على مدار أكثر من سبعة عقود، هاجر صانعو السينما إلى شواطئ الريفيرا الفرنسية فى شهر مايو لحضور مهرجان كان السينمائي، الذى تنطلق فعاليات دورته ال72 مساء اليوم الثلاثاء وتستمر حتى 25 من الشهر الجاري، ويجمع بين العروض الأولى لعدد من أهم الأفلام العالمية على السجادة الحمراء للمسرح العريق «قصر المهرجانات»، وأيام طويلة من اللقاءات وحلقات النقاش مع أبرز صُناع السينما. وتنطلق الفعاليات بعرض فيلم الكوميديا الأمريكى «The Dead Don't Die» للمخرج جيم جارموش، فى افتتاح أفلام المسابقة الرسمية بجانب 21 فيلمًا آخرين يضموا كوكبة من الأسماء اللامعة فى عالم الإخراج، ستجعل من هذه الدورة بالتأكيد حدثًا استثنائيًا، إذ تضم القائمة المخرج البريطانى كين لوتش بفيلم «Sorry We Missed You»، والأمريكى تيرينس مالك بفيلم «A Hidden Life»، ورئيس لجنة تحكيم المهرجان السابق المخرج الإسبانى بيدرو ألمودوفار بفيلم «Pain And Glory»، والشقيقان البلجيكيان لوك وجان- بيار داردين بفيلم «Young Ahmed»، والكورى الجنوى بونج جون هو بفيلم «Parasite» وكان قد ترشح للسعفة الذهبية العام قبل الماضى بفيلم «Okja». وانضم المخرج الأمريكى الشهير كوينتن تارانتينو، فى اللحظات الأخيرة للمسابقة الرسمية بمهرجان كان، من خلال فيلمه المنتظر «Once Upon a Time in Hollywood» للنجمين براد بيت وليوناردو دى كابريو، ومن المتوقع أن يكون واحدًا من أقوى أفلام الموسم، ومرشحًا قويًا لجوائز المهرجان الرئيسية.. ومن المقرر عرض الفيلم فى 21 مايو الجاري، للاحتفال بالذكرى السنوية ال25 للعرض العالمى الأول لفيلم «Pulp Fiction» بالكروازيت. ويعتبر المخرجان التونسى عبداللطيف كشيش والفلسطينى إيليا سليمان، الممثلان العربيان الوحيدان فى المسابقة الرسمية، حيث يشارك الأول بفيلم «Mektoub، My Love: Intermezzo» وهو تتمّة لجزء أول قدم فى دورة العام 2017 من مهرجان فينيسيا السينمائى تحت عنوان «Mektoub، My Love»، كما ينافس فيلم «يُجب أن تكون الجنة» للمخرج إيليا سليمان، الذى يقوم كذلك ببطولته، ويصور حياة مخرج يسافر إلى عدد من عواصم العالم ليجد أوجه التشابه بينها وبين وطنه فلسطين. ويستضيف المهرجان 5 أفلام ضمن عروض خارج المسابقة الرسمية أبرزها الفيلم المثير للجدل «RocketMan» للمخرج ديكستر فليتشر، والذى يتناول حياة مغنى الروك الإنجليزى الشهير إلتون جون، ورحلته الفنية المثيرة وصولًا لعضوية الأكاديمية الملكية الموسيقية، بالإضافة إلى علاقته القوية والمؤثرة مع المؤلف الموسيقى بيرنى تاوبين. أما قسم «نظرة ما» ثانى أكبر أقسام المهرجان بعد المسابقة الرسمية، يتنافس خلاله 18 فيلمًا من بينها فيلمان عربيان، حيث تشارك المخرجة المغربية مريم توزانى بفيلم «Adam / آدم»، والفيلم الجزائرى «Papicha» للمخرجة منية مدور. وطالت إدارة المهرجان انتقادات عدة من منظمات نسائية أمريكية ومشاهير هوليوود، على خلفية إصداره قرارًا بتكريم الممثل الفرنسى المخضرم آلان ديلون ومنحه جائزة السعفة الذهبية الشرفية، بسبب آرائه الغريبة حول الاعتداء على النساء ودعم صعود اليمين المتطرف فى فرنسا. وذكر عدد من المنظمات الحقوقية أنها تشعر بخيبة أمل كبيرة جراء هذا التكريم من جانب مهرجان سينمائى عريق لشخص يحمل مثل هذه «القيم البغيضة»، حيث انضم إلى الجبهة الوطنية العنصرية ومعاداة السامية، وهو ما يخالف أسس المهرجان التى تحرص على التنوع وتحارب كل أشكال العنف والاضطهاد. وذكر القائمون على مهرجان كان، فى تصريحات صحفية لمجلة «فارايتي» الأمريكية، أن تكريم «ديلون» جاء من منطلق كونه أيقونة سينمائية وممثلا أسطوريا وجزءا كبيرا من تاريخ كان، تمام كما فعلنا مع كلينت إيستوود وودى آلن وأنييس فاردا، وبدا من الأهمية بمكان بالنسبة لنا أن نحتفل بالممثل الأيقوني، لكنهم تجاهلوا الإجابة عن النقاط المحددة التى أثيرت ضده.