مكتبة دمنهور العريقة التي تأسست بمبنى على الطراز المعماري الأوروبي عام 1932، وافتتحها رئيس الحكومة إسماعيل صدقي في عهد الملك فؤاد، وزارها أهم المثقفين ومنهم عبدالوهاب المسيري، تعاني اليوم من حالة تعتيم على مخطوطاتها وكتبها النادرة بعد إقامة دار أوبرا دمنهور محلها.. ورفع الكاتب كامل رحومة بلاغا مفتوحا للنائب العام ووزارتي الثقافة والآثار والمحافظة، يتساءل عن مصير 350 مخطوطة نادرة بالمكتبة و30 ألف كتاب، مشيرا في تصريح ل"البوابة" إلى غياب تقرير المحافظة الخاص بجرد المقتنيات والتي انتقلت لمخزن مجمع مبارك الثقافي، رغم مطالبة المثقفين بمعاينته، وملقيا بأصابع الاتهام على مكتبة الإسكندرية بعد مطالبتها بتلك المخطوطات من قبل، وقد أثبتها الروائي يوسف زيدان في "فهرس مخطوطات دمنهور ورشيد" والصادر عن دار الفرقان للتراث. ومن جانبه، قال خالد معروف، أحد كتاب دمنهور، إن المكتبة ظلت تحتل موقعا بارزا بخريطة الثقافة في مصر، حتى صدر قرار سنة 2007 بهدم المبنى بحجة حاجته للترميم، وهنا اتصل عضو مجلس الشعب عن حزب الوفد خيري طلب بوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني وتدخل وتم تسجيل المبنى كآثار وتم تطويره وفي عام 2009 تحول لمشروع دار أوبرا دمنهور، وتم نقل محتويات مكتبة البلدية للمجمع الثقافي، ولا نعلم حالة تخزين المقتنيات بالطبع وبالتأكيد أصابها تلف، وقد تحدث لآخر أمناء المكتبة ويدعى زكي الرومي وأكد له أنه سلم 660 مخطوطة و30 ألف كتاب وجاء بعد ثورة يناير جرد من المحافظة في عهد محمد مختار الحملاوي لم يعلم به أحد، وتم التعتيم، وكذلك في عهد محمد سلطان محافظ البحيرة السابق وظلت مناشداتهم لوزارة الثقافة بلا مجيب. وأكد "معروف" أن تراث دمنهور يتعرض لتدمير ممنهج بهدم العمائر التراثية الخديوية، رغم أن دمنهور واحدة من أقدم مدن العالم، أما قهوتها الشهيرة التي كان يملكها عبدالمعطي المسيري وكانت مأوى لكبار المثقفين كنجيب محفوظ والحكيم والمسيري فحالها لا يسر اليوم ولا أحد يعلم السبب. وطالب عدد من المثقفين بينهم الشاعر صلاح اللقاني بنقل محتويات البلدية لمكتبة دمنهور العامة مؤقتا لحين تدشين مبنى لمحتوياتها ولحفظ هذا التراث النادر من التبديد.