بدأت مصانع الصواريخ الروسية تنفيذ طلب تسريع التسليم المقدم للحكومة من تركيا بشأن صفقة منظومات الدفاع الصاروخي "إس – ب400" التي قررت تركيا شراءها من روسيا في ديسمبر 2017 . وقال مراقبون في موسكو إن تسريع توريد تلك المنظومات إلى الجانب التركي كان أحد بنود أجندة لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أبريل الماضي، وكشفوا عن أن تسريع التسليم لتركيا لن يتضمن زيادة في ثمن الصفقة. ووفقا للتفاهم الروسي التركي ستبدأ أنقرة في استلام منظومات "إس – 400" الروسية بدءا من يوليو 2019 بدلا من يوليو 2020، وقد أكد الرئيس الروسي أن توريد بلاده لتلك المنظومات إلى تركيا لا تعدو كونها في إطار اتفاق تجارى بحت لبيع السلاح لا يتضمن بأي حال أي اعتبارات سياسية أو جيوستراتيجية ولا يشمل نقلا للتكنولوجيا إلى الجانب التركي. وتصل قيمة الصفقة إلى 5ر2 مليار دولار أمريكي تدفع تركيا 45 في المائة منها و تقدم روسيا قرضا لتركيا لاستكمال الثمن وهو 55 في المائة من الصفقة. وبمقدور منظومة "إس – 400" الروسية اعتراض المقذوفات الصاروخية المعادية سواء كانت باليستية أو قذائف طائرات من مسافة 402 كم ، وسبق لروسيا تصدير تلك المنظومات لكل من الهندوالصين. وتواجه تركيا – وهي عضو في حلف شمال الأطلنطي – تحديا أمنيا يتمثل في حماية أجوائها من الهجمات الصاروخية في أعقاب قرار اتخذته واشنطن في العام 2015 بسحب بطاريات باتريوت الأمريكية من نقاط ارتكازها على الحدود التركية السورية ، وفى المقابل سعت تركيا إلى شراء منظومات تشبه نظام باتريوت الأمريكي من الصين مقابل 4ر3 مليار دولار لكنها سرعان مع عدلت عن إتمام الصفقة مع بكين بسبب ضغوط من الولاياتالمتحدة ودول حلف شمال الأطلنطي التي خشيت تسلل الصين إلى الناتو من بوابة تركيا التي هي إحدى دول الحلف وفقدان الثقة الأوروبية الأمريكية في وفاء تركيا بالتزاماتها الأمنية تجاه شركائها في الناتو على صعيد أسرار الحلف العسكرية والدفاعية.