قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إن تجديد الخطاب الديني، أمر ثابت فى الإسلام، بنص صريح، وهو قول النبى (صلى الله عليه وسلم): «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها»، مشيرًا إلى أن جامعة الأزهر، بدأت صياغة استراتيجية علمية شاملة. وأضاف «المحرصاوي»، ل«البوابة نيوز»، أن هذه الاستراتيجية، تعالج مختلف الأبعاد والملفات المتعلقة بقضية تجديد الخطاب الديني، بما يسهم فى نهوض الأمة ورقيها، ويحفظ لها هويتها، ويستنهض قيمها وقوة حضارتها الراسخة، وقد بدأت بها كليات الجامعة فى القاهرة والأقاليم، من خلال إقامة أنشطة ثقافية للطلاب بجميع المحافظات، هدفها تنمية الوعي العام بينهم، وتعريفهم بالتحديات الراهنة التي تواجه مصر، داخليًا وخارجيًا، وكيفية مواجهتها، وتعميق قيم الانتماء والولاء لديهم. وتابع، أن الجامعة بدأت في تطوير اللوائح الدراسية بمختلف الكليات؛ بما يجمع بين التراث والمعاصرة، موضحًا أن هناك لجانا علمية دائمة المراجعة للمحتوى العلمي المقرر على الطلاب، لضمان التطوير المتواصل للمناهج الدراسية، وتلبية احتياجات العصر، وخدمة رسالة الأزهر؛ لافتًا إلى أنه تم إنتاج محتوى علمي موحد بالكليات، والأقسام الشرعية المتناظرة بالقاهرة والأقاليم. وأشار رئيس جامعة الأزهر، إلى أن هذا المحتوى شارك فى إعداده وتدقيقه، كلُ أعضاء هيئة التدريس المختصين، بما يتوافق مع توصيف كل مقرر دراسى وأهدافه، ويُسهم في تحقيق تكافؤ الفرص بين الطلاب، كما درست الكليات العملية كالطب والهندسة والعلوم واللغات والتجارة هذا العام، مادة الفقه، بمقرر دراسي لكل قطاع، يتضمن ما يحتاج الطلاب معرفته من القضايا المعاصرة. وأوضح «المحرصاوي»، أن هناك لجانًا علمية متخصصة، في حالة انعقاد دائم، تتولى النقاش العلمي الحر، حول أي مستجدات أو نوازل أو غيرها، وتعكف على مراجعة المناهج الدراسية المقررة على الطلاب بمختلف الكليات، خاصة ما تُعنى بالعلوم العربية والشرعية؛ للتأكد من اتساقها مع المنهج الأزهري الوسطي، الذي يُعد ترجمة صادقة أمينة لروح الإسلام، والتوصيف الدراسي المقرر، وما يستهدفه من نواتج للتعلم، بما يضمن الجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويُواكب آخر ما وصل إليه العلم، ويُلبي احتياجات العصر. وكشف رئيس جامعة الأزهر، عن أنه تمت إحالة بعض أعضاء هيئة التدريس إلى التحقيق؛ مؤخرًا، لعدم التزامهم بتدريس المواد الدراسية للطلاب، وفق التوصيف الدراسي المقرر، الذى يتسق مع المنهج الأزهري، ويجسد صحيح الإسلام بقيمه الوسطية السمحة، بالإضافة إلى قرار حظر الظهور الإعلامي، وذلك للتصدي للفتوى فى وسائل الإعلام لأعضاء هئية تدريسها أو معاونيهم، دون ترخيص مسبق أو موافقة مجلس الجامعة. وشدد «المحرصاوي»، على أن التعليم الجامعي، يُسهم في بناء شخصية الشباب، ومن خلال ذلك تمت للمرة الأولى مع بداية العام الدراسي الحالي 2108/2019، إقامة معرض دائم للكتاب بجامعة الأزهر يبيع بنصف الثمن الإنتاج، لمنع ترك أبنائنا فريسة لمن يريدون العبث بعقولهم لتحقيق أجندات خاصة، لافتًا إلى أن الأزهر يمسك بتلابيب التجديد والتطوير في الفكر الديني، ويثري الحركة الثقافية في مصر وخارجها، وسيظل حاميا للأمن المجتمعي في كل العصور. وقال «المحرصاوي»، إن جامعة الأزهر تبذل جهودًا كبيرة، في مسارات متناغمة، تستهدف الارتقاء بمستوى الأداء في الاضطلاع برسالتها العلمية والدعوية والاجتماعية والإنسانية، من خلال كلياتها التي تمتد بمختلف المحافظات، وخريجيها الذين ينتشرون بالداخل والخارج؛ ويسهمون في ترسيخ الفهم الحقيقي بالدين الحنيف وفق منهج إسلامي وسطي.
