قال الأب الراهب سابولش، رئيس دير الآباء البولنديين فى العاصمة المجرية بودابست، ورئيس وفد الحجاج المجري المسيحي: أنا أحد رهبان الآباء البولنديين أو «الباوليين»، ونحن تابعون للأنبا بولا المتوحد، وهو راهب مصري، رهبنتنا توحد وروحية وليس رهبنة إرساليات، وتأسست رهبنتنا فى القرن ال13 تقريبا فى المجر، ومؤسس تلك الرهبنة شخص يدعى «بول بوجيه»، وهو كان كاهنا كاثوليكيا مجريا، وكان مستشارا للأسقف، ومنذ عام 1246 بدأ تأسيس الرهبنة، وذلك فى الحقبة التى قام فيها التتار والمغول بغزو المجر فى محاولة لإبادتها. وأضاف الأب الراهب سابولش ل"البوابة نيوز" أن التتار أعلنوا أنه خلال 200 عام من بداية الغزو، لن تكون هناك دولة تدعى المجر ثانية، وبدأوا فى عملية المحو، وهرب حينها الملك وأسرته لإحدى الجزر، خوفا من البطش، وعندما عاد التتار من حيث جاءوا، بدأ الملك بيلا الرابع فى إعادة بناء المجر مجددا، ويعد هو الشخص الثانى المؤسس لدولة المجر، ومن أبنائه أصبح هناك قديسون كثيرون وأيضا طوباويون، والطوباوية هى المرحلة التى تسبق إعلان الشخص قديسًا، أما عن أشهر قديسى رهبنة الآباء «البوليين» هى القديسة مارجريتا، وهى مشهورة جدا فى المجر ككل. وتابع: إن رهبنتنا كانت لرهبان متوحدين، وكان أول اسم أطلق عليهم «رهبان الصليب المقدس» ببداية القرن ال13، وذلك قبل أن يطلق عليهم أبناء الأنبا بولا، وهو شفيع للرهبة حتى الآن، ونحن نؤمن به كأول متوحد، كما الحال فى مصر. وها قد أصبحنا الأبناء «الباوليين» نسبة له، ودعنى أقول مفاجأة لك، إن الأنبا بولا ليس شفيع الرهبنة فقط، وإنما هو شفيع المجر بأكملها، ونحن نحتفل فى أعيادنا بالعديد من الأشخاص من الكنيسة المصرية، كالأنبا مكاريوس الكبير، والأنبا أنطونيوس، القديسة ماريا، وهم شفاء للمجر ولرهبنتنا، حيث كنت أقرأ بأحد الكتب القديمة لدي، فوجدته يتحدث عن الرهبنة وفى خاتمتها صلاة للأنبا مكاريوس. ورغم أنهم أشخاص مصريون، إلا أنهم قديسون عالميون لكل العالم، فلا يوجد ما يسمى بأرثوذكس وكاثوليك، وإنما هم شفعاء، وتلك هى العلاقة الروحية التى تربط الجميع بعضهم بعض، والقديسون هم ما يقربون بين الجميع، فشعار رهبنتنا الأنبا بولا والأسدان، والشجرة والغراب الذى كان يحضر له الخبز، وهى الأيقونة المصرية الشهيرة للأنبا بولا بالأرثوذكسية. أضاف سابولش أن المهم الآن أننى كاثوليكي، ولكننى قبطى مصري، لأننى تابع لروحانية الأنبا بولا، وأن جزءا كبيرا منى كاثوليكى وجزءا كبيرا أيضا أرثوذكسي، فالاثنان بداخلي، مضيفا: "أنا أقرأ حاليا كتاب حياة الصلاة لأبينا متى المسكين، وكلامه عن الصلاة حى جدا، فكونك تقرأ لشخص يعيش بأماكن داسها المسيح، فهى تلامس قلبك أكثر من الاستماع لكلام من أشخاص بعيدين عنه، ولذلك تلك الكلمات تبقى، وتكون تلك المعانى غنية جدا، ونحن نستسقى من أولئك الآباء والكتب".