أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، مدير عام إدارة المساجد بوزارة الأوقاف، أن صلاة الرجال بجوار النساء في المصلى، دون حاجز بينهما يصادم قواعد الشرع الشريف، ويأتي أيضًا على قوانين المحافظة على الآداب العامة، التي تنظّم قواعد الاجتماع بين الرجال والنساء في الأماكن العامة، فما الحال إذا كان الأمر يتعلق بإقامة شعيرة صلاة العيد ؟!. وتابع الجندي في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، معلوم أن ذهابَ الرجال والنساء إلى مصلى العيد أمرٌ مستحب؛ وذلك لما جاء عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أنها قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ. قَالَ: " لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا"، لافتًا إلى أن حرص الرجال والنساء وكذلك اصطحابهم للأطفال على الخروج لصلاة العيد هو أمر محمود في الشرع الشريف ؛ لما فيه من اجتماعٍ رصين على الخير، وإظهارٍ للفرح والسرور (وهو المقصود من أعياد المسلمين) بتمام عبادة الله عز وجل، فإذا أقيمت صلاة العيد في الأماكن المحددة لها من ساحات ومساجد، فهناك مجموعة من الآداب يجب الالتزام بها، والتي منها: 1- ضرورة الفصل بين الرجال والنساء، فصلاتهما في مصلى العيد في صف واحد، دون فاصل أو حاجز، لا يجوز شرعًا. 2- مراعاة الترتيب المعهود عند الصلاة، حيث يصلي الرجال في الصفوف الأولى ثم الصبيان ثم النساء، ومعنى ذلك أنه لا تقف المرأة بجوار الرجل، لا عن يمينه ولا عن شماله في الصلاة ؛ وذلك اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أَبُي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ قال: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَفَّ الرِّجَالَ وَصَفَّ خَلْفَهُمُ الْغِلْمَانَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ فَذَكَرَ صَلَاتَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا صَلَاةُ - قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَالَ: صَلَاةُ أُمَّتِي -». أخرجه أبو داود. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ» قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا، قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَفَفْتُ وَاليَتِيمَ وَرَاءَهُ، وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.