أوضح باحثون أن التزاوج بين البشر وإنسان "نياندرتال" بدأ بعد وقت قصير على هجرة الإنسان الحديث من القارة الأفريقية إلى سهول آسيا وأوروبا قبل نحو 75 ألف سنة، وكشفت دراسة علمية حديثة عن وجود العديد من علاقات الحب والزواج بين البشر وإنسان نياندرتال على مدى أكثر من 35 ألف سنة، جاء هذا الاكتشاف إثر اختبارات عديدة للحمض النووي، بحسب علماء، وهو ما يتناقض مع أبحاث ودراسات سابقة أشارت إلى أن الجنسين لم يختلطا إلا نادرا، ووفقا للدراسة الحديثة، فإن اختبارات الحمض النووي "دي إن إيه" أجريت على رفات وبقايا بشرية قديمة للجنسين اللذين عاشا جنبا إلى جنب في سهول أوراسيا "آسيا وأوروبا". وقال الباحث المشارك الرئيسي في الدراسة، جوشوا شرايبر، الأستاذ في جامعة تيمبل في فيلادلفيا: "أعتقد أنه كان هناك أكثر من عملية تزاوج بين الجنسين"، وأشار إلى أن بعض المظاهر الرائعة أو المدهشة "نجمت عن الافتقار إلى تعريف واضح ومحدد للأجناس" في هذه الحالة، موضحًا أنه من الصعب دائما "معرفة ما إذا كانت مجموعة منقرضة قد شكلت نوعا أو جنسا جديدا قبل انقراضها". وأضاف، في الدراسة التي نشرت في دورية "البيئة الطبيعية والتطور" أنه يتوقع أنه في فترة ما من التاريخ، عاشت مجموعتان مختلفتان من البشر في المكان والزمان نفسهما لفترة من الوقت، و"لا بد أنهم تزاوجوا أو على الأقل حصل تواصل جنسي بينهم"، من ناحيته قال أستاذ علم الجينات فابريزيو مافيسوني إن سيناريو وجود علاقات متعددة بين الإنسان الحديث وإنسان "نياندرتال" يتناسب تماما مع وجهة النظر القائلة بوجود علاقات متشابكة ومتكررة واختلاط بين عدة أجناس بشرية مختلفة. وأظهرت دراسات حديثة، على سبيل المثال، وجود اختلاط جنسي بين عرق بشري منقرض هو إنسان "دينيسوفا"، مع كل من إنسان "نياندرتال" والبشر في مناسبات عدة، وإنسان "دينيسوجا" هو عرق بشري منقرض كان يعيش في جنوب سيبيريا قبل أكثر من 41 ألف سنة بحسب اكتشافات تمت قبل عقد في كهف دينيسوفا في سيبيريا، وفي تلك الفترة من الزمن، أي قبل نحو 40 ألف سنة، كانت تتعايش 3 مجموعات بشرية مختلفة معروفة جنبا إلى جنب، وحدثت بينها علاقات تزاوج، بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي ميرور البريطانية.