ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم السبت أن المذكرة التي وقعتها روسياوإيران وتركيا هذا الأسبوع هي الأحدث في سلسلة من مقترحات وقف إطلاق النار في سوريا خلال 6 سنوات عمر الصراع السوري فيما اعلنت موسكو أمس الجمعة أن الخطة ستدخل حيز التنفيذ في منتصف الليل. وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني - إن ثمة ثغرات هائلة تكمن في طيات هذا الاتفاق حيث لا ينطبق حظر إطلاق النار على الهجمات التي تستهدف الجماعات المعارضة التي لم توقع على الاتفاق، كما أنه يستبعد على وجه التحديد الهجمات على تنظيم القاعدة وقوات داعش. وأشارت إلى أن روسياوسوريا أكدتا أنهما لن تستخدما القوة الجوية في المناطق الخاضعة للاتفاق ولكن إذا زعمت قواتهما أن هذه المناطق تستخدم كقاعدة للنشاط المسلح فإنه من الممكن إلغاء هذا الحظر. وعن استجابة حكومة الرئيس بشار الأسد والمعارضة للاتفاق.. قالت الصحيفة:"إن حكومة الأسد أعلنت الأربعاء الماضي دعمها للمبادرة الروسية والتزامها ب(عدم قصف) مناطق وقف إطلاق النار غير أن متحدثا باسم جماعات المعارضة ممن حضرت محادثات استانة في دولة كازاخستان أعرب عن تشككه في جدوى الاتفاق بما في ذلك ما يتعلق بقدرة روسيا على إجبار إيران والحكومة السورية على احترام الهدنة مع المعارضة". وأضافت:"أن الأهم من ذلك حقيقة عدم صدور رد موحد من جانب فصائل المعارضة المنقسمة ومن بينهم من لم توجه إليه الدعوة لحضور محادثات أستانة وبينما أعرب العديد منهم عن دعمه لأية محاولة لوقف سفك الدماء إلا أنهم شككوا في نوايا روسيا فيما قال آخرون من بينهم فصيل متمركز في الولاياتالمتحدة إنهم لن يقبلوا أبدا بإيران كضامن لأي اتفاق". وعن رد واشنطن على الاتفاق.. أوضحت الصحيفة أن موقف واشنطن لم يتضح بعد..مشيرة إلى تصريح الرئيس دونالد ترامب في شهر يناير الماضي بأنه سيعمل على إنشاء مناطق آمنة في سوريا لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا على الرغم من أنه من المستبعد أنه كان يقصد أن ذلك سيكون ضمن خطة روسية تحظى بدعم إيران. وبالرغم من ذلك.. كشف بيان البيت الأبيض عن محتوى الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع أن المحادثة كانت جيدة للغاية وتضمنت مناقشة مسألة إنشاء المناطق الآمنة أو تهدئة التصعيد في سوريا لتحقيق سلام دائم لأسباب إنسانية ولأسباب أخرى كثيرة، فيما قال بوتين إنه يعتقد أن البيت الأبيض يؤيد الخطة رغم عدم إصدار أي رد رسمي من واشنطن بمعارضة المبادرة حتى مساء أمس الجمعة. وفي السياق ذاته.. نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئول روسي قوله إن هناك بعض الخلافات التي لم يتم حلها حتى الآن بما فيها مسألة ما إذا كانت طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، سوف تُمنع من التحليق فوق المناطق الآمنة بينما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أمس أن موسكو لم تبلغها رسميا بأي تغيير يمس العمليات الجوية في سوريا.