أكدت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة الدولة الإماراتية للأمن الغذائي، أن جهود دولة الإمارات والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي تواكب أحدث التطورات وقضايا الأمن الغذائي العالمية، وتهدف إلى إنشاء ركائز أساسية في سبيل ضمان الأمن الغذائي للدولة كأولوية وطنية من خلال وضع مجموعة من الآليات وبرامج العمل المتكاملة بين جميع الجهات ذات العلاقة وركزت مريم المهيري، على أن الابتكار هو محور الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لدولة الإمارات، حيث تهدف الاستراتيجية إلى جعل الإمارات في مصافّ أفضل 10 دول تتمتع بالأمن الغذائي في العالم بحلول عام 2021. وقال بيان للوزيرة إن ذلك جاء ذلك أثناء ترأسها وفد دولة الإمارات المشارك في أعمال الدورة ال41 لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" في مقر الفاو بالعاصمة الإيطالية روما، وتستمر فعالياتها حتى 29 يونيو الجاري. وسلّطت مريم المهيري في مداخلتها أمام المؤتمر، الضوء على الخطوات المهمة التي اتخذتها دولة الإمارات لضمان إنتاج غذائي مستدام عالي الجودة لمواطنيها، موضحة أن الإمارات عملت على تطوير "آليات الزراعة المستدامة" من أجل التشجيع على إنتاج مستدام لمنتجات الأغذية عالية الجودة عن طريق استخدام أحدث التقنيات الزراعية، إضافة إلى تطوير المعايير الوطنية للعلامات والمنتجات الغذائية، إلى جانب تفعيل برنامج المسرعات الحكومية لمواجهة التحديات والتغلب على المعوقات التي تحول دون تبني التقنيات الزراعية الحديثة التي تم تطويعها وفق ظروف الدولة ومنها أساليب الزراعة الحضرية المتطورة. وأضافت: "منذ البداية، تم استهداف التكنولوجيا باعتبارها المفتاح الأساسي لتحسين وضع الأمن الغذائي في الإمارات، وفي الوقت الحاضر، تحتل الدولة المرتبة 31 في التصنيف العالمي للأمن الغذائي، وعلى الرغم من أن الدولة تعتبر آمنة غذائيًا بشكل نسبي، فقد تحقق هذا من خلال استيراد 90% من طعامنا، وهذا يجعلنا عرضة لمخاطر سلاسل الإمداد الغذائي، خاصة في ضوء التقلبات في المنطقة." ويشارك في أعمال المؤتمر العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) نخبة من الوزراء وممثلي الدول الأعضاء في دورة شهدت انتخاب مدير عام جديد للمنظمة. ففي عملية اقتراع سرية، انتخب أعضاء المنظمة أمس الأول الدكتور تشو دونجيو - نائب وزير الزراعة الصيني، مديرًا عامًا جديدًا للفاو العاملة على مكافحة الجوع في العالم وذلك بعدما حصد الغالبية المطلقة من الأصوات في الجولة الأولى. ويعدّ تشو دونجيو أول أمين عام صيني للمنظمة، وحصل على 108 أصوات، مقابل 71 صوتًا للمرشحة الفرنسية كاترين جيسلان-لانييل، و12 صوتًا للمرشح الجورجي دافيت كيرفاليدزه. وبدوره قال تشو دونجيو فور فوزه بالمنصب: "هذا حدث تاريخي، ونقطة انطلاق جديدة لقطاعات الأغذية والزراعة في العالم.. أعدكم بأن أبذل كل جهد لخدمة جميع البلدان بشكل محايد وغير منحاز، وأن أعتمد منهجًا عمليًا في مكافحة الجوع في العالم". وسيخلف الأمين العام الجديد الذي سيتولى مهامه في الأول من أغسطس ويستمر فيها حتى 31 يوليو 2023، المدير العام الحالي البرازيلي جوزيه غرازيانو دا سيلفا الذي أكمل ولايتين على رأس المنظمة. وافتتح المدير العام (الذي تنتهي ولايته في أغسطس) غراتسيانو دا سيلفا أولى جلسات المؤتمر - وهو أعلى هيئة رئاسية على المستوى الحكومي للدول الأعضاء البالغ عددها 194 دولة - باستعراض حالة الأغذية والزراعة في العالم. واستمع الحضور وفق التقليد في أول أيام المؤتمر الذي ينعقد كل سنتين إلى "محاضرة ماكدوغال التذكارية" تكريما لذكرى الاقتصادي الأسترالي فرانك ماكدوغال الذي يعد من أوائل الدعاة لإنشاء الفاو، والتي ألقتها خلال هذه الدورة المدافعة الدولية عن حقوق المرأة والطفل، غراسا ماشيل - العضوة الفخرية لتحالف حائزي نوبل للسلام. وستشهد أعمال المؤتمر سلسلة من الفعاليات الجانبية التي تركز على التقدم المحرز في مختلف قطاعات ومجالات الغذاء بهدف تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي والتنوع البيولوجي ودور الشباب في الزراعة، كما ستشمل فعالية "زراعة شجرة الغاف" التي تنظمها دولة الإمارات احتفالا بعام التسامح.