«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالرحيم علي يحاور جورج مالبرونو مؤلف كتاب "أوراق قطر"..الكاتب الفرنسي يكشف في أول وأجرأ حوار.. أسرار ما وراء الكتاب.. كيف حصل على تلك الوثائق .. وكيف وصل التمويل القطري ل 80% من أوروبا؟
نشر في البوابة يوم 09 - 04 - 2019

اتساع شبكة التمويل القطري ليشمل 15 دولة في أوروبا
90% من مساعدات "قطر الخيرية" تذهب لجمعيات قريبة من التنظيم الدولي للإخوان
تربطنى بالكاتب الصحفى الفرنسي، الأشهر فى صحيفة «لوفيجارو»، جورج مالبورنو، والصحفى الفرنسى كريستيان شينو، المراسل بإذاعة فرنسا الدولية، علاقة صداقة خاصة، منذ أن جئت إلى فرنسا، وأسست مركز دراسات الشرق الأوسط، فى باريس.
تعرفت عليهما منذ عامين، وأجرى «مالبورنو»، معيَّ حوارين، وحضر عددًا من الندوات، التى أقمتها، ونشر عدة مقالات، فى مجلة «المرجع»، للدراسات المتخصصة فى شئون الإسلام السياسى وقضايا الإرهاب، والتى يصدرها مركز دراسات الشرق الأوسط، فى باريس، الذى أشرف برئاسته.
دعوته لزيارة القاهرة، لمتابعة الانتخابات الرئاسية السابقة، ومكث فى القاهرة أكثر من أسبوعين، وهو صحفى مشاغب، يعشق امتطاء الصعاب، كنا نتقابل كثيرًا، ونستمع إلى بعضنا البعض، وفجأة اختفى الصحفيان الفرنسيان «مالبورنو» و«شينو»، وظهرا بعد عام، ومعهما هذا الكتاب.. وعندما سألتُه: لماذا لم تظهر طوال الفترة الماضية. أشار بيده إلى الكتاب، الذى يحمل عنوان «أوراق قطر»، والذى قدم ليّ نسخة منه كهدية.
وحول هذا الكتاب، كان ل«البوابة نيوز» معه هذا الحوار...
■ فى البداية سألته؛ هذا ثالث كتاب لك، فهل أصبحت متخصصًا فى الكتابة عن قطر؟
- بالعكس هى صدفة، فقد نشرت الكتاب الأول عن قطر، عام 2013، مع زميلى كريستيان شينو، بعنوان: «قطر.. أسرار الخزينة المصفحة»، حول كيف تطورت قطر، من دولة صغيرة، تتكون من مجموعة من الصيادين، إلى أن أصبحت كما هى عليه الآن، دولة غنية.
ثم نشرنا الكتاب الثاني، بعنوان: «الأمراء.. أصدقاؤنا الأعزاء»، ولم يكن فقط عن قطر، ولكن كان عن الخليج بشكل عام، وعلاقات بعض الأمراء بالإسلاميين، والآن يأتى هذا الكتاب، الثالث، تحت عنوان: «قطر شاريتي».
وكتبنا بشكل عام، ليست موجهة ضد قطر، كما يفهم البعض، لكنها محاولة لفهم كيف حققت تلك الإمارة الصغيرة كل ذلك النجاح. وقد خصصنا ثالث كتبنا، هذا، للحديث عن منظمة قطر الخيرية، وهى منظمة غير حكومية، تعمل داخل أوروبا، ونحن نتابع أنشطتها فى تمويل المؤسسات الدينية فى أوروبا.
■ وهل تعتقد أن محاولات قطر أدلجة المجتمعات الأوروبية، والتدخل فى شئون تلك المجتمعات، ودعم تنظيمات متطرفة، هو نجاحٌ لتلك الإمارة الصغيرة؟
- لا.. لم أقصد ذلك، ما أسميه قصة نجاح، هو الفرق بين ما كانت عليه قطر، منذ أربعين عامًا، وما أصبحت عليه الآن، مثلها مثل دبي، هما قصة نجاح، وبالمناسبة كل ما تقوم به قطر من تمويلات، من خلال مؤسسة قطر الخيرية، يتم بشكل قانوني، لكن الخطير فى الأمر أنه خفى نوعًا ما، وهناك شبهات عديدة، تحوم حوله، ولقد عملنا على هذه القضية، على وجه الخصوص، لكن ليس لنا موقف مسبق، من قطر، أو غيرها من الدول.
■ منذ متى تعملان على هذا الكتاب؟
- لقد استغرق العمل على هذا الكتاب، عامين كاملين؛ عامٌ لترجمة المستندات، وعامٌ للتحقيق فيها، ذهبنا إلى ليل وميلوز، وإلى المدن، التى تستثمر بها قطر الخيرية، وذهبنا إلى سويسرا، وبريطانيا، وألمانيا، وكوسوفو، وأيضًا إلى قطر. وبالتوازى مع الكتاب أعددنا فيلمًا تسجيليًا، سيتم إذاعته، فى سبتمبر المقبل، على عدة قنوات أوروبية وعربية.
لقد كان تحقيقًا ميدانيًا كبيرًا. كان يجب علينا أن نتأكد، وأن نوثق المعلومات التى حصلنا عليها، وأيضًا أن نواجه هؤلاء المسئولين، بالخطاب المزدوج الذى يتبنونه. وعندما كنا نسألهم: من يمول مسجدكم، هل هم المصلون؟، كانوا يقولون إنهم لم يتلقوا أموالًا من أى مكان، فكنا نعرض عليهم المستندات التى حصلنا عليها، ليضطروا فى النهاية للاعتراف بأنهم تلقوا أموالًا من الخارج، من مؤسسة قطر تحديدًا.
■ هل هناك علاقة ما بين الكتاب والفيلم الوثائقي، أم أن كلًا منهما على حدة؟
- هما نفس الشيء؛ الفيلم الوثائقى هو النسخة المرئية للكتاب، بالطبع ستكون به اختلافات قليلة، لكنه مبنى على نفس المعلومات.
■ ومتى سيُذاع الفيلم الوثائقي؟
- خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2019، على قناة «آر تي».
■ أنا صحفي، وأعلم أن سؤالى سيكون صعبًا، لأنى واجهته من قبل، فى مناسبات عديدة، لكن يحب فى النهاية أن أوجهه، رغم أننى تقريبًا أعلم إجابته مقدمًا.. كيف حصلتم على تلك الوثائق؟
- بعث إلينا أحدُ الأشخاص المجهولين بالطبع، خطابًا بالبريد، به فلاشة، عليها باسوورد لفتحها، وقال لنا اصنعوا بهذه المعلومات شيئًا مفيدًا، وكانت تلك هى الوثائق، التى عملنا منها الكتاب.
■ ومتى تم إرسال ذلك الخطاب بالضبط؟
- كان ذلك فى نهاية عام 2016.
■ بما عرضته فى كتابك، من تمويل خفى لبعض الأنشطة الخاصة بالتنظيم الدولى للإخوان المسلمين؛ هل هناك خطرٌ على أوروبا؟، وماذا يجب على الدولة الفرنسية والدول الأوروبية أن تفعله؟
- ربما حتى الآن لا يوجد خطرٌ كبير، ولكن كتابنا بمثابة جرس إنذار، لأنه ربما يكون هناك خطرٌ على المدى المتوسط. لقد فوجئنا باتساع شبكة التمويل القطري، ليشمل 15 دولة فى أوروبا، و140 مشروعًا، وما بين 70 و80 مليون يورو من الاستثمارات. لقد فوجئنا أيضًا بطبيعة المشاريع؛ فبعضها غريب، كمشروع تحويل كنيسة إلى مسجد، وإنشاء مركز إسلامى فى مدينة جيرسي، التى يقطنها 400 مسلم فقط.
وما كان مثيرًا أيضًا، هى المراسلات بين مؤسسة قطر الخيرية، والمستفيدين من التمويل. كانت قطر الخيرية تضع شروطًا وأهدافًا أيضًا. كانوا يقولون مثلًا: نريد أن نُحييّ الروح الإسلامية للجاليات المسلمة فى أوروبا. نريد أن نشجع الدعوة. نريد دعم التعليم وبناء مدارس.. إلخ. كان ذلك مثيرًا، لأننا كنا بصدد اكتشاف الرغبات والأهداف الحقيقية لمؤسسة قطر الخيرية، وليس من المفترض أن تكون هذه الرغبات علنية.
■ هل تعتقد أن الهدف هو أسلمة تلك المجتمعات، أم أخونة تلك المجتمعات؟
- لقد لاحظنا أن 90٪، من المساعدات التى تقدمها قطر الخيرية، تذهب لجمعيات قريبة من التنظيم الدولى للإخوان المسلمين. توجهنا للمسئولين هنا فى فرنسا، وسألناهم: ما هدف قطر من وراء ذلك؟، إن هدف قطر هو أن تكون مؤثرة فى سوق الإسلام فى أوروبا، كما فعلت المغرب والجزائر، اللتان لعبتا دورًا تاريخيًا فى هذا الموضوع. والآن أصبح لدينا أيضًا تركيا وقطر. أهداف قطر الخيرية، هى إحياء الروح الإسلامية للجاليات المسلمة، ودعم الدعوة والتعليم الإسلامي، من خلال المساعدات التى تقدمها لبعض المدارس، كل هذا واضح؛ هذه هى أهداف المنظمة المذكورة فى المستندات والوثائق التى حصلنا عليها.
يجب أن نذكر أن الإخوان المسلمين، لن يستولوا على السلطة فى فرنسا. إن عددهم لا يتعدى الألف شخص. وإن هذا التمويل غير موجه للإرهاب، لكن الخطر يكمن فى أن هذه الجمعيات التى تستقبل هذه الأموال، والتى تدعو للإسلام الوسطي، كما تزعم، الذى يدعو إليه يوسف القرضاوي، وطارق رمضان، وسيد قطب، هدفُها مواءمة القوانين الفرنسية لمبادئ الإسلام السياسي، ومن أمثلة ذلك؛ محاولة الحصول على حق ارتداء الحجاب للفتيات، والحصول على مواعيد مختلفة للصبيان والفتيات، فى حمامات السباحة.. إلخ.
هناك شيءٌ كان يتكرر دومًا أثناء التحقيق، وهو أن هذه المساعدات تستهدف بناء مراكز إسلامية، هذه المراكز يمكن أن نسميها مساجد للمعيشة. هناك قاعة للصلاة مخصصة للرجال، وقاعة أخرى مخصصة للسيدات. هناك فصول دراسية لتعليم القرآن واللغة العربية. هناك أيضًا مركز تجاري، وحمام سباحة، وفى بعض الأحيان مستودع للجثث. إنه الإسلام الشامل؛ من الولادة، وحتى الموت، كما يدعو إليه الإخوان المسلمين.
■ وهل هناك أيضًا كتبٌ تُدَرّس لكل من: سيد قطب وحسن البنا؟
- نعم؛ لقد وجدنا بالفعل فى مكتبات تلك المراكز الإسلامية، كتبًا لكل من يوسف القرضاوي، وسيد قطب.
■ ألا تعتقد أن القول بأن أوروبا مجتمع كافر، وتلقين الشباب هذه المعلومات والمفاهيم، التى تملأ كتب سيد قطب، يمثل دعوةً لبناء كوادر إرهابية، ودعوة للإرهاب؟
- ليست دعوة للإرهاب. لأن المخابرات الفرنسية أخبرتنا أن مسئولى هذه المساجد، يلعبون لعبة وزارة الداخلية. فهم يخبرون الوزارة عندما يجدون شخصًا له فكرٌ غريب. لكن يمكن الانتقال بسهولة من فكر الإخوان إلى الفكر الجهادي. لقد حدث أن شخصًا أو اثنين كانا يترددان على تلك المساجد، ثم انزلقوا فى الفكر الجهادي. لكنه ليس تمويلًا مباشرًا للإرهاب.
■ هل تعلم كصحفى فرنسي، كم عدد الإرهابيون، الذين خرجوا من تلك المراكز، ونفذوا تفجيرات فى فرنسا وفى أوروبا؟
- لا أعلم، وليس هذا هو الهدف من الكتاب.
■ نحن لا نتحدث عن هدف الكتاب. نتحدث عن مركز أو مدرسة، يخرج منها أحيانًا إرهابيين، يرتكبون عمليات إرهابية، نتيجة لتعاليم سيد قطب. فكيف يمكن لنا ألا نربط بين ذلك، وبين الإرهاب؟
- ليس هذا موضوع الكتاب.
■ أقدر موقفك؛ فما أهم المعلومات التى فاجأتك أثناء عملك فى هذا الكتاب؟
- كما قلت لكم، إنه حجم التمويل. فهناك 140 مشروعًا، وتحويل كنيسة إلى مسجد. نتساءل عن ذلك. أيضا فى جيرسى هناك 400 مسلم فقط، لماذا يبنى مركز كبير. شيءٌ آخر كان مفاجئًا لنا. فى مدينة ليل، هناك مدرسة ثانوية خاصة، هى مدرسة ابن رشد. لقد مولت مؤسسة قطر الخيرية هذه المدرسة، بملايين اليوروهات. وفى وقت ما أرادوا شراء المدرسة. لقد صرح لنا بذلك أحد المسئولين فى المدرسة. لقد وضعوا أموالًا كثيرة فى هذه المدرسة، فلما لا يشترونها. إذن حجم التمويل، وأيضًا التنظيم المحكم، يثير التساؤلات، فهناك تنظيم جيد.
■ وهل لديكم مشروعات أخرى، غير هذا الكتاب والفيلم؟
- نعم، أن أرتاح قليلًا.
■ هل هناك صحفى يفكر فى الراحة؟! لا يوجد صحفى يسعى لذلك.
- ما يجب أن نقوله، هو أنه كان هناك تبشير فى عام 2010، و2011، ولكن ابتداءً من 2017، ومع المقاطعة التى فرضتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين، على قطر، اضطرت منظمة قطر الخيرية، تحت الضغط، لتخفيض استثماراتها. لقد أخبر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، القطريين، أن عليهم أن يوقفوا هذا التمويل. وعندما اتصل الشيخ تميم بن حمد، أمير دولة قطر، بالرئيس «ماكرون»، ليهنئه، بعد أسبوع من انتخابه، قال له «ماكرون»، إنه على استعداد للدخول معه فى شراكة اقتصادية، لكنه لا يريد هذا التمويل القطري، عن طريق الجمعيات التى لا تخضع للرقابة فى فرنسا.
وأعتقد أنه منذ عام 2017؛ بذل القطريون مجهودات عديدة. حيث أصدروا قانونًا ينظم عملية التمويل. فالجمعيات الممولة، مثل: قطر الخيرية، لا تستطيع أن تتصرف وحدها، ويجب أن تمر عن طريق الهلال الأحمر، ووزارة الخارجية القطرية. وتقول السلطات الفرنسية إن قطر بذلت جهودًا حثيثة، منذ عام 2017، لكن يجب الاستمرار فى الضغط السياسي، على النظام القطري، حتى يستمر فى بذل الجهود.
■ أجرى الصحفى السويسرى «يان هامل»، فى مجلة «لوبوان»، تحقيقًا صحفيًا مخيفًا، نُشر فى المجلة الفرنسية، عن محاولات قطر إيجاد بدائل لتمويل الإخوان المسلمين، والتدخل فى شئون الدول الأوروبية، وذكر قصة على بن فطيس المري، ومجهوداته داخل فرنسا. فكيف ترى ذلك؟
- لم نتناول ذلك فى كتابنا. وليس لدينا معلومات عن ذلك.
■ لكنك صحفى فرنسى كبير وتتابع الأحداث؟!!
- نعم لكن يجب أن أتحقق من ذلك.
■ وهل تعتقد أن الحصار على قطر، وكلام الرئيس ماكرون، سيحد من ظاهرة التمويل، أم أن القطريين سيستمرون فى تمويل الأنشطة الإخوانية فى أوروبا عمومًا، وفرنسا خصوصًا؟
- لقد بدأوا بالفعل، فى الحد من هذا التمويل. عندما ذهبنا إلى قطر الخيرية، قال لنا أحدهم إن المنظمة لديها بعض المشاكل، وإنها لا تستطيع التمويل، كما كان فى السابق. لقد أغلقوا على سبيل المثال، مكتبَهُم فى لندن، لكنهم فتحوا مكتبًا آخر باسم نيكار ترست. إنهم تحت الضغط، قللوا من التمويل، لكن ليس بالقدر الذى يسمح بإيقاف المساعدات تمامًا.
هذا الكتاب يظهر مدى سخافة الوضع فى فرنسا. هناك جالية فرنسية مسلمة، تسكن أحياء فقيرة، وأماكن غير لائقة، وهو ما يُسمى بإسلام الكهوف. لا يأخذون أموالًا من الدولة. لنفترض أن شخصًا يريد بناء مسجد، يقوم هذا الشخص بجمع الزكاة، وبما أن أموال الزكاة لا تكفي، يظهر أحدُ الأثرياء، من أى مكان؛ السعودية، أو بيت الزكاة الكويتي، أو الممولين القطريين، وغيرهم. كل ذلك قانوني. يجب أن نضع حدًا لهذا الوضع السخيف. لذلك يريد «ماكرون» إيقاف التمويل الأجنبي، ومعرفة من أين تأتى الأموال. إنه يريد أن يكون هناك تمويل داخلي وذاتي يسمح لمسلمى فرنسا ببناء مساجد لائقة.
■ وهل تلقيت أى ردود أفعال من الحكومة الفرنسية، أو القطرية، على هذا الكتاب؟
- نعم؛ كانت هناك ردود أفعال على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، خاصةً عندما أعلنا عن المرتب الذى يتقاضاه طارق رمضان (حفيد حسن البنا، مؤسس تنظيم الإخوان) من قطر، وقد أثار ذلك ردودَ فعلٍ واسعةٍ، على شبكات التواصل الاجتماعي.
الكاتب الصحفى عبدالرحيم علي: شكرًا جورج، وبالتوفيق، ومنتظرين مشاهدة الفيلم الوثائقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.