سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"جيمس ماتيس" جنرال الحرب المتقاعد.. أقاله أوباما وأعاده ترامب وزيرًا للدفاع.. يحظى بشعبية داخل الجيش الأمريكى.. ومعادٍ ل"إيران" وتمددها في سوريا والعراق
بدأ الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" فى اختيار رجال إداراته الجديدة، معززًا عهده بتعيين الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس لتولى منصب وزير الدفاع المنتظر الإعلان عنه قريبًا، ويواجه الجنرال العائد موافقة الكونجرس الأمريكي، ومجلس الشيوخ، فهناك استثناء خاص من قانون يحظر على جنرالات متقاعدين تولى منصب وزارة الدفاع لمدة سبع سنوات بعد تقاعدهم، وينص القانون على أن يبقى أى ضابط متقاعد خارج الخدمة لمدة لا تقل عن 7 سنوات قبل أن يتولى منصب وزير الدفاع، ويرى مراقبون دوليون أن ماتيس لن يجد معارضة كبيرة فى الكونجرس من أجل تمرير تعيينه، حيث إنه يحظى بشعبية كبيرة فى الأوساط السياسية وأيضًا داخل الجيش الأمريكي. وفى حال وافق مجلس الشيوخ على تعيينه، سيكون ماتيس الجنرال المتقاعد الأول الذى يشغل منصب وزير الدفاع منذ جورج مارشال فى عام 1950 الذى خدم فى إدارة الرئيس هارى ترومان. يجمع الجنرال المتقاعد العداء مع إيران، وسبق لترامب أن عيّن الجنرال مايكل فلين مستشارًا للأمن القومي، ومايك بومبيو رئيسًا للاستخبارات المركزية، وهم من صقور المُحافظين الذين لا يُخفون عداءهم للإسلام الرديكالي، ولإيران. يرى ماتيس أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما تقاعس كثيرا عن مواجهة "داعش" فى سورياوالعراق، كما أنه يحمله مسئولية التمدد الإيراني فى سورياوالعراق واليمن ولبنان. وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" سبب استبعاده من إدارة أوباما، وإقالته من منصبه فى عام 2013، أن عداءه المستمر لطهران، جعل أوباما لا يستعين به، خاصة أن الأول كان يحضر لمفاوضات جدية مع إيران لتوقيع الاتفاق النووي. يبلغ من العمر 66 سنة، وهو ضابط سابق فى سلاح مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" منذ أن كان فى التاسعة عشرة من عمره، حيث يتمتع بخبرة ميدانية كبيرة، وعُين رئيسًا لقيادة القوات المشتركة الأمريكية عام 2007، وتولى مسئولية تحول القيادة العليا لحلف شمال الأطلسي، وقد تقاعد من منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية فى عام 2013، بعد أن خدم أكثر من أربعة عقود من الزمن فى قوات مشاة البحرية، وبعد تقاعده عمل كمستشار فى معهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد. عازب ذو مشية مُختالة يقرأ كثيرا ويحفظ الكثير من التاريخ العسكري، يُوصف الجنرال الستينى (مواليد 1950) بأنه مولع بالحروب، قاد كتيبة هجومية خلال حرب الخليج الأولى فى العام 1991، كما كان قائدًا لقوّة خاصّة عملت فى جنوبأفغانستان فى العام 2001، وشارك أيضًا فى غزو العراق عام 2003، ولعب دورًا رئيسيًا بعد ذلك بعام فى معركة الفلوجة، ليتولّى قيادة القيادة المركزية الأمريكية الوسطى فى العام 2010، وهو منصب جعله مسئولًا عن جميع القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط حتى العام 2013. شارك ماتيس فى العديد من الحروب الأمريكية، الأمر الذى دفع الكثيرين إلى إطلاق لقب "الكلب المجنون" عليه وذلك لتعطشه للحروب والدماء. وصف الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، بأنه جنرال بمعنى الكلمة، وأضاف ترامب فى مستهل جولة "أمريكا تشكركم 2016" فى مدينة سينسيتى بولاية أوهايو، التى تهدف إلى التعبير عن الامتنان لمؤيديه: سوف نعين الكلب المسعور ماتيس وزيرًا لدفاعنا، وتابع: إنه أفضل ما لدينا، يقولون إنه أقرب ما لدينا إلى الجنرال جورج باتون القائد بالحرب العالمية الثانية. وأضاف أن هذا القلق سيزداد فى حال رشح الرئيس المنتخب مزيدا من الشخصيات العسكرية لتولى مناصب عليا فى القيادة المدنية فى إدارته. طهران العدو الأول يعتقد ماتيس أن طهران تشكل الخطر الأكبر على مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الشرق الأوسط، أكثر من داعش والقاعدة وبقية التنظيمات الإرهابية الأخرى. سبب العداء يعود عندما غزت أمريكاالعراق فى 2003، حيث قدمت طهران دعما للميليشيات الشيعية التى حاربت القوات الأمريكية فى أعقاب غزو العراق، ويرى ماتيس أن طهران سبب مباشر لقتل المئات من الجنود الأمريكيين. عارض بشدة الصفقة النووية، ويرى فيها فرصة لإيران لتوسيع نفوذها فى الساحة الإقليمية والدولية، وما يشكله ذلك من خطر على مصالح الولاياتالمتحدة. وقال ماتيس: إن طهران تشكل خطرًا على الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال أربعة محاور، فباستثناء خطر السلاح النووي، تسعى طهران لتطوير منظومتها من الصواريخ الباليستية، التى ستشكل خطرًا على إسرائيل وأوروبا. لم يفارق الحل العسكرى رأس "ماتيس"، ويقول "توماس ريكس" الصحفى بواشنطن بوست: إنه دوما يخطط لضرب طهران، خاصة بعد توقيع الصفقة، حيث رسم خطط بديلة وسيناريوهات محتملة لتنفيذ عمل عسكرى ضد إيران. ودائما ما يطرح "ماتيس" أسئلة حول طهران فى الاجتماعات المغلقة مثل ماذا يمكننا فعله لو نجحت طهران فى تطوير قدراتها الاستثنائية.. وماذا يمكنها أن تفعل فى الخليج العربي؟! دولة ابرتهايد "إذا رسمنا الحدود بحيث تشمل السكان العرب، فإنه إما أن هذه ليست دولة يهودية، أو أن العرب لا يحصلون على حقّ بالتصويت، أى ابرتهايد، وهذه الطريقة لم تعمل بشكل جيد عندما شاهدتها آخر مرة".. ماتيس. ورغم كل مواقفه الدموية، إلا أن توجس الإعلام الإسرائيلى من تعيينه يعد أمرا إيجابيا، فهو معارض لسياسة الاستيطان. سبق وحذر إسرائيل من الاستيطان، وقال: إن استمرار البناء فى المستوطنات قد يجعل إسرائيل دولة "ابرتهايد".