استكمالا للفعاليات التي تقام في القاهرة بالتوازي مع ملتقى الأقصر الدولي للتصوير المقام حاليًا في مدينة الأقصر والممتد حتى يوم 14 ديسمبر الجاري؛ أقيمت أمس في قصر الفنون بساحة دار الأوبرا ندوة نقدية ناقشت فكرة وهدف ومستقبل ملتقى الأقصر الدولي للتصوير؛ الذي يقيمه صندوق التنمية الثقافية برئاسة المهندس محمد أبو سعدة . ذلك الملتقى الذى يشارك فيه كل عام 25 فنانا مصريا وعربيا وأجنبيا ليصبح واحة التلاقي للفنون والثقافات العربية والدولية ، لتظل مصر حريصة على تقديم التنوع الثقافي والفكري ، وكذلك توجيه رسائل سلام دولية تؤكد أن مصر كانت ولا تزال واحة الفنون المختلفة. وتأتى هذه الندوة في ختام المعرض الذى أقيم أيضا في قصر الفنون على هامش فاعليات القاهرة الموازية للملتقى ، والذى يعرض 300 عمل فنى تم إبداعهم في مدينة الأقصر . تحدث في الندوة كل من الدكتور حمدي عبدالله الأستاذ في كلية التربية الفنية والمستشار الثقافي السابق في اليمن وعضو اللجنة العليا لملتقى الأقصر الدولي للتصوير والناقدة التشكيلية ورائدة التنشيط الثقافي في مصر د. فينوس فؤاد والشاعر ماجد يوسف ، حيث بدأ د. حمدي عبدالله بشرح الهدف من إقامة الملتقى كما قام بشرح الصعوبات التي تواجه اللجنة المنظمة من أجل الوصول إلى مشاركة شخصيات مميزة تمثل الحضارات والثقافات التي تأتي منها ليشكل الحضور مجموعة سفراء يتحدثون فيما بعد عن الحضارة المصرية وفنونها، كما أشار عبدالله إلى أن مشروع مراسم الأقصر هو مشروع قومي لابد أن يحرص الجميع على تهيئة السبل لتنفيذه في أسرع وقت ممكن لأنه يضم أماكن لإعاشة الفنانين وصالات طعام وصالات عرض ، مما سيساهم في تسليط الضوء على مصر في الساحة التشكيلية الدولية. بينما بدأت د. فينوس فؤاد حديثها بتوجيه الشكر لرئيس صندوق التنمية الثقافية المهندس محمد أبو سعدة لحرصه على استمرار هذا الملتقى خصوصاً في الوقت الراهن وما يواجه من صعوبات وتحديات سياسية واقتصادية وأمنية قد تكون عائقاً أمام تنفيذ مثل تلك الفاعليات ولكن مع اصرار إدارة الصندوق وإصرار د. إبراهيم غزالة القوميسير العام ومدير مراسم الأقصر وكذلك اللجنة المنظمة على النجاح و المناضلة فى سبيل تحقيق الأهداف تهون الصعاب. بينما تعجبت فؤاد من غياب ممثلي إدارات التنشيط الثقافي والتسويق والإعلام في قطاع الفنون التشكيلية عن حضور هذه الندوة وغيرها خصوصاً وأنها تمثل حدثاً ضخماً على الساحة التشكيلية كما أن الندوة والمعرض تحتضنهم قاعات قطاع الفنون التشكيلية. وهنا أشارت إلى أن غياب الدور المنوط بهذه الإدارات يعيق الوصول إلى الأهداف المنشودة من الفعاليات الثقافية ككل . وكذلك أكدت فؤاد على ضرورة عرض مشروع مراسم الأقصر على وزارة الشباب والسياحة للمساهمة مع وزارة الثقافة في تنفيذه لما يحمله هذا المشروع من عائد سياحي ضخم كما سيعود بالنفع على الشباب من دارسي الفنون والآثار والهواه من أبناء مصر والعالم أجمع ، وتوقعت بأن مراسم الأقصر في حال اكتمالها ستكمل الدور الذى تقوم به أكاديمية الفنون المصرية في روما لتصبح أكاديمية طيبة للفنون تؤكد ريادة مصر عالميًا، مشيرة إلى أهمية مدينة الأقصر علميا وسياحيا وأثريا وفنيا وثقافيا لأنها تحتوى على ثلث آثار العالم. كما فجرت فؤاد قضية هامة وهى تفعيل التوصيات التي تخرج من خلال دورات الملتقى المختلفة وأهمها "بنيالي أفريقيا الدولي" حيث تم طرح توصيه بإقامته في الدورة الرابعة التى استضافته أفريقيا ، وأشارت إلى أهمية تفعيل البينالى خصوصا في الوقت الحالي الذى يتحدث فيه العالم عن رسالة مانديلا التي تهدف إلى التسامح والتعايش مع الدول الإفريقية. وهنا أكد د. حمدي عبد الله بأن الفكرة خرجت بالفعل إلى حيز التنفيذ من خلال صندوق التنمية الثقافية إلا أن قطاع الفنون التشكيلية أصر أن يقوم هو بتنظيم الفاعلية وهنا توقف المشروع لصراعات فردية ، وهنا تعجبت فؤاد وأكدت أن رئيس قطاع الفنون التشكيلية أعلن منذ عدة أيام فى أحد المجلات "أنه فشل فى تنظيم بنيالي إفريقيا" نظرا للظروف الاقتصادية للقطاع ، مما أثار تعجب الحضور حول آلية التفكير في القطاعات المختلفة ، حيث أكد د. عبد الرحيم شاهين أستاذ النقد الفني بأنه إذا كان الوضع كذلك فهو إشارة إلى أن قطاعات وزارة الثقافة لا تزال تعيش في جزر منعزلة ولا تعمل على تكامل الأنشطة من أجل الصالح العام .