عينت ميليشيا الحوثى الانقلابية باليمن، مدير قناة «المسيرة» المدعو «إبراهيم محمد محمد الديلمي» سفيرًا لها فى طهران، ليكون الأول للميليشيا فى ظل إعلان زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، عن مد جسور العلاقات مع بعض الدول، وبالتالى فإن قبول نظام الملالى له يشكل صورة من صور الدعم المباشر للميليشيا الإرهابية. وحضر «الديلمي»، مع وفد الحوثيين الذى زار طهران فى 12 أغسطس الجاري؛ حيث ظهر إلى جانب الناطق الرسمى باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، وظهر خلال لقاء وفد الميليشيا مع المرشد الإيرانى على خامنئي. وقالت قناة «المسيرة» التابعة للميليشيا إن تعيين «الديلمي» يأتى ضمن خطة لتعزيز العمل المؤسسى الرسمى فى إطار المجلس السياسى الأعلى وحكومة الإنقاذ التى شكلتها الميليشيا، وهو ما كشف عنه خطاب زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، الذى دعا الدول العربية والإسلامية، إلى إعادة العلاقات الرسمية مع اليمن بما فيها التمثيل الدبلوماسي، كاشفًا فى الوقت ذاته أن زيارة ما أسماه ب«الوفد الوطني» لطهران تأتى فى سياق التمهيد لعودة العلاقة الرسمية، والتمثيل الدبلوماسى مع إيران. كما اعتبر «الحوثي» أن تعيين سفير يشكل كسرًا للعزلة على اليمن، مذكرًا بالعلاقات الرسمية بين اليمن وبين إيران فى وقت سابق، والتى كانت على مستوى الرؤساء والوزراء واللجان المشتركة، وذكر بوجود أكثر من 70 اتفاقية بين إيران واليمن قبل وصول ميليشيا الحوثى وشركائهم إلى الحكم. وقال إن العلاقة مع إيران والتى اعتبرها أنها تخدم الشعب اليمني، ستكون أفضل من الماضي، مشيرًا إلى وحدة الموقف بين البلدين فى عدد من الملفات، منها دعم القضية الفلسطينية، والموقف من الهيمنة الأمريكية، والموقف من إسرائيل. وفى محاولة لتكذيب خضوع ميليشيا الحوثى للمرشد الإيراني، نفى الحوثى ذلك قائلًا: «نحن اليوم لا نتلقى أمرًا واحدًا ولا فرضيةً واحدة من إيران، وردنا على العدوان قرار سيادى مشروع». وفيما يتعلق بالدول التى قد تسير على نهج إيران، قال الحوثي: إن سوريا والعراق ولبنان أقرب الدول التى قد تعين سفراء من قبل الحوثى لديها؛ حيث أشاد بالموقف الرسمى العراقى والسوري، وموقف «حزب الله» اللبنانى الذى وصفه بالمتقدم جدًّا، دون أن يغفل الإشادة بالمواقف الأخرى التى لم تستطع التعبير عن رفضها لما وصفه بالعدوان على اليمن. الحكومة تندد اعتبرت الحكومة اليمنية أن خطوة ميليشيا الحوثى الانقلابية بتعيين ممثل لها لدى طهران «تجاوزًا للقوانين والأعراف الدولية» و«تخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية». وقال وزير الإعلام اليمنى معمر الإرياني: «التبادل الدبلوماسى بين نظام طهران وأداته فى اليمن الميليشيا الحوثية، ليس مفاجئًّا، فهو ينقل العلاقة بين الطرفين من التنسيق وتلقى الدعم من تحت الطاولة إلى العلن، ويؤكد صحة ما قلناه منذ البداية عن هذه العلاقة وطبيعتها وأهدافها». وشدد «الإرياني» فى سلسلة تغريدات على «تويتر»، العلى أن «هذه الخطوة تتجاوز القوانين والأعراف الدولية، وتخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية». وحول توقيت إعلان الخطوة الحوثية، قال الوزير اليمني: «توقيت إعلانها فى ظل اشتعال المنطقة على خلفية أزمة اختطاف الناقلات النفطية وأمن الملاحة فى مضيق هرمز، يؤكد حالة العزلة التى يعيشها نظام طهران ومساعيه لكسرها». وطالب المجتمع الدولى بموقف حازم حيال استمرار التدخلات الإيرانية فى اليمن وسياساتها المزعزعة للأمن والاستقرار. المد الإيرانى من جانبه، يرى المحلل السياسى اليمني، عبدالكريم المدي، أن تعيين ميليشيا الحوثى الانقلابية، سفيرًا لدى طهران، يكشف عن مخطط إيران الجديد فى اليمن، مضيفًا أن ما أقدمت عليه الميليشيا يجسد قيام جماعة إرهابية بتعيين سفير لها لدى دولة تُشرف على تمويلها، وبالتالى فإنه لا يوجد مسوغ قانونى أو دولى يتيح لها القيام بهذا الفعل، ويشكل تحديًا للقوانين والمجتمع الدولي. وأضاف: إن تعيين «الديلمي» يشكل نوعًا من شرعنة سلطة ميليشيا الحوثي، وكسر عزلتها دوليًّا، وسحب الاعتراف بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادى المعترف بها دوليًّا.