد فى الحرب على التنظيمات الإرهابية، وحثت على الإسراع بإدراج حركة الشباب الإرهابية فى الصومال على قائمة المنظمات الإرهابية، بموجب قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1267. وفقًا لموقع الصومال الجديد، قدمت الحكومة الكينية مؤخرًا إلى مجلس الأمن الدولى طلبًا حول إدراج حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة فى قائمة الإرهاب الدولية. وينشط فى نيروبى عدد من أبرز الجماعات الإرهابية، والتى تعمل على العبث بأمن واستقرار كينياوالصومال، والتى تئن من تطرف الجماعات العنيفة وزيادة فى ارتفاع خطورتها على أمن البلدين، ولعل أبرز تلك التنظيمات تأتى حركة الشباب فى المقدمة ويليها تنظيم داعش الإرهابي، وفيما يلى رصد لأهم عمليات إرهابية قام بها كل من الشباب وداعش كينيا: عمليات «الشباب» فى أغسطس 2019، هاجمت حركة الشباب بلدة كينية حدودية؛ ما أدى إلى تعطل خدمات الاتصالات فى المنطقة القريبة من الحدود الصومالية، وفى يناير 2019، تعرضت كينيا إلى هجوم إرهابى كبير فى أحد الفنادق الفاخرة بالعاصمة نيروبي، أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة آخرين بجروح خطيرة، وفى 8 يونيو 2013، ذبحت الحركة تسعة أشخاص بهجوم فى قرية باندانجو وجيما مقاطعة لامو الساحلية، وفى 14 ديسمبر 2013 قُتِل نحو 67 شخصًا وجرح ما يقرب من 200 شخص فى هجوم مُسلح على المجمع التجارى ويست غيت. ويوم 6 أكتوبر 2016، قتل ستة أشخاص فى موقع للأشغال العامة بمقاطعة مانديرا شمال شرق كينيا، وفى يوم 5 يونيو2017، قتل ثلاثة ضباط شرطة فى هجوم على بلدة «بندانجو» بمنطقة لامو الساحلية، وفى عام 2018 يوم 3 يناير، تم قتل خمسة أفراد من الشرطة الكينية فى مقاطعة مانديرا شمال شرق كينيا. عمليات داعش أما عن وجود تنظيم داعش فى كينيا، فالعمليات الإرهابية التى ينفذها التنظيم فى نيروبي، لم تكن كثيرة مثلما الحال فى الصومال؛ ففى أكتوبر 2016 استهدف تنظيم داعش الإرهابى السفارة الأمريكية فى نيروبي، أدى إلى مقتل رجل شرطة، وفى سبتمبر 2016، أعلن داعش مسئوليته عن هجوم فى كينيا، نفذته ثلاث سيدات قتلن رميًا بالرصاص، بعد أن تسللن إلى مركز للشرطة فى مومباسا، وحاولن إحراق المبنى. ولكن على الجانب الآخر، يقظة رجال الشرطة الكينية، حالت دون انتشار الوجود الداعشى فى البلاد، على الرغم من انخراط الكينيين فى داخل تنظيم داعش؛ حيث سعى الكينيون خلال الفترة الأخيرة للانضمام ل«داعش». كيف واجهت كينيا الإرهاب؟ عملت الحكومة الكينية، على إجراء عدد من السياسات؛ من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف فى بلادها فعلى سبيل المثال، التدخل الكينى فى الصومال، والتى انخرطت فيه عن طريق قوات الإميصوم فى عام 2011، ودعمت ولاية جوبالاند فى جنوبالصومال؛ لتكون قادرة على مواجهة تمدد حركة الشباب فى جنوبالصومال وإبعادها عن الحدود الكينية. مكافحة الإرهاب فى سبتمبر 2016، أطلقت كينيا استراتيجيتها لمكافحة التطرف والإرهاب، من خلال تجميع موارد الحكومة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص؛ من أجل دعم جهود مكافحة الإرهاب سواءً العسكرية أو غيرها. وفى مارس 2017، شكلت نيروبى لجنة لقيادة جهود مكافحة التطرف والإرهاب، وتعمل اللجنة على إنشاء تدابير وقائية وتأهيلية؛ لاستكمال الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب. وفى 2018، عملت اللجنة مع وزارة التربية والتعليم، إنشاء برامج مدرسية لمكافحة التطرف العنيف. ضرورة المواجهة وفى الإطار ذاته، يرى محمد عزالدين، الباحث فى الشأن الأفريقي، أن تلك المخاوف ليست بالجديدة؛ نظرًا لارتفاع وتيرة إرهاب حركة شباب المجاهدين فى البلاد، والتى تسعى للتمدد فى منطقة القرن الإفريقي. وأكد عزالدين أن عناصر شباب المجاهدين يقومون باستغلال المنطقة الحدودية بين كينياوالصومال للوجود ومن ثم الانتشار، مشيرًا إلى أنه لابد من آلية مُحكمة للسيطرة على تلك المنطقة.