توافد الآلاف من مسيحيين والمسلمين من مختلف أنحاء الجليل، إضافة إلى المئات من الحجاج والسياح الأجانب، إلى مدينة حيفا، أمس الأحد، للمشاركة في المسيرة السنوية، المعروفة شعبيًا باسم "طلعة العذراء"، نسبة إلى المسيرة التي يقوم بها المواطنين، برفقة تمثال السيدة العذراء، من كنيسة اللاتين في البلدة التحتى وحتى دير "ستيلا ماريس" (المعروف أيضًا باسم "دير مار الياس") الواقع على الطرف الشمالي الغربي لجبل الكرمل. وشارك في المسيرة والتي تحتفل هذا العام بمرور 100 عام على بدئها، لفيف من الشخصيات الكنسية، من بينها المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية المطران بيير باتيستا بيتسابالا، ومطران أبرشية الأرض المقدسة المارونية المطران موسى الحاج، والقاصد الرسولي بالقدس المطران ليوبولدو جيريللي، والنائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين المطران بولس ماركوتسو، والنائب البطريركي للاتين في الناصرة الأب حنا كلداني، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات. جدير بالذكر أن تاريخ هذه المسيرة المريمية يعود للعام 1919، حين تم إعادة تمثال السيدة العذراء سيدة الكرمل إلى "دير مار الياس" بعد أن كان قد أنزل قبيل الحرب العالمية الأولى، وذلك باحتفال شعبي إيمانًا من سكان المدينة بأن العذراء ساهمت بحمايتهم خلال الحرب. ومسيرة سيدة الكرمل (طلعة العذراء) هي مسيرة تقليدية منذ عام 1919 وتأتي في الأحد الثاني بعد الفصح المجيد، وترمز هذه المسيرة إلى الشكر إلى سيدة الكرمل التي حمت أهالي حيفا في الحرب العالمية الأولى من الموت والدمار. كما أن هذه الطقوس تجرى منذ العام 1919 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، بعد أن أصدر الجنود الأتراك في الحرب العالمية الأولى أوامرهم للرهبان الكرمليين بإخلاء دير مار إلياس وكنيسة العذراء الواقعة على جبل الكرمل في حيفا خلال 3 ساعات، خوفًا على تمثال العذراء من الضرر قاموا بإنزاله بواسطة عربة الدير إلى أسفل الجبل، إلى كنيسة الرعية اللاتين، والتي كانت في ذلك الوقت في ساحة الحناطير، وبقي الشخص هناك حتى نهاية الحرب. في نهاية الحرب قرر الرهبان مع مسيحيي حيفا إعادة الشخص إلى كنيسة العذراء ودير مار إلياس بتطواف وتراتيل وصلوات شكر لحمايتها لهم خلال الحرب، والذي كان أيضًا بمثابة نذر. وأعيد شخص العذراء يوم الأحد بعد الفصح، عام 1919. إلى يومنا هذا يوضع التمثال على عربة (سيارة من دون محرك) وتربط بثلاثة حبال وتجر إلى أعلى الجبل على يدي المواطنين، وتقوم النساء بالوفاء بنذورهن صاعدات إلى أعلى الجبل حافيات القدمين، المسافة المقدرة هي 3500 متر صعود.