ترتكز الموسيقى إلى عناصر أساسية تجعل منها نغمات تصل إلى أذن المستمع فى النهاية، ولكن حينما تتحول الأصوات البشرية إلى أجمل سيمفونية غنائية من الممكن أن تستمع لها، فالأمر مختلف تمامًا. وهذا بالضبط ما حدث حينما حول أبطال الكتيبة 103 صاعقة بالجيش المصرى هتافهم فى طابور الصباح إلى أغنية من أقوى الأغانى الوطنية التى من الممكن أن نستمع لها، والتى لخصت كل المعانى الوطنية فى كلمات بسيطة كنا نرددها فى بعض المواقف المشابهة. وتقول كلمات الهتاف الذى تحول فى ليلة وضحاها إلى حديث الجميع «قالوا إيه علينا دولة وقالوا إيه منسى بقى اسمه الأسطورة من أسوان للمعمورة، وقالوا إيه، شبراوى وحسنين عرسان، قالوا: نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان، وقالوا إيه، خالد مغربى دبابة بطل وجنبه إحنا غلابة، وقالوا إيه علينا دولة، وقالوا إيه، العسكرى على من الشجعان مات راجل وسط الفرسان، وقالوا إيه، أبطالنا فى سينا طيرانا فوقينا حاميين أراضينا أبطالنا فى سيناء والدور جه علينا». الكلمات تحولت من نشيد صباحى يتسلون به ليهونوا على أنفسهم عناء السير لمسافات طويلة يوميًا فى تمارينهم، والتى تصل أحيانًا إلى عشرين كيلو سيرًا على الأقدام يوميًا إلى أغنية وطنية تتردد بين أبناء الشعب المصرى الذى ارتبط طوال تاريخه ببطولات وملاحم جيشه العظيم. الأغنية التى أرخت للجميع بطولات أبطال الكتيبة 103 صاعقة من خلال أسماء الأبطال أحمد منسى شهيد العريش والشهيد أحمد شبراوى والشهيد رامى حسنين، والذين بذلوا وقدموا أرواحهم فى حماية الوطن، تاركين خلفهم الغالى والنفيس ليأتى من خلفهم أبطال آخرون يقدمون أرواحهم، وهم يتفاخرون بأرواح شهدائهم، الذين سبقوهم. ولعل العنصر الموسيقى الذى أدخل على الأغنية من خلال التوزيع البسيط ودخول الطبلة كعنصر موسيقى لم يضف كثيرًا للأغنية، لأن أنفاس الأبطال الحقيقيين لها استطاعت أن تصنع من الأغنية عملًا قويًا للغاية حتى معالم التعب التى ظهرت على البعض والتى تؤكد أن السير لمسافات طويلة جعل المقامات الموسيقية فى الأغنية تتقارب مع أى أغنية موسيقية بها مقام موسيقى واضح له دخول وسنيو وكوبليه ختامي. وكما قدم المصريون من قبل الأغانى من خلال ملامحهم التاريخية فإن أبطال الكتيبة 103 صاعقة استطاعوا أن يحفروا فى التاريخ بطولاتها من خلال عمل فنى قوى وحقيقى لتكون الأغنية هى الأقوى والأفضل فى تاريخ الأغنية الوطنية، لأنها نتاج حقيقى لأنفاس جنودنا البواسل. المصداقية فى كل كلمة ونفس وزعيق لا يمكن أن تغنى بأصوات أجمل من ذلك، قالوا إيه قالوا إيه.. قطعة فنية على خطى الريس غزال والمقاومة البورسعيدية العظيمة، تحية تقدير لكل نفس من الأنفاس اللى فى الأغنية.