يعيش ركاب "مترو الأنفاق" مأساة يومية، وذلك بسبب التجاوزات والانتهاكات التي أصبحت تُمارس على مرأى ومسمع من الجميع، فبعدما كان المترو أكثر الوسائل أمانا وأسرعها، تحول إلى مرتع للباعة الجائلين، وانتشر فيه الإهمال في الأمن والنظافة. خلال الثلاث سنوات الأخيرة - وبالتحديد عقب ثورة 25 يناير - يشهد "مترو الأنفاق" حالة غياب كامل للأمن والنظام، كما احتل الباعة الجائلون الأرصفة والممرّات المؤدية إلى رصيف المحطة، وأصبح من الطبيعي أن تقرأ في صفحات الحوادث عنوانا يقول "مصرع شخص تحت عجلات المترو"، ورصدت "البوابة نيوز" معاناة الركاب اليومية واستطلعت آراءهم حول كفاءة المترو الحالية. "ارحمونا وافتحوا محطة السادات"، هكذا بدأ حديثه، سيد محمود، أحد الركاب، قال إن إغلاق محطة السادات أدى إلى الازدحام والضغط الشديدين في محطة الشهداء "رمسيس"، الأمر الذي يؤدّي إلى حدوث العديد من حالات السرقة والتحرّش بالفتيات، والأمن المتواجد هناك غير قادر على تأمين المواطنين. وقال محمد إبراهيم: "كثيرا ما أتأخر على عملي نتيجة لازدحام عربات المترو وتكدّسها بالمواطنين بصورة غير محتملة، كما أن اندفاع الركاب داخل المترو يؤدّي إلى وقوع العديد من الإصابات وإغلاق أبواب القطارات على بعض الأشخاص نتيجة للازدحام الشديد، هذا بالإضافة إلى عدم وجود تهوية كافية داخل القطارات، ما يؤدّي إلى الكثير من حالات الإغماء". وأضاف سامي حسين: "تحولت محطات المترو إلى سوق، فلا توجد عربة خالية من الباعة الجائلين الذين يتسابقون لعرض السلع الخاصة بهم على الركاب، هذا بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المتسولين في أغلب المحطات تقريبا، ولا أجد للأمن أي دور مؤثر، في منع هؤلاء الباعة من الدخول لعربات المترو. وأكد حسن شحاتة ازدياد الأعطال المتكررة لقطارات المترو في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الأكثر خطورة هو تعطل هذه القطارات فجأة داخل الأنفاق، وتستمر هذه الأعطال لوقت طويل، الأمر الذي جعل المواطنين يضطرون أحيانا إلى النزول من العربات، والسير داخل الأنفاق حتى المحطة المقبلة. وأشار عمرو الألفي، إلى وجود العديد من أعمال العنف التي تتم يوميا داخل مترو الأنفاق، والسبب في ذلك هو الازدحام المستمر داخل القطارات واندفاع المواطنين، وركوب الرجال للعربات المخصصة للسيدات، وتعدد حالات السرقة في الفترة الأخيرة داخل القطارات مع اختفاء دور رجال الأمن. ويقول رامي مدحت: "تحولت العديد من محطات المترو إلى أماكن للقاء العشاق، وخاصة المراهقين الذين يتواعدون عقب انتهاء اليوم الدراسي، إضافة إلى أن هناك العديد من الممارسات المنافية للآداب التي يرتكبها هؤلاء المراهقون، دون وجود أي رد فعل من قبل الأمن". وقالت ماري يونان: "أستقل عربة السيدات هروبا من التحرّش والمضايقات الموجودة بالعربات الأخرى، وفي كل يوم تقريباً أواجه أحد الرجال الذي يستقل العربات الخاصة بالسيدات، ويرفض النزول حتى تحدث العديد من المشاحنات بينه وبين السيدات بالقطار، وأحيانا لا يكتفي الرجال المستقلون لعربات السيدات بسبّ الفتيات فقط، بل شاهدت أكثر من مرة حالات ضرب لعدد من الفتيات من قبل بعد الرجال الذين رفضوا النزول، كما شاهدت رجلا دفع إمراة خارج المترو نتيجة لإصرارها على نزوله من عربة السيدات، والأمن دائما ما يقوم بدور المتفرج إذا وجد". وأضافت آية أحمد: "أواجه العديد من المضايقات وحالات التحرش يوميا داخل محطات مترو الأنفاق وخاصة في محطة الشهداء، وهناك غياب كامل للأمن". "ما باليد حيلة"، بهذه الجملة استهل أحد افراد الأمن بمحطة مترو الشهداء حديثه، مشيرًا إلى أن المحطة تشهد يوميًّا العديد من أعمال العنف، والمشاحنات بين المواطنين، إضافة إلى أننا نتلقّى يوميا شكاوى التحرش التي تقدم إلينا، فنحن نحاول أن نقوم بدورنا، ونفعل ما بوسعنا لحماية المواطنين، ولكن أحيانا تكون أعدادنا قليلة بالنسبة لعدد المواطنين، ولا يوجد لدينا دعم كافٍ لمواجهة كل المشكلات التي تحدث داخل محطات المترو.