يبحث المجلس الأوروبي برئاسة دونالد توسك، عددًا من الإجراءات لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا من ليبيا. وطالب فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، اليوم الخميس، الاتحاد الأوروبي بالمزيد من الأموال لضمان مساعدة بلاده في كبح الهجرة إلى أوروبا، وأبلغ كبار مسئولي الاتحاد الأوروبي أنه يجب على "بروكسل" أن تدفع المزيد من الأموال لبلاده حتى يتسنى لها المساعدة في الحد من تدفق المهاجرين الأفارقة إلى دول أوروبا. كان السراج قد توجه إلى "بروكسل" عشية اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي المقرر في مالطا، حيث يتوقع أن يلقوا بثقلهم وراء جهود جديدة لوقف وصول اللاجئين والمهاجرين الأفارقة عبر ليبيا إلى إيطاليا. ويعزز "الاتحاد" تدريب خفر السواحل الليبي، ويوفر المزيد من المال والمساعدات لليبيا وغيرها من البلدان الأفريقية حتى تتمكن من إحكام السيطرة على حدودها مما يمنع تسلل المهاجرين الراغبين في حياة أفضل بأوروبا. وقال رئيس المجلس الأوروبي الذي استقبل السراج في بروكسل: إنه سيقترح "تدابير صلبة وتنفيذية" لضبط تدفق المهاجرين عندما يعقد القادة الأوروبيون قمتهم في مالطا غدا، الجمعة. وأضاف: الاتحاد الأوروبي أثبت من خلال الاتفاق الذي أبرمه مع تركيا في مارس 2016 وأدى إلى خفض أعداد طالبي اللجوء الواصلين إلى اليونان، معتبرا أن بمقدور التكتل إغلاق الطريق الواقع شرقي البحر المتوسط. وقال "توسك" في تصريحات صحفية: "حان الوقت لإغلاق الطريق من ليبيا إلى إيطاليا،" مضيفًا أنه ناقش الأمر مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني. وأشار إلى أن قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في العاصمة المالطية فاليتا ستبحث زيادة التعاون مع ليبيا، مضيفًا: "لدينا اهتمام وعزم لخفض عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يخاطرون بحياتهم لعبور المنطقة الوسطى من البحر المتوسط". وقال إنه لا يمكن بقاء الوضع على ما هو عليه فيما "يترك المهربون الناس ليغرقوا فإنهم يقوضون سلطة الدولة الليبية لتحقيق المكاسب". ووصل 180 ألف مهاجر إلى إيطاليا في عدد قياسي العام الماضي، فيما لقي 4500 حتفهم أثناء محاولتهم اجتياز هذا الطريق المليء بالمخاطر. وبينما يشكل الهاربون من مناطق النزاع مثل سوريا وغيرها أغلبية الواصلين إلى اليونان، التي مثلت نقطة العبور الرئيسية إلى دول أوروبا الأغنى إلى الشمال منها، غير أن معظم الذين يغادرون من ليبيا هم مهاجرون اقتصاديون قدموا من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وبدأ الاتحاد الأوروبي تدريب وتجهيز خفر السواحل الليبي لضبط المهربين ويتوقع أن يدرس قادة التكتل الجمعة اقتراحا لمنح تمويل إضافي لبرنامج التدريب وللوكالات الأممية التي يمكن أن تساعد الليبيين في الاهتمام بالمهاجرين.