هاجم موقع "سلات" الأمريكي، وزير الخارجية ريكس تيلرسون، واصفا إياه ب"أسوأ وزير خارجية في تاريخ البلاد الحديث"، مشيرا إلى الخطاب النمطي لتيلرسون والذي ألقاه في مركز "وودرو ويلسون سنتر" في واشنطن، امس الثلاثاء، والذي لم يكن بارزا فيه سوى تحذيراته من العدوان الروسي، وكلامه الدعائي عن حلفاء أمريكا باعتبارهم أهم عنصر في قوتها الفعالة. وتابع الموقع أن خطاب تيلرسون جاء عاطفيا ومناقضا لحديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويشير إلى أن تيلرسون قليل التأثير في الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى أن رد تيلرسون خلال الندوة كان مدهشا على سؤال حول تقليص ميزانية وزارة الخارجية، وتدهور أداء بعثاته الدبلوماسية، حيث قال إن تقليص الميزانية "يعكس توقعا بأننا سنحقق النجاح في حل هذه الصراعات [في جميع أنحاء العالم]"، وبالتالي لن تحتاج إلى أن يكون لدينا الكثير من المسئولين يتعاملون مع هذه الصراعات، وهو الرد الذي صنفه الموقع على أنه أكثر الردود تعقيدا من قبل وزير في الإدارة الأمريكية. وتابع الموقع إن مجرد توقعك أنك سوف تحل الصراعات في العالم ليس سببا وجيها لتخفيض البرامج وتقليص عدد الموظفين، في وقت هناك حاجة إليهم لإدارة تلك الصراعات، حيث "أن أي شخص يعتقد أننا بحاجة إلى دبلوماسيين أقل من الموجودين في إدارة ترامب لحل هذه الصراعات في العالم ليس لديه أدنى فهم للتاريخ أو السياسة، وبالتالي لا يوجد عمل له في أي مكان بالقرب من وزارة الخارجية سوى إدراة المكان فقط. وحتى لو لم يكن توقع تيلرسون خيالا، فإنه لا توجد وسيلة لحل صراعات العالم دون وزارة خارجية فاعلة وسلك دبلوماسي جيد التجهيز". كما تابع تيلرسون أن الإدراة الامريكية بدأت تطلب خفضا شديدا في ميزانية وزارة الخارجية (31%)، لأن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما رفعت الميزانية إلى رقم قياسي في 2016 وصل 55 مليون دولار. وقال الموقع إن هذه كذبة من تيلرسون، لأن بيانات لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي تشير إلى أن انفاق وزارة الخارجية في تزايد منذ عام 2006، وأن عام 2016 لم يشهد ارتفاعا ملحوظا عن السنوات السابقة عليه، وإن ميزانية ترامب - تيلرسون لوزارة الخارجية حاليا هي خفض جذري لا لبس فيه. وعندما طرد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين 755 دبلوماسيا أمريكيا من بلاده، شكره ترامب على خفض الرواتب التي تدفعها الادارة الأمريكية، وعندما سأل مراسل "فوكس نيوز" ترامب عن الوظائف الشاغرة في الدبلوماسية الأمريكية الفارغة، أجاب: "أنا الوحيد المهم". وأخيرا، تصرف تيلرسون كما لو أنه لم يقدم مؤخرا على دفع 25 الف دولار لإغراء نحو 2000 دبلوماسي وموظف لمغادرة وظائفهم، وهو عرض مغري للكثيرين، في ظل وجود الكثيرين من ذوي الخبرة جالسين على مكاتبهم كل يوم دون أن يفعلوا شيئا. وقال الموقع إنه ليس هناك مستقبل للدبلوماسية الأمريكية، وهذه هي الرسالة التي بينتها أفعال ترامب، وتلاها تيلرسون، أكبر دبلوماسي في البلاد، بشكل صريح جدا في ندوة مركز "وودرو ويلسون سنتر" في واشنطن.