استعدادات وزارة الأوقاف لاستقبال الشهر الفضيل.. ملتقيات دينية للتوعية داخل المساجد خلال رمضان.. ونشاط مكثف للوعاظ

يستعد العالم الإسلامى وفى القلب منه مصر، لاستقبال شهر رمضان بعد أيام قليلة، وأعلنت مشيخة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، تعاونهما لأول مرة فى مجال العمل الدعوى والتوعوى على مدار الشهر، من خلال تنظيم نحو ألف ملتقى بالمساجد الكبرى، يشرف عليها مجمع البحوث الإسلامية.
1200 ملتقى فكرى تنطلق فى الثالث من رمضان
وأعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، التنسيق مع مشيخة الأزهر فى إطار الاهتمام بالملتقيات الفكرية الرمضانية، لإقامة 1200 ملتقى فكرى خلال شهر رمضان، بهدف بيان يسر وسماحة الإسلام، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية، والعمل على ترسيخ أسس التعايش السلمى بين الناس جميعًا، من خلال ألف مسجدٍ من المساجد الكبرى بواقع ثلاثة لقاءات أسبوعية، يحاضر فى كل لقاء إمام من أئمة الأوقاف، وواعظ من وعاظ الأزهر، أو أستاذ من أساتذة الجامعة.
وأوضح جمعة، أن الملتقى الفكرى الإسلامى لهذا العام سيبدأ يوم 3 رمضان، ويتضمن تخصيص بعض الملتقيات خلاله للحديث عن قضايا المرأة من خلال مشاركة الواعظات، مشيرًا إلى أن مديرى المديريات سيعملون من خلال التنسيق مع المحافظين على إقامة ملتقيات فكرية فى المساجد الكبرى أو السرادقات.
وأوضح الوزير، أن الهدف هو إعداد المساجد مبنى ومعنى لاستقبال الشهر الفضيل، مع تحويل المساجد طوال الشهر الكريم إلى واحة دعوية وسطية سمحة تنطق بسماحة الإسلام ويسره دون إفراط أو تفريط، مع تفعيل دور لجان البر على مستوى الجمهورية فى شهر الخير، شهر الجود والكرم والاهتمام بالأسر الأولى بالرعاية فى المناطق الأولى بالرعاية، مشددًا على رفع قيمة مكافأة صلاة القيام إلى مستويين، أولهما خمسة آلاف جنيه لكل إمام، ويبلغ عددهم 37 إمامًا، والثانى ألفا جنيه.
ضوابط الاعتكاف ومكبرات الصوت
وقال رئيس القطاع الدينى بالوزارة، الشيخ جابر طايع، إن ضوابط شهر رمضان التى ستقررها الوزارة خلال الشهر الفضيل، هى ذاتها المعتمدة خلال الشهر المنصرم من العام الماضي، حيث يمتنع استخدام مكبرات الصوت خارج المسجد، خلاف قصر الاعتكاف على المسجد الجامع دون الزوايا والمصليات.
وتابع طايع فى تصريحات ل«البوابة»، بأن من ضوابط الاعتكاف أيضًا أن يكون تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف أو واعظ من وعاظ الأزهر الشريف أو خطيب مصرح له من وزارة الأوقاف تصريحًا جديدًا لم يسبق إلغاؤه، وأن يكون المكان مناسبًا من الناحية الصحية ومن حيث التهوية وخدمة المعتكفين، بناء على تقرير يرفع من مدير الإدارة التابع لها المسجد لمدير المديرية.
وشدد على ضرورة أن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافيًا ومعروفون لإدارة المسجد، وأن يكون عددهم مناسبًا للمساحة التى يقام بها الاعتكاف والخدمات اللازمة للمعتكفين، ويقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين فى الاعتكاف وفق سعة المكان قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل، وتكون إدارة الأوقاف التابع لها المسجد مسئولة مسئولية كاملة عن إدارة شئونه وعن أى خلل يحدث فيه، وعليها متابعته متابعة تامة، وأيضًا يتم اعتماد المسجد من قبل وزارة الأوقاف كمسجد مصرح له بالاعتكاف، وستنشر أسماء المساجد المصرح لها بالاعتكاف على موقع الوزارة فور اعتمادها ولن يسمح بمخالفة الضوابط السابقة، وفى حالة مخالفتها يعد اجتماعًا خارج إطار القانون تتخذ ضده الإجراءات اللازمة.
دور الواعظات
وحرص وزير الأوقاف من خلال لقائه منذ أيام بعددٍ من واعظات الوزارة على بيان دورهن خلال الشهر الكريم، والذى تضمن التشديد على ضرورة التواجد فى مصليات النساء وإجابتهن فيما يخصهن من أمور تتعلق بالصيام وغيره من مسائل المستجدات المعاصرة.
وقالت الدكتورة يمنى أبو النصر واعظة: إن دور الواعظات خلال الشهر الكريم يتمحور حول التواجد بالمصليات وبين النساء، وتكثيف الخطب والدروس، نظرًا للإقبال الشديد ومحاولة استثمار الفرصة فى الدعوة إلى الله، وبيان الأحكام التى تواجه المرأة سواء تلك المتعلقة بالصيام أو المشاكل الحياتية.
ملتقيات الفكر الإسلامى
وقال عبدالغنى هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: إن ملتقيات الفكر الإسلامى بساحة الإمام الحسين، ستعمل على استكمال ما بدأته الأعوام الماضية، من ملتقيات فكرية تتناول القضايا والمستجدات المعاصرة وفق الإسلام ورسالته بما تحمله من وسطية، مشيرًا إلى أن الملتقى سيتضمن حضورًا لشخصيات عامة وسياسية ومفكرين إلى جانب علماء الأزهر والأوقاف.
وأكد هندي، أن الملتقى الإسلامى سيشهد حضورًا لوزراء «التعليم، التعليم العالي، الري، العدل، والانتاج الحربي»، إلى جانب محافظ القاهرة، ونقيب الصحفيين، ورؤساء الهيئات القضائية، والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، وأعضاء كبار العلماء، وأعضاء مجلس الشئون الإسلامية، وأيضًا مشاركة واسعة للمرأة والشباب.
نشاط مكثف للوعاظ
فيما يبحث الأزهر عن استمرار عمله الدعوى وقوافله التى تجوب المحافظات شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا، حيث عقد مجمع البحوث الإسلامية برتوكولا للعمل المشترك مع الأوقاف يقضى بمشاركة 12 ألف فعالية على مدار الشهر، ب1000 مسجد جامع.
بالإضافة إلى ذلك أطلق المجمع خطة شاملة لتنفيذ مجموعة من البرامج التوعوية خلال شهر رمضان المبارك، تشمل 11 برنامجًا تقوم على مواجهة مباشرة للمشكلات المجتمعية المتجددة، يتم تنفيذها من خلال وعاظ الأزهر المنتشرين على مستوى الجمهورية، وعبر الفيديوهات والمعلومات على المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويركز البرامج على الاحتياجات الحقيقية لأفراد المجتمع، وتلامس واقعهم بشكل مباشر، خاصة فيما يتعلق بمسئولية الإنسان فى الحياة، وقيم المساواة والرحمة والإيثار والتكافل، وأثر ذلك فى استقرار المجتمع، كما تركز على أسس التعايش السلمي، ودور المرأة فى حياة المجتمع، وغير ذلك من القيم المهجورة، وتتضمن فعاليات البرامج الرمضانية عدة برامج على رأسها الإنسان ومسئوليته فى الحياة، ويركز هذا المحور على بيان مسئولية الإنسان فى أى موقع، وأهمية استشعار تلك المسئولية نحو الأسرة والمجتمع والوطن، ويوضح دور الإنسان فى الحياة وضرورة تحمل المسئولية وإدراك معانى الانتماء للوطن.
بينما البرنامج الثانى يتضمن قيم الرحمة والتكافل والتعاون وأثرها فى استقرار المجتمع، فى حين البرنامج الثالث يشمل الأخوة الإنسانية وثقافة الاختلاف، ويركز على بيان الرؤية الإسلامية للعلاقات الإنسانية التى تؤكد على الأخوة بين الناس جميعا انطلاقا من قيم التعارف.
كذلك يتضمن البرنامج الرابع دور المرأة فى دعم استقرار المجتمع، ويؤكد على دور المرأة فى المجتمع، وكونها شريك الرجل فى شتى مناحى الحياة، والخامس يتضمن الإيجابية وبناء الأوطان، ويركز على تنمية الجوانب الإيجابية عند كل مواطن بما يسهم فى بناء الوطن ورفض السلبية والتشاؤم.
دار الإفتاء
بينما أصدرت دار الإفتاء كتابًا للتعريف بالصيام وأحكامه، وذلك تزامنًا مع اقتراب شهر رمضان لعام 1440 ه، والذى تستعد الدار لاستطلاع رؤية هلاله خلال الأسبوع الأول من شهر مايو المقبل.
وتضمن الكتاب الذى يحرره الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، تعريفًا بالصوم ومشروعيته، وموجباته ومبطلاته وأركانه، إلى جانب الأحكام الخاصة بأصحاب المرض والأعذار ممن يصعب عليهم الصيام.