لثورة 23 يوليو رجال صنعوها ضد الحكم الملكي، وعُرفت في البداية باسم "الحركة المباركة"، ثم أطلق عليها ثورة 23 يوليو عقب حل الأحزاب السياسية وإسقاط دستور 1923 في يناير 1953، وكان من ضمن هؤلاء الرجال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. وعلى الرغم من رحيل الزعيم جمال عبدالناصر إلا أنه ما زال حتى الآن يتمتع بشعبية كبيرة لدى الشعب المصري، ولم يخل منزل أو محل من وجود صور له داخلها، وذلك نظرًا لحبهم الشديد له. ولد جمال عبدالناصر في 15 يناير 1918م في منزل والده رقم 12 شارع قنوات بحي باكوس بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 وهو من أصول صعيدية، حيث ولد والده في قرية بني مر في محافظة أسيوط، ونشأ في الإسكندرية، وعمل وكيلًا لمكتب بريد باكوس هناك، قبل أن ينتقل بعد سنوات قليلة إلى بلدته مرة أخرى ويلتحق بعدها بالكلية الحربية. بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو، انتقلت "البوابة نيوز" إلى منزل والد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بمحافظة الإسكندرية، للتعرف على حكاية المنزل وخصوصًا بعد أن تحول إلى مكتبة بداخلها كتب تحكي تاريخه وكفاح الشعب المصري منذ فجر التاريخ ومرورًا بعصور مصر القديمة، والتاريخ الوسيط، وصولا إلى تاريخ مصر الحديث، ثم عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وانتهاءً بالعصر الحالي وثورتي 25 يناير و30 يونيو. ففي شارع القنوات بمنطقة باكوس بالإسكندرية، وتحديدًا داخل ممر صغير في منطقة شعبية تحيطها بالمباني العتيقة القديمة التي تشم فيها عبق التاريخ، فتلتف يمينًا ويسارًا تجد أنك تقف أمام منزل والد الزعيم جمال عبدالناصر، ذلك المنزل الذي تربى فيه الزعيم وتحول إلى مكتبة تعلوه صورته الشامخة، ويتميز بالبساطة التي تعود عليها في حياته، وقربه الشديد من عامة الشعب والطبقات الفقيرة، والمنزل البسيط اشتراه والده عبدالناصر حسين، الذي كان يعمل في مصلحة البريد بالإسكندرية، ليكون شاهدًا على مولد أهم رؤساء مصر، حتى انتقل الوالد إلى القاهرة. وباع والد الزعيم جمال عبدالناصر المنزل لأسرة "الصاوي" بمبلغ 3 آلاف جنيه، بعد إتمام جمال عبدالناصر مرحلة تعليمه الابتدائية، وظل المنزل ملك هذه الأسرة، حتى قرر الرئيس الراحل أنور السادات السعي والبحث لتحويل هذا المنزل ليضم مقتنيات الزعيم جمال عبدالناصر، لاعتباره مكانًا مهمّا يحمل ذكريات طفولة عبدالناصر، وقامت محافظة الإسكندرية بشرائه من مالكه بمبلغ 30 ألف جنيه لتخصيصه كمتحف، وقام صندوق التنمية الثقافية بأعمال تطوير وتدعيم المنزل، وتحويله إلى مركز ثقافي لخدمة أبناء المنطقة والمناطق المجاورة، ليفتح بالمجان من الساعة التاسعة صباحًا وحتى العاشرة ليلًا. وانتهت أعمال تطوير المنزل إلى مكتبة في عهد حلمي النمنم، وزير الثقافة، منذ أغسطس 2016، بحضور أبناء الزعيم وقيادات الإسكندرية، والمواطنين العاشقين لسيرته. ففى منزل مساحته 160 مترًا على أرض مساحتها 380 مترًا تم تقسيمه إلى 5 غرف، أنشئت فيها مكتبة سمعية وبصرية للأعمال التى تناولت حياة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، واستغلال الأرض كمسرح مكشوف يسع 70 فردًا، وتكلف المشروع بأعمال الأثاث حوالى مليون و350 ألف جنيه. وتضم المكتبة الكثير من الكتب الخاصة بحياة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وزودت المكتبة بعدد من الكتب القيمة بلغت 1636 كتابًا، تتناول مجموعات الكتب تاريخ مصر عبر العصور، وكفاح الشعب المصري منذ فجر التاريخ ومرورًا بعصور مصر القديمة، والتاريخ الوسيط، وصولًا إلى تاريخ مصر الحديث، ثم عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وانتهاءً بالعصر الحالي وثورتي 25 يناير و30 يونيو. وسيرته التاريخية جميعها داخل المكتبة منها كتب أعدتها ابنته الدكتورة هدى عبدالناصر، 60 عامًا على ثورة يوليو الأوراق الخاصة، عبدالناصر واليسار المصري للدكتور فؤاد زكريا، ومجموعة أخرى عن عبدالناصر والسياسة الخارجية دكتور محمد عبدالوهاب، أربعون عاما على حرب الاستنزاف، معركة بناء السد العالي وتأثيره الاقتصادي، عبدالناصر والشيوعية للدكتور عبدالعظيم رمضان، الزعيم في قلوب الشعراء جمع وتحقيق حسن توفيق، وجمال عبدالناصر من القرية إلى الوطن العربي الكبير، جمال عبدالناصر في عيون الصحافة، وسجل حافل لصور من حياة الزعيم منذ طفولته وحتى وصوله إلى رئاسة مصر. وتم تزويد قاعة السمع البصرية بالمكتبة بالوسائط المتعددة والأفلام التسجيلية المتميزة عن الحقبة الناصرية على أقراص مضغوطة DVD، تمثل المكتبة جزءًا مهمًا من منزل والد الزعيم جمال عبدالناصر.