قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي: "إن العملية الانقلابية لم تنقلب فقط على الإجماع الوطني الذي مثلته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ولم تقتصر على مصادرة الدولة ومواردها السيادية لحساباتها الخاصة، بل ذهبت بعيداً في وقاحتها لتصادر ثورة اليمنيين الأولى بقيمتها الأكثر تعبيراً عنها وهو النظام الجمهوري لتحل محلها أفكار الطغيان والاستبداد". جاء ذلك في خطاب ألقاه الرئيس اليمني، أمس الاثنين، أمام شعبه، بمناسبة العيد الوطني ال55 لثورة ال26 من سبتمبر، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية. وأضاف الرئيس اليمني: "ما نشهده هذا العام من احتفاء شعبي وتفاعل غير مسبوق بين فئات الشعب إحياءً لذكرى الثورة المجيدة منذ أكثر من شهر، هو رسالة صريحة للإماميين الجدد وأذنابهم من المغفلين الذين سلموا لهم البلاد وباعوا أسوارها حقدا وانتقاما لأن مصالحهم الشخصية وأحلامهم المريضة تقاطعت مع خيارات شعبنا الثائر الباسل". وتابع: "مشروعنا كامل الوضوح، تمثله مخرجات الحوار الوطني الشامل التي توافق عليها اليمنيون ولاقت تشجيع ومساندة الإقليم والعالم لبناء يمن اتحادي قوي يحقق القدر الأكبر من الشراكة في بناء الوطن، وفق المبادئ الوطنية والقيم العليا التي اجتمع عليها الشعب من المساواة والمواطنة والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وضمان حقوق المرأة ومشاركة الشباب وتحقيق أهداف الثورة وكل نضالات الشعب اليمني الممتدة عبر التاريخ الطويل". وأكد: "علينا أن نحارب الجهالة بنور العلم، وأن نطمس معالم الكهنوت الجديد بمنائر الوعي وأن نحطم أغلال العبودية الجديدة بفضاءات الحرية وأن نكسر هيمنة التعصب بالتسامح وأن نرفض ثقافة الكراهية وتمجيد الحروب، فالكراهية لا تبني الأوطان، والتحية لكل أبناء شعبنا الذين يخوضون معركة الكرامة، والتحية لكل الرافضين للخيانة". وأعرب عن شكره وتقديره للأشقاء في دول التحالف العربي، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ل"موقفهم الشجاع في نجدة إخوانهم ونصرة قضية الشعب اليمني، والشكر لكل ما يبذلونه للتخفيف من المعاناة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها الحرب المفروضة على شعبنا، والشكر لهم لمكافحتهم الأوبئة والأمراض والوقوف معنا في كل خندق للنضال وفي كل موطن للتضحية، وذلك موقف سيظل في ذاكرة الأمة كلها".