جلست على كرسي تحت شجرة خضراء طويلة، وارفة الأوراق، منتشرة الغصون والفروع، كأنما تدعو المارة للجلوس تحتها والاستظلال بظلها العارم .. بقيت أنظر اليها نظرات عميقة وقوية، أحدثها بصمت وهي تنظر اليّ أيضاً، وكأنها تعرف ما يدور في خلدي وسينطقه لساني، وقد فهمتني على الفور .. قلت لها: كيف تتحملين كل ما عليك من أغصان وفروع وكل تلك الأوراق الكثيرة، وثمارك اليافعة.. يا لصبرك وقوة تحملك أيتها الشجرة!! الكل يجلس تحتك ويستفيد منك ويأكل مما تطرحين وأنت هادئة صامتة لا تنبسين ببنت شفة ..حتى كلمة شكر لا تتلقين، وقد يكسرون منك ولا تتأوهين من الألم، يصعدون فوقك ولا تبكين ..وقد يجردوك من كل أوراقك ولا تشعرين بالبرد، وقد كنت دافئة بها.. الله كم تتحملين يا شجرة!! وكم تصبرين على أفعال البشر من حولك ..!! دليني على سرك علي أستريح