تتواصل جهود الدولة فى رفع مستوى القطاع الصحى فى محافظة الأقصر، وعلى قدم وساق يتواصل العمل داخل مستشفى «العديسات الجديد» بمدينة الطود جنوب المحافظة، المقرر أن يكون أحدث مستشفى قلب على مستوى الجمهورية، بتكلفة 409 ملايين جنيه، والمنتظر افتتاحه خلال الفترة المقبلة، بدعم ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي. البداية كانت عندما أصدرت وزارة الصحة قرارًا فى فبراير عام 2014، بتطوير مستشفى العديسات بحرى بالطود جنوبالأقصر، للعمل كمستشفى مركزي، وذلك بعد اعتماد ميزانية خاصة لبناء المستشفى، وشراء الأجهزة والمعدات الطبية، وقامت الوزارة حينها بإسناد مشروع الإنشاء للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة. وطوال تلك السنوات شهد المستشفى فترات توقف من العمل ثم استئنافه مجددا وتأجيل افتتاحه أكثر من مرة، وصدور قرار بتحويل المستشفى للهيئة للتأمين الصحي، وإلغاء عمله كمستشفى مركزى يخدم مركز ومدينة الطود والقرى الواقعة على أطراف مدينتى إسنا والبياضية، إلى أن عقدت مؤخرا الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان اجتماعا، مع مسئولى جمعية الأورمان بحضور المهندس حسام الدين القباني، رئيس مجلس إدارة الجمعية، لمناقشة تفعيل البروتوكول المبرم بين الوزارة وجمعية الأورمان، لتشغيل وإدارة مستشفى العديسات بالأقصر، ليكون أحدث مستشفى قلب على مستوى الجمهورية ضمن توجيهات القيادة السياسية، ضمن تعاون الحكومة مع الجمعيات الأهلية فى المجال الصحى لتشغيل وإدارة المنشآت الطبية الحكومية بكفاءة عالية، بما يضمن تقديم خدمة صحية جيدة للمواطنين بتكلفة غير هادفة للربح. من جانبه أوضح الدكتور السيد عبدالجواد، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، أن المستشفى سيكون متخصصا فى علاج جميع أمراض القلب ل«الأطفال والكبار»، سواء كانت عمليات جراحية أو عمليات قسطرة، مشيرًا إلى أن تكلفة المستشفى الإجمالية بلغت 409 ملايين جنيه، منها 259 مليونا للإنشاءات و150 للتجهيزات الطبية، وتنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإدارة المشروعات الكبرى، وتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية مطلع العام الجاري، ومن المنتظر الانتهاء من التجهيزات بالكامل خلال الأسابيع المقبلة تمهيدا لافتتاحه قريبا. وأضاف عبدالجواد، أن المستشفى يعد أول تجربة لتشغيل مستشفى بين وزارة الصحة والجمعيات الأهلية وفقًا للتوجيهات الرئاسية فى هذا الشأن، موضحًا أن الوزارة ستتحمل التكلفة الإنشائية والتجهيزية بأفضل أجهزة طبية عالمية فى جراحات القلب مثل جهاز القسطرة القلبية، والمقطعية على شرايين القلب، وموجات فوق صوتية، ورنين مغناطيسي، ورسم قلب وسونار متحرك، وأجهزة معملية، وكيميائية، ومناعية، وميكروبيولوجية، وبنك دم. مؤكدًا أن وزيرة الصحة وجهت بسرعة اختيار الفرق الطبية ورؤساء الأقسام ومديرى المستشفى الذين سيعملون بالمستشفى، وفقًا لأفضل الخبرات والمهارات، وأن المستشفى سيقدم خدمة طبية عالية الجودة بدون تحمل المرضى أى تكلفة مالية إضافية. وأشار وكيل زارة الصحة بالأقصر، إلى أن مستشفى العديسات يأتى ضمن المشروعات الصحية الكبيرة المزمع افتتاحها هذا العام، مضيفا أن المستشفى مقام على مساحة 2085 مترا ويتكون من طابق أرضى و4 طوابق، 79 سريرا، 14 منها سرير عناية مركزة و7 أسرة للإفاقة و12 سريرا للغسيل الكلوي، وقسم للحضانات به 14 حضانة، 6 منها للمبتسرين و8 لحديثى الولادة، بالإضافة إلى 4 غرف عمليات كبرى، كما تحتوى على 15 عيادة خارجية وصيدلية، وقسم للاستقبال والطوارئ به 4 أسرة إنعاش و3 ملاحظة و3 فرز، وغرفة للعزل، وقسم للأشعة به رنين مغناطيسى وأشعة سينية وأشعة الصبغة وأشعة السونار، وقسم للمناظير، ومعمل تحاليل وقسم للنساء والولادة، وقسم للأسنان، وبنك للدم. من جانبها، قامت الوحدة المحلية لقرية العديسات بحرى التابعة لمركز الطود جنوبىالأقصر، بأعمال توسعة للشوارع المؤدية والمحيطة بالمستشفى، حيث تم إزالة التعديات ونقل أعمدة الكهرباء، وإزالة أى معوقات بالشوارع، حتى يصبح الطريق المؤدى إلى المستشفى ممهدا قبل الافتتاح الرسمي. فيما قال عبدالمنعم أحمد، أحد أهالى قرية العديسات، منذ أكثر من 12 عاما بذلنا قصارى جهدنا لتحويل المستشفى إلى مركزي، وبالفعل تم تحويله إلى مستشفى مركزى بالقرار رقم 344 لعام 2008، لخدمة أكثر من 250 ألف مواطن، إضافة إلى أنه يقع على الطريق السريع «الأقصر – أسوان» ويخدم المنطقة بأكملها، كما أنه المستشفى الوحيد الذى يقدم الخدمة العلاجية للمواطنين من محدودى الدخل، لافتًا إلى أن المسافة بين مدينة إسنا ومستشفى العديسات 35 كيلو من جهة الجنوب، وكذا المسافة بين الأقصر والعديسات 25 كيلو مترًا مربعًا من جهة الشمال، أى أن مستشفى العديسات - بحسب وصفه - يخدم أطراف مدينة إسنا من الجنوب وأطراف مدينة البياضية من الشمال ومركز الطود بالكامل.