قالت صحيفة التلغراف البريطانية إن الوزيرة الأولى في أسكتلندا، نيكولا ستورجيون، لا تزال ترفض قبول أن معظم الاسكتلنديين يعتبرون الاستقلال قضية تم تسويتها. واستهلت الصحيفة -تعليقا على موقعها الإلكتروني- بالقول إن "ستورجيون في مارس الماضي أسهمت في زيادة اضطراب المشهد السياسي عندما اقترحت إجراء استفتاء جديد حول استقلال أسكتلندا؛ وبالأمس وبعد انتكاسة الحزب القومي الأسكتلندي في انتخابات الثامن من يونيو الجاري، وضعت ستورجيون اقتراحها قيد الانتظار، قائلة: إنها قد فكرت طويلا وبجدية في آثار نتائج حزبها الكارثية في الانتخابات، والتي فقد فيها 21 مقعدا ونصف مليون صوت". لكن، بحسب التلغراف، فإن التصور الذي استقرت عليه ستورجيون بعد الانتكاسة التي مُني بها حزبها، جاء مناقضا لكافة التصورات؛ لا سيما وأن الحملة الانتخابية في اسكتلندا كانت تحت سيطرة فكرة إجراء استفتاء آخر حول الاستقلال؛ وعليه فإن النجاح الذي أحرزته الأحزاب المؤيدة للوحدة (البريطانية)، وتحديدا حزب المحافظين، يدل بوضوح على أن معظم الشعب الاسكتلندي يعتبر أمر الاستفتاء قد تمّ تسويته. في المقابل، بحسب الصحيفة، لا تزال ستورجيون تريد إعادة النظر في الفكرة ريثما يتضح تماما مشهد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) في 2019؛ وبينما يبدو أن الحزب القومي الأسكتلندي يخسر تدريجيا الدعم الشعبي، فإن ستورجيون تحتاج إلى التحرك قبل الانتخابات المقبلة في 2020 إذْ لا يزال حزبها يمتلك الأصوات اللازمة تشريعيا للدعوة لإجراء استفتاء آخر حول الاستقلال. ورأت الصحيفة أنه من المدهش أن ستورجيون لم تتخلَ تماما عن طرْح فكرة الاستقلال حاليا ولم تلجأ إلى دعوة قادة حزبَي المحافظين والعمال الاسكتلندييَن إلى مشاركة وطنية تستهدف الإبقاء على المملكة المتحدة داخل السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي على النحو الذي يريدونه جميعا كما أشارت نتائج الاستفتاء على بريكسيت حيث صوتت أسكتلندا بفارق كبير لصالح البقاء في أوروبا. ورجحت التلغراف أن تكون الأحزاب الأخرى في أسكتلندا تُفضّل أن يتوقف الانفصاليون عن الهوس بقضية الاستقلال والتركيز بدلا من ذلك على إدارة شئون البلاد؛ لكن لمّا كان تفتيت الوحدة هو سر وجود الحزب القومي الأسكتلندي وميدان الناشطين فيه، فإن قيادة الحزب ببساطة لا يمكنها نبْذ الفكرة حتى تُظهر الانتخابات بشكل واضح أن الشعب الأسكتلندي لم يعد يريدها.