تواصل محافظة الأقصر، تنفيذ مشروع الهوية البصرية فى عدد من المناطق الحيوية والأثرية بالمدينة منها معبد الأقصر ومعبد الكرنك وطريق الكباش طبقًا للخطة الموضوعة لتنفيذ المشروع بناء على الواقع المرصود والأهداف المرجوة، وذلك من خلال إطلاق الشعار الموحد وتثبيته على اللافتات فى المطار ومحطة القطار والهيئات والمؤسسات والمشروعات المحلية والقومية والدولية للمدينة وعلى كل المزارات الأثرية بالبر الشرقى والغربي. وتتولى الجامعة الألمانية بالقاهرة، تنفيذ مشروع الهوية البصرية لمحافظة الأقصر، وذلك بناء على تكليف رئاسي، حيث انطلق المشروع منذ عدة أشهر، بالتعاون مع الجامعة الألمانية، بهدف ترسيخ مفاهيم الهوية والترويج السياحى لمصر وإظهار الأقصر بشكل شبابى عالمى جديد، ودعم التاريخ والآثار الفرعونية التى تهم شباب مصر والعالم أجمع من الذين يهتمون بالتراث الفرعونى خاصة بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن تبنيه للمشروع، والبدء من محافظة الأقصر، وذلك فى المؤتمر الوطنى للشباب بجامعة القاهرة. وفى وقت سابق كانت المصممتان المصريتان ياسمين والي، استشارى إدارة أعمال، وغادة والى مصممة جرافيك، خريجتا كلية التصميم التطبيقى بالجامعة الألمانية بالقاهرة، قد اقترحتا مصطلح «الهوية المصرية» أثناء فعاليات المؤتمر السادس للشباب، مناشدتين الرئيس السيسي، استغلال الهوية القومية التى تتمتع بها مصر فى تصميم هوية بصرية لمدنها حاذية حذو الكثير من مدن العالم التى صنعت منها هويتها البصرية شخصية فريدة جاذبة للسياحة والاستثمار، مثل عدد من المدن العالمية التى استخدمت بعض الشعارات كهوية بصرية مميزة لها من بينها «مدينة دبى بدولة الإمارات، ونيويورك بالولايات المتحدة وأمستردام بهولندا وبلفاست بأيرلندا وميلبورن بأستراليا وفينيس بإيطاليا وأخيرا مدينة براغ التشيكية»، مؤكدين أن الهوية البصرية تعنى الثبات والاستمرارية، وأن الشعار الجديد للأقصر الذى كان متغيرًا أصبح ثابتًا، ويعكس معالم محافظة الأقصر ويهدف إلى تعديل الصورة الذهنية للسائحين عنها بأنها مدينة للشباب وليست مدينة قديمة فقط بل مدينة حية تعمر بالثقافة والحركة والسياحة، كما يستهدف زيادة عدد الزائرين داخليًا وخارجيا واستهداف الشباب محليًا ودوليًا. واتخذ المشروع من الأقصر انطلاقه له فى ال الثامن من إبريل من العام الماضى 2018، وتسلم محمد بدر، محافظ الأقصر السابق، دليل هوية المحافظة حيث تم تصميم دليل الهوية بمشاركة 300 خبير من الجامعة الألمانية ما بين مصرى وألمانى و500 طالب لتطوير المحافظة بالكامل وإعداد مشروعات فى العمارة وغيرها، وتبنت الجامعة الألمانية استضافة الموقع الإلكترونى للمحافظة الخاص بعرض تسويق المحافظة إلكترونيا لتقديم الخدمة، وإهداء محافظة الأقصر أنواع الخطوط التى اشترتها الجامعة الألمانية لتصميمها لأنها ستصبح خاصة بالمحافظة الأقصر، وتولى مهمة تصميم كتالوج الهوية الوطنية فريق من أعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم التطبيقية والفنون بالجامعة الألمانية. أما عن أبرز ملامح المشروع، فهو يمثل الجوانب الرئيسية لمدينة الأقصر حيث استوحى من المعتقدات والرموز الفرعونية القديمة، الشعار مستوحى من حروف كلمة الأقصر باللغة الإنجليزية LUXOR فكل حرف له دلالة معينة، فحرف L يمثل الزاوية القائمة والغالبة على الهندسة المعمارية لمدينة الأقصر، وحرف U مستوحى من ممرات المعابد ورمز لمعتقدات الفراعنة فى الحياة الأخرى، وحرف X يمثل موقع المدينة ما بين البرين الشرقى والغربى والتقائهما عند نهر النيل، وحرف O رمز يمثل عاملين أساسيين فى مدينة الأقصر هما «الشمس والنيل» كمصدر للحياة، وحرف R يمثل عين حورس التى تمثل الرؤية الثاقبة والحكمة لمصر الفرعونية. من جانبهم، أعلن فريق عمل مركز هوية مصر بالجامعة الألمانية بالقاهرة، أنه وفقا للتكليف من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، فقد تقرر تعميم مبادرة الجامعة للهوية البصرية لمحافظة الأقصر بجميع محافظات مصر، وذلك بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بعد أن طالب العديد من الخبراء بتنفيذه فى كل المحافظات وعلى رأسها القاهرة التى تحتوى عددا من المزارات غير المشهورة مثل الكوربة وقصر البارون وآثار بكل أنواعها. وعلى صعيد الفن، أكد الدكتور أحمد جمال عيد الفنان التشكيلى ومدرس التصميم بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، ل«البوابة»، أن مبادرة «الهوية البصرية لمصر» هى مبادرة رائعة ومتميزة الهدف منها أن يتم ابتكار هوية بصرية لكل محافظات مصر، مشيرا إلى أن الهوية ليست شعارا (لوجو) للدولة والمحافظة، ولكنها تشمل كل ما يحيط زائر الدولة من ملصقات ومجموعة لونية ولافتات إرشادية وأعلام ترويجية، كما يتم استخدامها فى الهدايا التسويقية، كما أن هناك دولا كبرى تستخدم هذه الهوية التى تعكس ثقافاتها وحضاراتها، ولها مدلول مباشر على مواطنيها وعلى زوار هذه الدول، لافتا إلى أن هناك دولا تقيم مسابقة دولية لتصميم الهوية البصرية. وأضاف عيد، أن الهوية البصرية مرتبطة بالفن ارتباطًا وثيقًا، وذلك لكون الهوية تتعلق بالألوان والشعارات، مشيرا إلى أن طلبة وأساتذة الفنون على أتم الاستعداد، لتناول الأدوات التسويقية، من خلال دعم المدينة التاريخية، وهو الهدف السامى لدى الجميع، فالكل يتكاتف من أجل إبراز وتنشيط السياحة للمحافظة، والنماذج العالمية هى خير مثال لنجاح تلك التجربة الفريدة من نوعها، التى ستسهم فى عودة السياحة للأقصر، ونتمنى أن تعمم وتستثمر سياحيا واجتماعيا.