على الرغم من حصولها على المركز الثاني في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، وعلى الرغم من تجييش المرشحين الخاسرين أنصارهم ضدها وكذلك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلا أن مارين لوبان رئيس حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) ما زالت تتحرك بثقة كبيرة تجاوزت كل التخوفات من صعود فرصة المرشح المنافس إيمانويل ماكرون، الحاصل على المركز الأول، والذي تتوقع كل مراكز الاستطلاعات فوزه في الجولة الثانية التي تنطلق في السابع من مايو المقبل. ما يؤكد الثقة المطلقة لمارين لوبان حديثها الأخير للقناة الثانية الفرنسية والذي قالت فيه: "نحن قادرون على الفوز، وسأقول لكم شيئًا أفضل، سنفوز". وحول استطلاعات الرأي المرجحة لفوز مرشح حزب إلى الأمام (جناح الوسط) إيمانويل ماكرون في الجولة الثانية بواقع 60% من الأصوات مقابل 40% ل"لوبان"، قالت "لوبان": "عشر نقاط صغيرة؟ صدقوني هذا أمر يسهل القيام به". وأعلنت أنها ستأخذ إجازة من رئاسة حزبها "الجبهة الوطنية"؛ لتكون فوق الاعتبارات الحزبية، ولتخصيص كامل وقتها لجمع الفرنسيين استعدادًا للدورة الثانية. وهاجمت "لوبان" ماكرون في حديثها قائلة: "إن الضباب المحيط ببرنامجه سيتبدد قريبًا"، مضيفة: "سيكتشف الفرنسيون مضمون مشروعه العنيف جدًا على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وعلى مستوى الهجرة"، مؤكدة: "لا شيء في مشروع ماكرون ولا في تصرفاته يدل على أي محبة لفرنسا". في حين قدم "ماكرون" نفسه على أنه مرشح الوطنيين بوجه القوميين، قالت "لوبان": "أنا مرشحة حماية الفرنسيين"، معربة عن الأمل في "جمع أوسع عدد ممكن من الوطنيين بمواجهة ممثل العولمة". واعتبرت الدورة الثانية من الانتخابات "شكلًا من أشكال الاستفتاء"، سيختار فيه الفرنسيون بين "فرنسا أو شيء آخر هو اضمحلال فرنسا". من جهته، ينطلق إيمانويل ماكرون المؤيد لأوروبا من موقع المرشح الأفضل حظوظًا للفوز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 7 مايو، متقدمًا على القومية مارين لوبن المعادية للعولمة، في وقت بدأت تتشكل "جبهة جمهورية" لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف. وتجمع مئات الأشخاص في ساحة الجمهورية في باريس مساء أمس الإثنين، تعبيرًا عن رفضهم لوصول لوبن، وعن استعدادهم لبذل كل ما هو ممكن لمنعها من الوصول إلى قصر الإليزيه. وأسفرت الدورة الأولى من الانتخابات التي تميزت بمشاركة كثيفة ناهزت 80%، عن خروج الحزبين الكبيرين اليميني "الجمهوريون" واليساري (الحزب الاشتراكي) من الشوط الأخير من السباق إلى قصر الإليزيه، في وضع غير مسبوق في فرنسا، مع بروز مرشحين على طرفي نقيض أوصلتهما رغبة الفرنسيين في تجديد الحياة السياسية في بلادهم.