قلب الأم ممتلئ دوما بالحب تجاه أبنائها، وهو حب يدفع الأم إلى المبالغة أحيانا فى حماية ابنها، خشية وقوعه فى الأخطاء، لذلك تحرص على إبعاده عن الأشخاص غير الأسوياء، بهدف حمايته من تعلم سلوكيات لا تقبلها، ولا تتفق مع مبادئها وقيمها التى ترغب أن يشب ابنها عليها. ويمكن لنا التعرف عادة على الطفل من هذا النوع الذى يحظى بحماية بالغة من قبل أمه، حتى لو كان محاطا بغيره من الأطفال، فهو غالبا يرتدى ملابس لا تتناسب مع الطقس، كما أنه نادر الاشتراك فى الأنشطة المدرسية أو المعسكرات، أيضا قليل الأصحاب والأصدقاء لقصور المهارات الاجتماعية لديه، وغير حاسم فى آرائه ويميل لإرضاء صاحب أى سلطة أو قيادة عليه. مما سبق يمكننا القول: إنه إذا كان الجنين يتغذى من الأم بواسطة الحبل السُرى، فإن الطفل ذو الحماية الزائدة ما زال الحبل السُرى يربطه بأمه نفسيا، وفى الغالب أيضا نجد الأم تعانى من بعض الأمور النفسية التى تمنعها من قطع هذا الحبل، أو إطلاق سراح الصغير، لينعم بحريته بعيدا عن سيطرتها المبررة بخوفها عليه، أو توفيرها لجو من الراحة والأمان له، وهنا يجد الصغير نفسه أمام خيارين: إما الإذعان ومسايرة الأم، فى محاولة منه لنيل رضاها، حتى لا تغضب، فيتعثر فى حياته ومستقبله، لأنها أوهمته بأن رضا الله من رضاها، ورضاها يعنى أن يستمر تحت طوعها ويطيعها دائما، لأنها تعرف أكثر. من هنا، علينا التأكيد على أن التدريب على مهارات الحياة، يعد أحد أهم الأدوار التربوية للأبوين، لذا يجب التوازن بين حماية الطفل، وإعطائه فرصة أن يكتسب خبراته الحياتية بنفسه.