قال الدكتور مصطفى راشد، أستاذ الشريعة الإسلامية ومقارنة الأديان، ورئيس منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان: إن لاعبي المنتخبات العربية ال4 المشاركة بمونديال روسيا، لهم رخصة الإفطار خلال شهر رمضان المقبل، وفق تيسير الشريعة الإسلامية التي جعلت الحفاظ على حياة الإنسان الركن الأول في الإسلام. وأوضح راشد في إجابته ردا على تكفير وإهدار دم لاعبي تلك المنتخبات حال إفطارهم بنهار رمضان، أن قوله تعالى "يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ "، جاءت بحُكمين عامين ينطبقان على لاعبي المنتخبات المشاركة بمونديال روسيا لكرة القدم، الأول يعطيهم الحق فى الإفطار بشرط القضاء فى وقت آخر، والثاني يعطيهم الحق فى الإفطار بشرط إطعام مسكين عن كل يوم يفطره اللاعب وله أن يختار أيهما. وتابع: الحكم الأول حيث إن المسافر يحقُّ له الإفطار، وعليه القضاء حينما يعود لموطنه أو مكان إقامته إذا كان مسافرًا بعيدًا عن موقع إقامته فوق 80 كيلومترًا، والمسافة بين بلدان المنتخبات الأربعة تفوق هذه المسافة عشرات المرات، موضحًا أن الحكم الثانى من الآية الذى يوضح قمة تيسير الشرع وهو بيان حكم الشخص العادى الطبيعى، أى غير المريض والمسافر فى قوله تعالى (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)، أى أن أى شخص سليم طبيعى لا يطيق الصيام يجوز له الإفطار وإطعام مسكين عن كل يوم؛ لأن هذا هو الهدف الرئيسى من الصيام وهو أن يشعر الغنى بالفقير فيطعم المسكين الفقير وذلك مثل من يضره العطش فى الحر أو من يجعله الصيام عصبيا أو من لا يستطيع إتمام عمله الذى كان يفعله فى الأيام العادية أو من يقوم بأعمال شاقة مثل الأفران والمعمار والطرق والمحاجر والمناجم والسائق والكمسارى وغيرها وأيضًا من يلعب مثل كرة القدم لما فيها من مشقة وإفراز نسبة كبيرة من العرق تحتاج للتعويض الفورى وإلا قد تودى بحياة اللاعب وأيضا لتحمل اللاعب مسئولية أمة لتحقيق آمالها فيكون إطعام مسكين هو الغاية الأعلى للشارع بكفالة المسكين الفقير وحماية حياة اللاعب وبدنه؛ لأن الحفاظ على حياة الإنسان هى الركن الأول فى الإسلام. وحول قول أحد المشايخ بإحدى القنوات الفضائية إن من يفطر من لاعبى الفرق يكون كافرًا ويُهدَر دمه، قال: إن هذا شخص جاهل وقد باء هو بالكفر لأنه استند لحديث مزور على سيدنا النبى (ص) مدعيا أنه قال: "عُرَى الْإِسْلَامِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلَاثَةٌ عَلَيْهِنَّ أُسِّسَ الْإِسْلَامُ، مَنْ تَرَكَ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً، فَهُوَ بِهَا كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ)، مشددًا على أن هذا الحديث منقطع السند ومنفي المصدر أى أنه مزور على النبى، ومع ذلك يستند إليه هذا الشيخ الجاهل ليكفر ويحرض على قتل اللاعبين.