قال رئيس مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) "لي كه تشيانغ"، إن الصين تؤيد بشدة عملية التكامل الأوروبي ووحدة الاتحاد الأوروبي ونموه، مشيرا إلى أهمية الدور الأوروبي في الشؤون الدولية. أضاف تشيانغ- في تصريح خلال زيارته بروكسل لحضور الاجتماع ال21 لقادة الصين والاتحاد الأوروبي نقلتها وسائل إعلام صينية- اليوم الثلاثاء- أن الصين وأوروبا قوتان كبيرتان وسوقان كبيرتان في الساحة الدولية، كما أنهما شريكتان مهمتان لبعضهما البعض، وأنه يتطلع إلى تبادل عميق لوجهات النظر مع الجانب الأوروبي بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك على أساس الاحترام المتبادل والتشاور والتنسيق والنتائج المربحة للجانبين. وأشار إلى أن الصين تأمل في توصل الجانبين إلى توافق واسع في التعاون العملي، وتحقيق تقدم ملموس في مفاوضات اتفاقية الاستثمار بين الجانبين من أجل زيادة إثراء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي، وتوجيه دفة العلاقات الثنائية نحو مستويات أعلى، ومجالات أوسع. وأوضح تشيانغ أنه في الوضع الراهن، فإن الصين مستعدة للعمل مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز التنسيق والتعاون في القضايا الدولية، وتدعيم التعددية والتجارة الحرة، وتوطيد الأهمية العالمية والاستراتيجية لعلاقاتهما، والإسهام في السلام والاستقرار والازدهار على المستوى العالمي. وفي مقال موقع باسمه في صحيفة (هاندلسبلات) الألمانية حمل عنوان "تبني الانفتاح والتعاون من أجل المنفعة المتبادلة" تزامنا مع بدء زيارته لأوروبا، حث رئيس وزراء الصين على تعاون أوثق بين الصين وأوروبا من أجل النفع المتبادل. وأشار تشيانغ إلى تزايد الشكوك وعدم الاستقرار في الوضع الدولي، وتصاعد نزعات الحمائية والأحادية ومناهضة العولمة، مشددا على أنه في ظل هذه الأوضاع، تحتاج الصين وأوروبا إلى التمسك المشترك بالتعددية، ونظام التجارة الحرة عبر تبني منظور استراتيجي وعالمي ومنهج عقلاني. ولفت تشيانغ إلى أن الجانبين يحتاجان إلى العمل معا لتعزيز اقتصاد عالمي مفتوح، ومواجهة القضايا طويلة الأجل، فضلا عن التحديات الجديدة التي تواجه المجتمع البشري، من أجل ضخ الاستقرار في عالم تتزايد فيه الشكوك. ونوه تشيانغ بأن الصين ستواصل التعاون مع الاتحاد الأوروبي في نطاق واسع من القضايا، مثل: تدعيم اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وتعزيز التنمية المستدامة، والتمسك بخطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالقضية النووية الإيرانية ومكافحة الإرهاب. وأوضح أن الصين مستعدة أيضا لتعزيز التواصل وبناء توافق مع الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا تشمل تعزيز إصلاح منظمة التجارة العالمية لاستيعاب مصالح وشواغل كل الأطراف بشكل كامل، وتعزيز حماية مصالح أغلبية أعضاء منظمة التجارة العالمية. وقال رئيس مجلس الدولة الصيني إن الأعوام ال40 الماضية شهدت تضاعف التجارة البينية 250 مرة، وإن الاتحاد الأوروبي ظل أكبر شريك تجاري للصين على مدى 15 عاما متتالية، في الوقت الذي كانت فيه الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي على مدى أعوام متتالية، موضحا أن التجارة البينية سجلت رقما قياسيا جديدا بلغ 16ر682 مليار دولار عام 2018، وأن كل عام يشهد نحو 8 ملايين زيارة متبادلة بين الجانبين، وكل أسبوع يشهد أكثر من 600 رحلة جوية تربط بين الجانبين. وأكد تشيانغ أن الصين بعدما فتحت أبوابها على العالم، فإنها لن تغلقها بل ستزيد من اتساعها، وأن المزيد من الشركات الأوروبية تستفيد من إجراءات الإصلاح والانفتاح الحديثة في الصين. واعتبر تشيانغ أن قانون الاستثمار الأجنبي، الذي تبنته الصين حديثا، يهدف إلى توفير حماية أفضل للمستثمرين الأجانب وجعل الصين أكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي. وتشمل جولة رئيس وزراء الصين الأوروبية ، التي بدأت أمس وتستمر خمسة أيام ، بروكسل لحضور الاجتماع ال21 لقادة الصين والاتحاد الأوروبي، وكرواتيا في زيارة رسمية لحضور الاجتماع الثامن لقادة الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
