«تطوير التعليم بالوزراء» يعلن اعتماد أول 3 معامل لغات دولية    "علوم جنوب الوادي" تنظم ندوة عن مكافحة الفساد    مستقبل صناعة العقار في فيلم تسجيلي بمؤتمر أخبار اليوم    16 يونيو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    الذهب يتراجع من أعلى مستوياته في شهرين وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    وزير الإسكان من مؤتمر أخبار اليوم العقاري: ندعم الصناعات المرتبطة بالقطاع لتقليل الاستيراد    تداول 9 آلاف طن بضائع و573 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    إغلاق السفارة الأمريكية في إسرائيل بسبب القصف الإيراني    مراسلة القاهرة الإخبارية: صواريخ إيران تصل السفارة الأمريكية فى تل أبيب.. فيديو    لاعب بورتو: الأهلي وإنتر ميامي خصمان قويان.. وسنقاتل حتى النهاية    صباحك أوروبي.. صدام في مدريد.. إنجلترا المحبطة.. وتعليق كومباني    بالمواعيد.. جدول مباريات ريال مدريد في كأس العالم للأندية 2025    مواعيد مباريات اليوم.. تشيلسي مع لوس أنجلوس والترجي أمام فلامينجو بمونديال الأندية    معلق مباراة الأهلي: الحماس سبب تريند «تعبتني يا حسين».. والأحمر كان الأفضل (خاص)    سقوط مروع لمسن داخل بئر بمصعد بعقار في «الهرم»    وزارة التعليم: ليس ضرورياً حصول الطالب على نفس رقم نموذج الأسئلة بالثانوية    رياح وأتربة وحرارة مرتفعة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم الاثنين    تحرير 533 مخالفة لعدم ارتداء «الخوذة» وسحب 879 رخصة خلال 24 ساعة    إصابة شخصين إثر انقلاب دراجة نارية بمدينة 6 أكتوبر    خلافات زوجية في الحلقة الثالثة من «فات الميعاد»    شام الذهبي تطمئن الجمهور على نجل تامر حسني: «عريس بنتي المستقبلي وربنا يشفيه»    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    حكم الصرف من أموال الزكاة والصدقات على مرضى الجذام؟.. دار الإفتاء تجيب    صيف 2025 .. علامات تدل على إصابتك بالجفاف في الطقس الحار    إصدار 19.9 مليون قرار علاج مميكن من خلال التأمين الصحي خلال عام    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    تفاصيل إنقاذ مريض كاد أن يفقد حياته بسبب خراج ضرس في مستشفي شربين بالدقهلية    تنسيق الجامعات.. اكتشف برنامج فن الموسيقى (Music Art) بكلية التربية الموسيقية بالزمالك    مدير جديد لإدارة مراقبة المخزون السلعي بجامعة قناة السويس    إعلام إسرائيلي: إيران أطلقت 370 صاروخا وأكثر من 100 مسيرة منذ بداية الحرب    مستشار الرئيس للصحة: مصر سوق كبيرة للاستثمار في الصحة مع وجود 110 ملايين مواطن وسياحة علاجية    سفير أمريكا بإسرائيل: ارتجاجات ناتجة عن صاروخ إيراني تلحق أضرارا طفيفة بالقنصلية الأمريكية    الميزان لا يزال في شنطة السيارة.. محافظ الدقهلية يستوقف نقل محملة بأنابيب الغاز للتأكد من وزنها    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    ب الكتب أمام اللجان.. توافد طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية لأداء امتحان "النحو"    السيطرة على حريق داخل شقة سكنية بسوهاج دون إصابات    يسرائيل كاتس: علي خامنئي تحول إلى قاتل جبان.. وسكان طهران سيدفعون الثمن قريبا    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    سعر جرام الذهب ببداية تعاملات اليوم الإثنين 16 يونيو 2025    إعلام إسرائيلى: تعرض مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار جراء هجوم إيرانى    منتخب السعودية يستهل مشواره في الكأس الذهبية بالفوز على هاييتي بهدف    إيران: مقتل 224 مواطنا على الأقل منذ بدء هجمات إسرائيل يوم الجمعة    نجوى كرم تطلق ألبوم «حالة طوارئ» وسط تفاعل واسع وجمهور مترقب    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    الأمن الإيراني يطارد سيارة تابعة للموساد الإسرائيلي وسط إطلاق نار| فيديو    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    لا تسمح لطرف خارجي بالتأثير عليك سلبًا.. توقعات برج الجدي اليوم 16 يونيو    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    تفاصيل اللحظات الأخيرة في واقعة شهيد بنزينة العاشر من رمضان    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غدًا.. العالم يحيي اليوم العالمي للأرصاد الجوية
نشر في البوابة يوم 22 - 03 - 2018

تحيي المنظمة العالمية للأرصاد الجوية غدا الجمعة اليوم العالمي للأرصاد الجوية لعام 2018، وهو اليوم الذي يوافق يوم 23 مارس من كل عام، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار" الطقس ومناخ.. التدبير والتدبر "، حيث يواجه سكان العالم المتزايدون مجموعة واسعة من المخاطر مثل الأعاصير المدارية العاصفة والأمطار الغزيرة وموجات الحرارة والجفاف وغير ذلك الكثير.
ويؤدي تغير المناخ على المدى الطويل إلى زيادة شدة وتيرة الظواهر الجوية والمناخية ما قد يتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر وتحمض المحيطات، الأمر الذي يتطلب من دول العالم أن تكون جاهزة لتغيرات الطقس، خاصة وان التوسع الحضري وانتشار المدن الكبرى يعني أن أكثر الدول عرضة للخطر الآن أكثر من أي وقت مضى.
ولهذا السبب تتمثل إحدى الأولويات العليا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) والمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) في حماية الأرواح وسبل العيش والممتلكات من المخاطر المرتبطة بالأحوال الجوية والمناخية والمياه، وبالتالي، تدعم المنظمة وأعضاؤها جدول الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، والتكيف مع تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث.
ولمواجهة أخطار التغيرات المناخية، تقوم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والخدمات الوطنية للأرصاد الجوية بتصميم خدمات تشغيلية تتراوح بين التنبؤات الجوية اليومية والتنبؤات المناخية طويلة الأجل التي تساعد المجتمع على أن يكون جاهزًا للطقس وأن يكون ذا مناخ ذكي.
كما تقوم بتقديم مزيد من الخدمات الهيدرولوجية الوطنية ضرورية للإدارة السليمة لموارد المياه العذبة للزراعة والصناعة والطاقة والاستهلاك البشري، حتى نتمكن من المياه الحكمة، وتمكن هذه الخدمات من إدارة المخاطر واغتنام الفرص المتعلقة بالطقس والمناخ والماء.
وتحتفل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ومرافق الأرصاد الجوية فى جميع أنحاء العالم باليوم العالمي للأرصاد الجوية في 23 من مارس كل عام، وذلك تخليدا لذكرى دخول اتفاقية المنظمة حيز التنفيذ اعتبارًا من 23 مارس 1950.
وبمناسبة الاحتفال، أشار "بيتيري تالاس" الأمين العام لمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في رسالة له، إلي أن الطقس والمناخ: التدبير والتدبر... هو الموضوع المختار لليوم العالمي للأرصاد الجوية 2018. وإذا أضفنا إلى هذا العنوان شعار "الحكمة في لتعامل مع الماء"، نكون قد أكملنا دائرة العناصر الأساسية التي هي وقود التنمية المستدامة.
ويؤكد الأمين العام، في رسالته، أن الطقس والمناخ والماء عناصر حيوية لرفاه وصحة المجتمع، وأمنه الغذائي. لكنها يمكن أيضًا أن تكون مدمرة. وأضاف تالاس، إن الظواهر شديدة التأثير، مثل الأعاصير المدارية والأمطار الغزيرة وموجات الحرارة والجفاف والعواصف الشتوية ودرجات الحرارة المنخفضة إلى حد التجمد، قد تسببت في إزهاق الأرواح وتدمير سبل العيش على مر العصور. غير أن تغير المناخ يؤدي اليوم إلى زيادة شدة ووتيرة بعض هذه الظواهر، ولقد تواصلت الظواهر المتطرفة في بداية عام 2018، استكمالًا لما شهده عام 2017، فاستمر الطقس المتطرف الذي أزهق الأرواح ودمر سبل العيش. وكان موسم الأعاصير عام 2017هو الأكثر تكلفة من أي وقت مضى بالنسبة إلى الولايات المتحدة، كما قضى على ما أثمرت عنه التنمية خلال عقود في الجزر الصغيرة في منطقة البحر الكاريبي، مثل دومينيكا.
وأشار تالاس إلي أن الفيضانات أدت إلى اقتلاع ملايين الناس من جذورهم في شبه القارة الآسيوية، بينما يساهم الجفاف في تفاقم الفقر وزيادة ضغوط الهجرة في القرن الأفريقي. ولا غرو أن تكون البيئة هي الشغل الشاغل، للعام الثاني على التوالي، لقادة العالم في تقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
وأوضح أن هذه المخاطر تشمل المناخ المتطرف؛ وفقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظم الإيكولوجية؛ والكوارث الطبيعية الكبرى؛ والكوارث البيئية الناجمة عن الأنشطة البشرية؛ وفشل التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. وتعتبر الظواهر الجوية المتطرفة أهم هذه المخاطر، وكان عام 2017 واحدا من أكثر ثلاث سنوات احترارًا في السجلات، فضلا عن أنه أحر عام غير مصحوب بظاهرة النينيو.
وذكر تالاس إن تغير المناخ على المدى الطويل نتيجة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يحكم على كوكبنا بمستقبل أكثر حرارة، مصحوبا بمزيد من الطقس المتطرف والصدمات المائية. ويقول " يحدوني الأمل أن يتعامل جميع أعضاء المنظمة في نهاية المطاف مع " الطقس بالتدبير" ومع " المناخ بالتدبر" - وأيضًا مع الماء بالحكمة. وهذا ضروري لدعم برنامج العمل الدولي بشأن التنمية المستدامة، والحد من مخاطر الكوارث، والتكيف مع تغير المناخ".
وأضاف " إننا نحتاج تحديدًا إلى الاستعداد لمواجهة الظواهر الجوية والمناخية والمائية المتطرفة من خلال تحسين نظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة، وزيادة تنسيق وسائل التصدي. وتيسيرًا لذلك، تنشر المنظمة قائمة مرجعية بأنظمة الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة، باعتبارها أداة عملية هامة لتعزيز القدرة على الصمود. وينبغي أن تكون المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا قادرة على أن تقدم للجميع، من أفراد وجمعات وقطاعات الأعمال المختلفة ومقرري السياسات، خدمات دقيقة ومواتية زمنيًا بأيسر العبارات فهما بشأن جميع الظواهر، من التنبؤ الآني إلى التنبؤ دون الموسمي، والتنبؤ الموسمي بالطقس، والتنبؤ الأطول أجلًا بالمناخ".
وتابع تالاس قائلا، في رسالته، " إن الخطوة الأولى في بناء القدرة على مواجهة الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة هي إنشاء شبكة رصد قوية. فوجود شبكة للرصد الموسع، في البر والجو والبحر وكذلك في الفضاء الخارجي، أمر لا غنى عنه لتقديم بيانات لدعم التنبؤ والإنذارات المبكرة بالظواهر الجوية والمناخية المتطرفة. وتعمل دوائر المنظمة على مساعدة الأعضاء المحتاجين إلى تحديث هياكل الرصد لديهم، ولعل تطوير الخدمات المناخية يتيح فرصة جيدة في هذا المسعى".
أما الخطوة الثانية فهي ينبغي - حسب تالاس - تطوير قدرة المجتمع على مواجهة الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة، على أساس التقدم العلمي والتكنولوجي في التنبؤ. والانخفاض الهائل في الخسائر في الأروح الناجمة عن الظواهر الجوية القاسية في السنوات ال 30 الماضية، يعزى إلى حد بعيد إلى الزيادة الكبيرة في دقة التنبؤات والإنذارات الجوية، وإلى تحسين التنسيق مع سلطات إدارة الكوارث.
ويشير إلي أنه بفضل التطورات المحققة في التنبؤ العددي بالطقس، فإن تنبؤات اليوم بالطقس لمدة 5 أيام تماثل في جودتها التنبؤات لمدة يومين قبل 20 عامًا. وهذا التطور مستمر ويدعم الإنذار المبكر.
فالإنذار المبكر هو في الواقع عنصر رئيسي في الحد من مخاطر الكوارث، إذ يمكن بفضله الحيلولة دون وقوع خسائر في الأرواح والتقليل من الآثار الاقتصادية والمادية للظواهر الخطرة، ومنها الكوارث، ولكي تكون نظم الإنذار المبكر فعالة، فلا بد لها من الجد في إشراك الأشخاص والمجتمعات المعرضة للخطر جراء مجموعة من المخاطر، وتيسير التثقيف العام والتوعية بالمخاطر، ونشر الرسائل والتحذيرات بفعالية، والتأكد من استمرار حالة الاستعداد والتأهب.
وأوضح أنه لهذا السبب، اتخذت المنظمة زمام مبادرة لإنشاء نظام عالمي موحد للإنذار بالأخطار المتعددة، بالتعاون مع المرافق الوطنية في جميع أنحاء العالم. كما نعمل بنشاط مع الشركاء في مبادرة نظم المخاطر المناخية والإنذار المبكر، فضلا عن الإطار العالمي للخدمات المناخية (GFCS) ، لمساعدة الفئات الأكثر ضعفًا. وتشكل الخدمات الهيدرولوجية أيضًا جزءًا هامًا من معادلة القدرة على الصمود. ولهذا السبب، تشارك المنظمة في رعاية مؤتمر عالمي رئيسي للمياه في مايو: الرخاء من خلال الخدمات الهيدرولوجية.
وقال في ختام سالته إن المنظمة تهدف إلي سد الثغرات في شبكات الرصد وتحطيم الحواجز التي تحول دون تقديم خدمات دقيقة وفي الوقت المحدد تتعلق بالتنبؤ والإنذارات على أساس الآثار بالمخاطر المتعددة، في كافة دولها وأقاليمها الأعضاء من أجل الإسهام في بناء مجتمع قادر على مواجهة الطقس والمناخ والماء، وتُسهم المنظمة من خلال ذلك كله في التنفيذ الكامل لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وإطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث: سنبني العالم الذي ننشده.
وتعتبر أنظمة نظم الإنذار المبكر والتدابير الأخرى للحد من مخاطر الكوارث أمر حيوي لتعزيز قدرة مجتمعاتنا علي المقاومة، فالخدمات المناخية يمكن استخدامها في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. والمراقبة الهيدرولوجية توفر البيانات اللازمة لتتبع كمية الموارد المائية ونوعيتها، وللاستعداد بشكل أفضل للفيضانات والجفاف.
ويتطلب التنبؤ بالطقس رصد البيئة على مدار الساعة وفي مختلف أنحاء العالم. وتضطلع المرافق الوطنية(NMHSs بمعظم تلك الرصدات في إطار المراقبة العالمية للطقس التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والتي تربط بشكل آني محطات الرصد بمراكز التنبؤ بالطقس والمناخ الوطنية والإقليمية والعالمية على مدى24 ساعة في اليوم.
وتجمع المراقبة العالمية للطقس بيانات الأرصاد الجوية والبيانات المناخية والهيدرولوجية والأوقيانوغرافية من أكثر من 15 قمرًا صناعيًا، و100 عوامة مثبتة، و600 محطة عائمة، و3000 طائرة، و7300 سفينة، وزهاء 10 آلاف محطة رصد سطحية أرضية القاعدة. ويجب أن تكون تلك البيانات قابلة للمقارنة وأن ترقى إلى مستوى المعايير المحددة كي تكون قابلة للاستخدام من جانب مراكز التنبؤ في إطار نماذج التنبؤ العددي بالطقس التي تعد تنبؤات يومية بالطقس وإنذارات مبكرة بالمخاطر الطبيعية، من قبيل أعاصير الهاريكين، وعليه فإن المراقبة العالمية للطقس تعد أيضًا المعايير لقياس البيانات المجمعة.
وتعمل مشاريع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية على إعادة هيكلة مناهج العلوم بما يتماشى مع الاحتياجات الحالية والمستقبلية في هذه المناطق، وعلى إقامة قنوات اتصال أكثر فاعلية حتى يتسلم صانعو القرار- المزارعون والعاملون في قطاعي الصحة والمياه وغيرهم من المهنيين والسياسيين - الخدمات المناخية التي يحتاجونها. وتعتبر الزراعة هي واحدة من أكثر المجالات التي تتأثر بالمناخ. فموجات الجفاف، والظواهر المناخية البطيئة تخلف الملايين من الضحايا.
وتشكيل الخدمات المناخية وعلم المناخ عنصرين هامين في نظم الإنذار المبكر بالمجاعات. ويقدم أخصائيو الأرصاد الجوية الزراعية توقعات للمزارعين لفترة تتراوح بين 6 و8 أشهر، وبفترات زمنية أقصر مع اقتراب الموسم ثم بدايته. ويستخدم المزارعون الذين يتعاملون مع المناخ بذكاء هذه المعلومات لتقرير ما هي البذور التي يجب زرعها، وأفضل فترة لغرسها، وما إن كان الري لازما، وأفضل فترة للحصاد، فضلًا عن اتخاذ قرارات هامة أخرى.
وتساعد المنظمة أعضاءها على مراقبة مناخ الأرض على نطاق عالمي بحيث تتوافر معلومات موثوقة لدعم اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة بشأن أفضل طريقة للتكيف مع تغير المناخ، وإدارة المخاطر المرتبطة بتقلبية المناخ وتطرفه، ولا غنى عن المعلومات المناخية لمراقبة نجاح الجهود الرامية إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي تساهم في تغير المناخ، فضلًا عن تعزيز الجهود الرامية إلى زيادة كفاءة استخدام الطاقة والتحول إلى اقتصاد محايد الكربون.
إن تغير المناخ والمد الحضري يؤديان إلي مزيد من الإجهاد المائي وزيادة تعرض المجتمعات والأصول لظواهر هيدرولوجية متطرفة، مثل الفيضانات والجفاف. ومن الأهمية بمكان توفير معلومات ونواتج الإنذارات المبكرة، والتي يمكن أن تساعد على تقليل الخسائر في الأرواح والأثر على الاقتصادات.
وتعتبر الفيضانات من الكوارث الطبيعية الأكثر شيوعًا، والتي تتسبب في خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات، وتشير سجلات تأثير الفيضانات إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن الفيضانات آخذ في التناقص تدريجيا، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى تحسين الإنذارات المبكرة. غير أن الخسائر الاقتصادية لا تزال تتزايد، بسبب عدم الاهتمام بالوقاية، والنمو الاقتصادي، وسوء تخطيط استخدام الأراضي المعرضة للفيضانات.
إن السلامة المطلقة من الفيضانات أسطورة، لكن من الممكن أن نتعايش مع الفيضانات إذا أعدننا لها العدة بشكل صحيح، فمن شأن دمج استخدام الأراضي والموارد المائية وإدارة المخاطر في أحواض الأنهار، أن يساعد على تقليل الخسائر في الأرواح الناجمة عن الفيضانات، وعلى تعظيم الفوائد الصافية من السهول الفيضية.
وعوامل التفاقم، مثل الفقر والاستخدام غير الملائم للأراضي تزيد التأثر بالجفاف، وعندما يتسبب الجفاف في نقص المياه والغذاء، يمكن أن يؤدي ذلك إلى آثار على صحة السكان، مما قد يزيد من الاعتلال ويؤدي إلى الوفاة.
وفي السنوات الأخيرة، حدثت معظم الوفيات المتصلة بالجفاف في بلدان تعاني أيضًا من اضطرابات سياسية ومدنية. وفي الفترة من عام 1970إلي عام 2012، تسبب الجفاف في حوالي 680 ألف حالة وفاة بسبب الجفاف الشديد في أفريقيا في الأعوام 1975و 1983 و1984.
ويشير تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لعام 2018، إلي استمرار الاتجاه الطويل الأمد لتغير المناخ الناجم عن زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، فقد تأكد أن الأعوام 2015 و2016 و2017 هي أحر ثلاثة أعوام مسجلة. ويظل عام 2016 يحمل الرقم القياسي، بينما كان عام 2017 هو آخر عام دون مصاحبة ظاهرة النينيو التي يمكن أن ترفع درجات الحرارة السنوية العالمية. ويبين تحليل مجمع لقواعد البيانات الدولية الخمس الرئيسية، أجرته المنظمة أن متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية في 2017 قد تجاوز نظيره في فترة ما قبل العصر الصناعي بزهاء 1.1 درجة سلسيوس.
ويظل عام 2016 هو آخر عام مسجل (1.2 درجة سلسيوس فوق فترة ما قبل العصر الصناعي). وقد تجاوز متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية في عامي 2017 و2015 مستويات فترة ما قبل العصر الصناعي بمقدار 1.1 درجة سلسيوس. ولا يمكن تقريبًا التمييز بين العامين لأن الفرق بينهما يقل عن 0.01 درجة، وهو أقل من هامش الخطأ الإحصائي.
وكان "بيتيري تالاس" الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، قد قال في وقت سابق " إن الاتجاه الاحتراري الطويل الأمد أهم بكثير من مجرد ترتيب السنوات المختلفة، وأن هذا الاتجاه تصاعدي. وأضاف تالاس، أن هذا القرن قد شهد 17 عامًا من أحر 18عامًا مسجلة، وأن درجة الاحترار خلال الأعوام ال 3 الماضية كانت غير عادية. وكان مستوى الاحترار ملحوظًا بشكل خاص في المنطقة القطبية الشمالية، الأمر الذي سيكون له تداعيات عميقة وطويلة الأجل على مستوى سطح البحار وعلى أنماط الطقس في أنحاء أخرى من العالم.
وكشف تقرير للمنظمة عن تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية في 2017 المتوسط طويل الأجل للفترة 2010-1981 (14.3 درجة) بمقدار 0.46 درجة سلسيوس تقريبًا. وتستخدم المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا NMHSs) خط الأساس لهذه الفترة الثلاثينية لتقييم متوسطات وتقلبات المعاملات المناخية الرئيسية، مثل درجة الحرارة والهطول والرياح، وهي عوامل هامة للقطاعات التي تتأثر بالمناخ، مثل قطاعات إدارة المياه، والطاقة، والزراعة، والصحة.
وإضافة إلى الاحترار العالمي الناجم عن ارتفاع مستويات غازات احتباس الحراري في الغلاف الجوي، فإن المناخ يشهد أيضًا تقلبية طبيعية بسبب ظواهر من قبيل النينيو، التي لها تأثير احتراري، والنينيا، التي لها تأثير مبرد. فقد أسهمت ظاهرة النينيو القوية في عامي 2016-2015 في تسجيل درجات حرارة قياسية في 2016. وعلى العكس بدأ عام 2017 بصحبة ظاهرة النينيا الضعيفة وهكذا انتهى العام أيضًا.
ويشير التقرير إلي أن درجات الحرارة لا تمثل إلا جزءًا محدودًا من المشهد العام. فالاحترار الذي شهده عام 2017 كان مصحوبًا بطقس متطرف في كثير من بلدان العالم. فشهدت الولايات المتحدة الأمريكية أشد عام كلفة من حيث كوارث الطقس والمناخ، بينما شهدت بلدان أخرى أبطأ معدل للتنمية، بل وانعكاس اتجاه هذه التنمية، بسبب الأعاصير المدارية والفيضانات والجفاف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.