يصدر، قريبًا، عن دار الساقي في لبنان، كتاب "مأزق الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" من تأليف رالف هيكسل مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسّسة "فريدريش إيبرت"، يورك جيرتل أستاذ في الدراسات العربيّة والجغرافيا الاقتصاديّة في جامعة لايبزيغ، ألمانيا. وأجرى فريق دوليّ من الباحثين مسحًا، شملَ 9 آلاف شخص، تتراوح أعمارهم بين ستّ عشرة وثلاث وثلاثين سنة من: البحرين، ومصر، والأردن، ولبنان، والمغرب، وفلسطين، وسوريا، وتونس، واليمن. نتج عن ذلك دراسة متعمّقة لوضع الشباب هي الأكثر شموليّة حتى اليوم. ونظرًا إلى سرعة تطوّر الأحداث، كانت النتائج غير متوقّعة في حالات كثيرة. وبعد سنوات على الثورات العربيّة، تدهور الوضع الاجتماعيّ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واتّسعت حالات فقدان الأمان السياسيّ والاقتصاديّ والشخصيّ، بينما انخفضت مداخيل النفط وتهاوت عائدات السياحة، على خلفيّة تصاعد الصّراعات المسلّحة وتفكيك هيكليّات الدولة، أُجبر كثيرون على ترك ديارهم، الأمر الذي ولّد الملايين من المشرّدين داخليًّا واللاجئين، وغالبًا ما يكون الشباب هم الأكثر تضرّرًا نتيجة الاضطرابات، فكيف يتعاملون مع تلك الشكوك المستمرّة، وما الذي يدفعهم إلى السعي لتحقيق أحلامهم الخاصّة رغم تلك الصعوبات؟.