لم ينته بعد مسلسل تسريبات المراسلات الإلكترونية للسفير البريطاني في الولاياتالمتحدة كيم دارك، الذي أعلن استقالته الأسبوع الماضي بعد نشوب أزمة بين لندنوواشنطن بسبب تلك المراسلات. وتفجرت الأزمة بعد نشر رسالة للسفير البريطاني وصف فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "غير كفء"، وترتب على ذلك انسحاب الولاياتالمتحدة من محادثات التجارة بعد "بريكست" مع بريطانيا، وفي أعقاب ذلك أعلنت الخارجية البريطانية استقالة سفير لندن في واشنطن. وأصدرت شرطة العاصمة "سكوتلاند يارد" تحذيرا لوسائل الإعلام من نشره هذه التسريبات، معللة ذلك بأنه يعد انتهاكًا لقانون الأسرار الرسمية. إلا أن صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية نشرت اليوم الأحد في صدر صفحتها الأولى أن ترامب انسحب من الاتفاق النووي الإيراني، نكاية في الرئيس السابق باراك أوباما، وفقًا لمذكرة مسربة للسفير البريطاني. وتسرد الصحيفة تعليق السفير البريطاني السابق في أمريكا عن هذه الخطوة، حيث قال إنها "تخريب دبلوماسي" مشيرة إلى أن المذكرة المسربة كُتبت بعد أن ناشد وزير الخارجية آنذاك بوريس جونسون الولاياتالمتحدة عام 2018 التمسك بالاتفاق النووي. وأوضحت الصحيفة أنه بعد زيارة بوريس جونسون عام 2018 للولايات المتحدة، عندما كان وزيرا للخارجية، كتب له السفير دارك أن ترامب بدا أنه يتخلى عن الصفقة النووية "لأسباب شخصية" لأن الاتفاق قد وافق عليه سلفه باراك أوباما، مشيرا إلى أن البيت الأبيض لم يكن لديه استراتيجية لما يجب فعله بعد الانسحاب من الصفقة وأن هذا سبب انقساما بين مستشاري ترامب. ونقلت الصحيفة عن السفير دارك قوله في المذكرة المسربة "لقد أوضح ذلك التناقض الحاصل داخل البيت الأبيض، ويبدو أن الكل يفتقد الوجود الفعلي للرئيس، لكن من حيث الجوهر، فإن الإدارة الحالية تنتهج التخريب الدبلوماسي، لأسباب أيديولوجية وشخصية على ما يبدو". وتمضي الصحيفة لتنقل عن السفير قوله في المذكرة المسربة: "علاوة على ذلك، لا يمكنهم التعبير عن أي استراتيجية "يوما بعد يوم"، والاتصالات مع وزارة الخارجية هذا الصباح تشير إلى عدم وجود خطة للتواصل مع الشركاء والحلفاء، سواء في أوروبا أو المنطقة". ودافعت الصحيفة عن قرارها نشر المزيد من التفاصيل عن المذكرات، وقال متحدث باسم الصحيفة إن هذا من باب المصلحة العامة وكشف "معلومات مهمة" عن محاولات المملكة المتحدة منع الرئيس ترامب عن التخلي عن الصفقة النووية الإيرانية.