كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، أن خلية إرهابية يعتنق أعضاؤها الفكر التكفيري، نفذت مجموعة من عناصرها الهجوم المسلح على دورية أمنية بمنطقة البدرشين في يوليو من العام الماضي، ما أسفر عن مقتل 5 أفراد شرطة، موضحة أن تلك الخلية رصدت كنيسة بالبدرشين وخدمات وارتكازات أمنية شرطية، تمهيدا لاستهدافها بعمليات عدائية. كان المستشار نبيل أحمد صادق، النائب العام، أحال 6 متهمين من عناصر تلك الخلية الإرهابية، إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، في ختام التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء المحامي العام الأول للنيابة، وتم نظر أولى جلسات القضية في 29 أبريل الماضي، وتم تأجيلها إلى جلسة 16 مايو الجاري. وتبين من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، أن عددا من عناصر تلك الخلية الإرهابية، كانوا على ارتباط بعناصر من (داعش) خارج البلاد، وأن مجموعة من عناصر الخلية كانوا من بين المشاركين في الاعتصام المسلح لجماعة الإخوان برابعة العدوية. والمتهمون في القضية هم كل من أحمد ربيع سيد أبو السعود، وعلي محمود عبد الله (حركي مصطفى)، وأحمد عيد محمد حسين (حركي إبراهيم)، وميسرة نشأت محمد خضر، وعمرو محمد أبو سريع عطا الله، ومحمود رمضان عبدالجواد. وأظهرت التحقيقات التي باشرها فريق من محققي النيابة برئاسة المستشار محمد وجيه المحامي العام الأول بنيابة أمن الدولة العليا، أن المتهمين الأربعة الأول رصدوا كنيسة ودار مناسبات (الملاك ميخائيل) الكائنة بشارع السيدة خديجة بالبدرشين، كما رصدوا أيضا فرع بنك مصر في شارع الهرم، وبعض الأقوال الأمنية (خدمات أمنية متحركة) في طريق البدرشين، والخدمات الأمنية المعينة على محطة مترو المنيب، تمهيدا لاستهدافها بعمليات إرهابية. وكشفت تحقيقات النيابة أن المتهم المتوفى حسن محمد أبو سريع وشهرته حسن وزة، هو من أسس هذه الخلية الإرهابية التكفيرية، والتي كان يعتنق عناصرها أفكار تنظيم داعش التكفيرية، وخططوا لاستهداف أفراد القوات المسلحة والشرطة بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، كما تضمنت مخططاتهم استباحة دماء المواطنين المسيحيين وأموالهم وممتلكاتهم. وأكدت التحقيقات أن المتهم المتوفى حسن وزة، ارتبط بأعضاء من تنظيم داعش خارج القطر المصري، وأنه سبق إحالته إلى المحكمة العسكرية على خلفية اشتراكه في عملية استهداف قوات تأمين سفارة النيجر، غير أنه استطاع الهرب أثناء محاكمته، وقام في أعقاب ذلك بتأسيس الخلية الإرهابية التي نفذت جريمة استهداف سيارة شرطة بالبدرشين في 14 يوليو من العام الماضي. وجاء بالتحقيقات أن مرتكبي جريمة استهداف سيارة الشرطة بالبدرشين، سرقوا الأسلحة الأميرية التي كانت بحوزة أفراد الشرطة المجني عليهم وعددهم 5 أفراد؛ حيث رصدوا سيارة الشرطة والتي كانت تتبع قوة إدارة تأمين المناطق الأثرية في دائرة مركز البدرشين، واستقلوا دراجة نارية وحازوا أسلحة نارية آلية أطلقوا نيرانها على سيارة الشرطة لدى مرورها بالنقطة التي تمركز بها الإرهابيون. وأسندت النيابة إلى المتهمين الأربعة الأول الاتهام بالانضمام إلى جماعة إرهابية وتلقي تدريبات عسكرية لتحقيق أغراضها وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، وحيازة وإحراز أسلحة نارية متمثلة في بنادق سريعة الطلقات وذخائر مما تستعمل عليها وإخفائها، وتوفير ملاذ آمن لإرهابيين. كما أسندت إلى المتهمين الخامس والسادس اتهامات بتمويل جماعة إرهابية، وتوفير الملاذ الآمن لعناصرها، وحيازة وإحراز بندقيتين آليتين ومسدس والذخائر التي تستعمل عليها. وجاء في اعترافات المتهمين أنهم انضموا إلى الخلية الإرهابية بغرض استهداف قوات الشرطة بعمليات عدائية، كما أقر المتهم الخامس عمرو محمد أبو سريع عطا الله، بعلمه أن شقيقه المتوفى "حسن" كان يتولى قيادة الخلية الإرهابية، مع علمه بأغراضها إلا أنه لم يكن من المنضمين إليها، فيما أقر المتهم السادس محمود رمضان عبدالجواد بقيامه بنقل أسلحة نارية لصالح عناصر الخلية، غير أنه لم يكن يعلم بأن تلك الأسلحة مسروقة من قوات الشرطة المستهدفة في هجوم البدرشين.