مع التراجع الكبير الذي يشهده تنظيم داعش في سوريا والعراق معقل دولته "المزعومة"، بدأ تنظيم القاعدة وعناصر حركة طالبان في الظهور على الساحة بشكل أوسع لاسيما في أفغانستان باستهداف رعايا ومصالح الدول الأجنبية. ونفذت الحركة ثلاثة عمليات كبرى خلال يومين بدأتها بتفجير القنصلية الألمانية في ولاية بلخ، ما تسبب في إصابة أكثر من مائة شخص ومقتل ما لا يقل عن 7 آخرين - بحسب وكالة رويترز -، وتلتها بالهجوم على قاعدة باغرام، أكبر قواعد أمريكا في أفغانستان، وتفجير مقر للقوات الأفغانية ممن وصفوهم ب"العملاء". وتبنت الحركة الأفغانية، الهجوم على قاعدة "باغرام"، كاشفةً تفاصيل العملية التي نفذها أمس الأول عبر أحد انتحارييها بصالة التمرينات وسط القاعدة التي تعد أكبر قاعدة للأمريكان في البلاد. وذكرت الحركة، في بيان لها أمس، أن منفذ العملية يدعى حافظ محمد برواني، تمكن من قتل 23 ضابطًا وجنديا أمريكيا بشمول عناصر مهمة للعدو، وجرح 44 آخرين. لافتةً إلى أن الهجوم تم التخطيط له خلال 4 أشهر، واصفةً العملية ب"الصيد الثمين". يأتي الهجوم بعد يوم واحد من تنفيذ عملية القنصلية الألمانية في مدينة مزار شريف، عبر سيارة مفخخة مليئة بالمتفجرات تم وضعها أمام الباب لفتحه وتسلل عدد من عناصر الحركة للداخل واستخدام السلاح الآلي لقتل العاملين بها. وقالت الحركة إن العملية تأتي انتقامًا ممن أطلقت عليهم "المحتلين" لقصفهم المدنيين وإلحاق خسائر بهم في ولاية قندوز، مشيرةً إلى تدمير جزء كبير من مبنى القنصلية، كما قتل وجرح عشرات الجنود الألمانيين وعناصر تابعين للقنصلية. وجاء في بيان تبني العملية: "أن فريق استخبارات دولة ألمانيا يقدم معلومات ويحدد أهداف للقوات الأمريكية في ولايات تخار، وقندوز، وسمنجان وبلخ، وينظم تنفيذ عمليات المداهمات الليلية، وبهذا يستمرون في فعالياتهم الاحتلالية. وفي بداية الأسبوع الجاري قتل وجرح أكثر من 50 من المدنيين ودمرت عشرات المنازل نتيجة قصف قوات ألمانية وأمريكية مركز ولاية قندوز"- بحسب الحركة. هذا ويستهدف عناصر الحركة قوات الجيش والشرطة الأفغانية بعمليات مستمرة، كان أخرها أمس، بالهجوم على جنود الجيش في منطقة "يردار" بمديرية بهارك بولاية بدخشان، ما أسفر عن مقتل 6 جنود وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة، متوعدة في تبنيها للعملية بشن مزيد من العمليات على مقار من وصفتهم "العملاء". ويشهد تنظيم "داعش" تراجع مستمر في أفغانستان، حيث أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي "ناتو" منذ أسبوع، أن أعداد التنظيم انخفضت إلى نحو ألف عنصر العام الحالي. وقال المتحدث باسم "مهمة الدعم الحازم" التي ينفذها الناتو في افغانستان العميد تشارلز كليفلاند، إن "الدولة الاسلامية في خراسان" انخفض عددهم العام الحالي إلى نحو ألف عن العام الماضي الذي وصل فيه عددهم إلى 3 آلاف، محذرًا من تزايد هجمات حركة طالبان ضد المراكز السكانية خاصة في عواصمالولايات الافغانية. وأكد أن 70 في المئة من أعضاء داعش هم أعضاء سابقون في منظمة (تحريك طالبان باكستان) كما أن هناك أيضا عددا من الاوزبك كانوا أعضاء سابقين في "حركة أوزبكستان الاسلامية" وقال إن الولاياتالمتحدة والقوات الافغانية تعمل على مواجهة هذا التنظيم.